قالت مصادر دبلوماسية إن إيران اتخذت خطوات تمهيدية لبدء تشغيل محطة لتحويل اليورانيوم تحتاجها لتنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق نووي مؤقت أبرمته مع القوى العالمية الست العام الماضي قبل انتهاء العمل بالاتفاق هذا الشهر. وسيظهر بدء تشغيل المحطة التزا
قالت مصادر دبلوماسية إن إيران اتخذت خطوات تمهيدية لبدء تشغيل محطة لتحويل اليورانيوم تحتاجها لتنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق نووي مؤقت أبرمته مع القوى العالمية الست العام الماضي قبل انتهاء العمل بالاتفاق هذا الشهر.
وسيظهر بدء تشغيل المحطة التزام إيران بالاتفاق التاريخي الذي أبرم في 24 نوفمبر تشرين الثاني الماضي بينما تجري محادثات مع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين بشأن تسوية طويلة الأجل للخلاف على طموحاتها النووية.
لكن في ظل الفجوات الكبيرة في المواقف التفاوضية يعتقد بعض الدبلوماسيين والخبراء أنه ربما ستكون هناك حاجة لمد المفاوضات والاتفاق المبدئي.
وقال متحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون التي تقود المفاوضات نيابة عن القوى الست إن القوى مازالت مصرة على محاولة التوصل لاتفاق شامل بحلول الموعد النهائي في 20 يوليو/ تموز.
وأضاف مايكل مان للصحفيين "نرى جدية أيضا من الطرف الآخر... الوضع صعب ولاتزال هناك فجوات كبيرة لكن هذه ليست مفاجأة. نتحدث عن مسائل فنية شديدة التعقيد وقضايا سياسية شديدة التعقيد أيضا. لذا فإننا نعمل جاهدين لمحاولة تضييق هوة الخلافات."
وبموجب الاتفاق الذي تبلغ مدته ستة أشهر وينتهي العمل به في 20 يوليو/ تموز الجاري فإن من المفترض أن تحول إيران كمية كبيرة من غاز اليورانيوم المخصب لمستوى منخفض إلى أكسيد بما يقلل من إمكانية استخدامه في صنع قنابل. وكان هذا أحد شروط الاتفاق الذي حصلت إيران بموجبه على تخفيف محدود للعقوبات.
ولتحقيق ذلك أقامت إيران منشأة قرب مدينة اصفهان بوسط البلاد لتحويل الغاز إلى مسحوق.
وبعد التأجيل المتكرر على مدى أشهر قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة في مايو أيار إن المحطة أصبحت جاهزة للعمل لكن لم يبدأ تشغيلها بعد.
لكن منذ ذلك الحين قالت مصادر إنه جرى اتخاذ خطوات عملية بما يشير إلى أن العمل يمكن أن يبدأ قريبا إن لم يكن قد بدأ بالفعل. ويشمل ذلك ازالة أختام الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن أسطوانة لغاز اليورانيوم وهي عملية ضرورية قبل توصيلها بخط التحويل.
ومع ضيق الوقت فإن دبلوماسيين يتابعون عن كثب التزام إيران باتفاق نوفمبر تشرين الثاني.
وأبرم هذا الاتفاق لإتاحة مزيد من الوقت للتوصل لاتفاق دائم بهدف تجنب خطر اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط بسبب طموحات إيران النووية التي تقول إنها سلمية لكن يشتبه الغرب في أنها تهدف لتطوير قدرات لإنتاج أسلحة نووية.
وبدأت هذه المفاوضات في فبراير/ شباط واستؤنفت الأسبوع الماضي في فيينا بهدف صياغة اتفاق نهائي بحلول مهلة حددتها الأطراف في 20 يوليو/ تموز يحل محل الاتفاق المؤقت.
وفي الوقت الذي علقت فيه إيران أكثر الجوانب حساسية من أنشطتها النووية وهو تخصيب اليورانيوم إلى مستوى تركيز 20 في المئة بموجب اتفاق العام الماضي فإنه يسمح لها بمواصلة تخصيب غاز اليورانيوم حتى مستوى خمسة بالمئة.
لكن دبلوماسيين غربيين قالوا إنه في ظل المخاوف الغربية من هذا المخزون فقد تعهدت إيران بعدم زيادته بحيث لا تزيد كميته مع نهاية الاتفاق المبدئي عن الكمية التي كان عليها عندما بدأ سريان الاتفاق يوم 20 يناير /كانون الثاني.
وتفيد تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران تفي بجميع التزاماتها الأخرى بموجب الاتفاق المؤقت.
وتقول إيران إنها تنتج اليورانيوم منخفض التخصيب لانتاج وقود من أجل شبكة من محطات الكهرباء تعتزم تشغيلها بالطاقة النووية وليس لانتاج قنابل. ويتعين تخصيب اليورانيوم لمستوى نحو 90 في المئة لانتاج سلاح نووي.
ويقول خبراء إن إيران ربما لديها ما يكفي من هذا النوع من غاز اليورانيوم لإنتاج بضعة أسلحة نووية إذا تم تخصيبه لمستوى أعلى. والحد من أنشطة التخصيب الإيرانية بوجه عام هو أحد أكثر المسائل تعقيدا في المفاوضات الرامية للتوصل لاتفاق نهائي.
ووفقا لتقارير الوكالة الدولية فإنه بسبب تأجيل تشغيل محطة التحويل فقد زاد مخزون إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى 8.5 طن في مايو أيار من 7.6 طن في فبراير شباط. ويقول خبراء إن إيران سيكون بوسعها