TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > وداعاً مونديال الزلازل

وداعاً مونديال الزلازل

نشر في: 12 يوليو, 2014: 09:01 م

مع إسدال بغداد جفونها بعد منتصف الليل تكون سماء ملعب ماراكانا ملتهبة بالألعاب النارية ابتهاجاً بتتويج بطل مونديال البرازيل الذي يتصارع على لقبة العشرين اثنان من عمالقة الكرة العالمية (الأرجنتين وألمانيا) اللذين واصلا مشواريهما بانضباط عالٍ واستقرار فني يحسدان عليه بفعل التجارب العتيدة التي مرّا بها طوال مشاركاتهما في كؤوس المونديال.
أقلّ من 20 ساعة ونتعرف عن هوية البطل 20 بعد معارك كروية طاحنة سرقت الأضواء من الحياة العامة على سطح الأرض ، فالمونديال البرازيلي جاء متزامناً مع أحداث سياسية واقتصادية وحتى كوارث إنسانية يشيب لها رأس الصغير قبل الكبير ومع ذلك تبقى برازيليا تستحوذ على كل الحدث الأبرز في نشرات الإخبار اليومية لما لنتائج المنتخبات المتضاربة من وقع صادِم للشعوب كأنها تخسر معارك المصير وتنكّس لها الأعلام ويضرب المواطنون عن الطعام حزناً لخيباتهم..وما أكثرها.
وقريباً من معركة البطلين الألماني والأرجنتيني، فإن الأنظار توجه لمدربيهما اليوم، ماذا أعدّا من خطط وأساليب وبدائل للطوارىء ؟ فالمباراة النهائية تحتمل سيناريوهات عدة ومفاجآت محتملة تصل بالمنتخبين إلى نقطة الحسم التي يتوقع أن تكون عبر ركلات الجزاء الترجيحية نظراً لقوة اللقاء والإرهاصات التي سبقته وترافقه ومستوى التحدي بين اللاعبين ، فضلاً عن رغبة كلا المدربين لوف وسابيلا استعادة أمجاد بلديهما حيث غابت ألمانيا عن أجواء الاحتفال بالكأس منذ عام 1990 وكذلك بالنسبة للأرجنتين التي توجت باللقب آخر مرة عام 1986. الحسابات ليست معقدة في معسكري المنتخبين، وكأن كلاً منهما حفظ حركات الآخر عن ظهر قلب ولم يعد هناك شيء في الخفاء إلاً ما تحمله أجندة المدربين من أسماء بديلة مكلفة بأدوار محددة ربما لديها القدرة على إنهاء آمال المنافس بإنصاف الثواني أو الاستمرار في لعبة دفاع المنطقة لقتل الوقت مع الاستفادة من الفرص المتاحة كلما كسرت الهجمات الجادة رتابة اللعب إذا ما عجز أي منهما عن هز الشباك والنأي عن تسليم مصيره لركلات الجزاء في صندوق (الموت المفاجئ( !
وبخلاف الصراع الدائر بين تشكيلتين والعقلية التي تدار بهما المباراة، يبقى الصراع الأبرز بين اللاعبين ميسي ومولر هما الأكثر جذباً لأنظار المراقبين إعلامياً وجماهيرياً فهناك سباق محموم بينهما للظفر بهدف الفوز بالرغم من الرقابة العنيفة التي سيطوقان بها حتى لو كلف الأمر نيل الكارت الأحمر باعتبارها المباراة الأخيرة في البطولة ، فترك هذين النجمين في أية لحظة بمثابة إهمال إبطال "لغمٍ" ينسف الآمال المشروعة ويقتل أحلام الفقراء.
أما انتم يارجال الظل - منظمو البطولة - فكم صبركم جميلاً على ديمومة نجاحها حتى رمقها الأخير بالرغم من حسرتكم على فشل منتخبكم بالمحافظة على هيبة السليساو بالتواجد في النهائي التاريخي اليوم لتتويج الجهود وتعويض الأموال المليارية بانتزاع الكأس الذهبية والطواف بها في شوارع برازيليا ، ريو دي جانيرو ، بيلو هوريزونتي ، فورتاليزا ، ريسيفي ، سلفادور ، ساو باولو ، كوريتيبا ، ماناوس ، كويابا ، بورتو أليغري وناتال تلك المدن التي ازدانت طوال شهر كامل بضيافة مباريات المونديال وكان سكانها يمنون النفس أن تكون الخاتمة مُبهرة ليستكملوا الاحتفال التاريخي بالحصول على اللقب السادس لكنهم بدأوا بإزالة آثار الزلزال الألماني المدمّر الذي ضربهم 7 مرات تأهباً لحياة جديدة ما بعد المونديال المنحوس.
وبغض النظر عمّن سيتشرف بدخول تاريخ كأس العالم من البوابة العشرين بطلاً بمقاييس النتائج والأداء والأخلاق ، فإن الكرة العربية مطالبة منذ اليوم بعقد جلسات تحليلية لمناقشة مجريات البطولة من 12 حزيران لغاية 13 تموز الحالي ، وما الأسباب الحقيقية التي أدت إلى خروج منتخبات لها أرث كبير في المونديال خالية الوفاض؟ ثم يتم رفع توصيات التحليل إلى اتحاداتها الوطنية لتأشير ما يمكن الاستفادة منه على صعيد تأهيل منتخباتها للبطولات المقبلة.
وحتى مونديال روسيا 2018 .. كل عام وكرة العالم توحّد البشرية على هدفي المحبة والاحترام.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram