أُسدل الستار وانجلى الموقف تماماً وتوضحت الصورة كاملة لتفصح عن هوية البطل الذي انتظرناه طيلة شهر كامل شهد منافسات طاحنة بين منتخبات العالم التي رزمت حقائبها وتوجهت صوب شواطئ ريو دي جانيرو في البرازيل لتبدأ رحلة شاقة من أجل تحقيق مبتغاها في نيل اللقب الأغلى والأهم، ومن خلال ما أسفرت عنه نتائج الجولة الأولى من البطولة توقع العديد من النقاد والمحللين والمتابعين إن المنتخب الألماني قد يكون الأقرب إلى هذه الكأس التي فعلا أثبتت أنها تعشق الألمان بعد أن كانت على موعد معهم ليعانقوها بكل استحقاق من خلال ما أثبته رجال يوخايم لوف أنهم الأحق بها.
المنتخب الألماني استهل مشواره في هذه البطولة بفوز عريض على منتخب البرتغال الذي يضم أفضل لاعب في العالم برباعية نظيفة من الأهداف وبهذا الفوز الساحق دق الألمان جرس الإنذار لكل من وضع في خلده انه الأقرب إلى خطف اللقب، وان حساباته كانت تؤهله للمنافسة والوصول إلى اقرب نقطة للمباراة النهائية ، إلا إن منتخبات البرازيل والأرجنتين وهولندا وحتى المنتخب الفرنسي كانوا جميعا يضعون أنفسهم في المقدمة من خلال ما أدلوا به من آراء خلال منافسات البطولة مستبعدين (المانشافت) كونه ظهر في الدور الأول من البطولة متذبذبا بعض الشيء خصوصاً بعد أن هزم المنتخب البرتغالي عاد ليتعادل مع منتخب غانا بشق الأنفس وفي الدقائق الأخيرة من المباراة قبل أن يعود ويهزم المنتخب الأمريكي بهدف نظيف.
لكنه في الدور الثاني من البطولة ظهر وكأنه عاجز عن مواصلة المشوار بعد أن تمكن من التأهل إلى الدور ربع النهائي على حساب المنتخب الجزائري بفوزه عليه بهدفين مقابل هدف في مباراة كاد محاربو الصحراء يفعلونها ويدخلون التأريخ لولا أن الخبرة الأوروبية فعلت فعلتها وقالت كلمتها ليبدأ الألمان بالتفكير جدياً بمحاولة خطف اللقب خصوصاً عندما أخذت وتيرة أدائهم بالتصاعد من مباراة إلى أخرى ليظهروا بصورة غريبة عجيبة الأطوار عندما أجهزوا على مضيف البطولة المنتخب البرازيلي المرشح الأقرب لخطف اللقب ويلقنونه درساً في أصول كرة القدم لن ينساه أنصاره مهما حيينا بعد أن اهتزت شباكه 7 مرات كانت قابلة للزيادة لولا إن الماكينات الألمانية هدأت بعض الشيء بعد شعورها باكتفائها بتلك النتيجة لتجعل راقصي السامبا يرقصون حزناً وليس طرباً (الطير يرقص مذبوحاً من الألم) ليعلن الألمان بهذه النتيجة أنهم الأقرب لإحراز اللقب بغض النظر عن هوية المنافس، إلا إن الأقدار شاءت لأن تضع المنافس هو منتخب الأرجنتين بقيادة الساحر ليونيل ميسي الذي قاد فريقه للوصول إلى المباراة النهائية بفوزه على منتخب هولندا الذي كان الأقرب تماما للمنافسة على اللقب ليضع حداً لكل مَن شكك بقدرات منتخبه انه وصل للمباراة النهائية بضربات الحظ ، وفعلاً كان المنتخب الأرجنتيني على الموعد بعدما تسيد دقائق المباراة كثيراً ولاحت له فرص كثيرة كادت تضعه في المقدمة إلا إن براعة الألمان وخبرتهم ومهارتهم العالية ونفسهم الطويل حسم الموقعة لصالحهم قبل أن تنتهي المباراة وتتحول إلى ركلات الترجيح ليكون لمدرب المنتخب يوخايم لوف الدور الأبرز بقيادة منتخبه لاعتلائه منصات التتويج بكل جدارة بعد أن تمكن اللاعب البديل ماريو غوتزه من هــزّ الشباك العنيدة ليدخل التأريخ من الباب الواسع حافراً اسمه بسجلات المونديال الأغلى والأقوى والأجمل ليرتقي الألمان منصات التتويج بجدارة صانعي مجداً رابعاً لأمجادهم في مجال الساحرة المستديرة.
الكأس تعشق الألمان
[post-views]
نشر في: 14 يوليو, 2014: 09:01 م