أعلنت الأكاديمية الملكية الإسبانية وفاة الروائية الإسبانية آنا ماريا ماتوته عن عمر ناهز الـ 88عاماً.تحرت ماتوته في أعمالها الاغتراب، وفقدان البراءة التي جربها الأطفال خلال الحرب الأهلية الإسبانية، وجعلها ذلك من أشهر الكتاب في إسبانيا. كانت السيدة مات
أعلنت الأكاديمية الملكية الإسبانية وفاة الروائية الإسبانية آنا ماريا ماتوته عن عمر ناهز الـ 88عاماً.
تحرت ماتوته في أعمالها الاغتراب، وفقدان البراءة التي جربها الأطفال خلال الحرب الأهلية الإسبانية، وجعلها ذلك من أشهر الكتاب في إسبانيا.
كانت السيدة ماتوته في العاشرة من عمرها حين نشبت الحرب الأهلية في عام 1936، وتركز عدد من رواياتها المشهورة، ومنها"الأبناء الموتى"،و"مدرسة في الشمس"، و"بكاء الجنود في الليل"، على الأطفال الذين شملهم النزاع، وبضمنهم أولئك الذين ينحدرون من المناطق الريفية الفقيرة التي زارتها حين كانت طفلة.
كانت غالباً ما تبقى في بيتها خلال تلك الحرب، التي استمرت ثلاث سنوات، فأصبحت السيدة ماتوته خصبة الخيال، ومبدعة على نحو متزايد. وتتذكر تلك الفترة في القصة القصيرة،التي عنوانها"زمن"من مجموعتها"الأطفال الطيبون"، وفيها تستدعي الشخصية عقل الطفل كونه محشواً بـ"باليت رسام مجنون". كتبت:"لكن ما لم يكن موجوداً هناك بالتأكيد هو: الفهم المطلق للخير والشر. لا يوجد شيء اسمه أطفال طيبون وشريرون؛ ثمة أطفال فحسب لا أكثر".
وفي مقالة كتبتها قالت بأن الطفل:"شيء يختلف عن الرجل أو المرأة، ولم يتطور بعد".
وكانت السيدة ماتوته من ضمن مجموعة من الكتاب الإسبان الذي برزوا بعد الحرب الأهلية-"جيل الأطفال الخائفين"، هكذا يطلق عليهم أحياناً. في مقابلة مع"لوموند ويكلي"عام 1970، قالت بأن الحرب بينما كانت مهمة بشكل عميق"إلا إننا نبالغ بنواحنا ضد تلك الأحداث".
وتستمر بالقول:"أتذكر أن مهنتنا كانت محفزة ومشروطة بفترة ما بعد الحرب أكثر من الحرب نفسها."الأطفال المبهورون"، كما أسمي جيلي، تحولوا إلى مراهقين قلقين تمردوا ضد كل أشكال الصوفية والأسطورة ورفضوا أن يتطابقوا مع عالم محكوم بالثواب والعقاب، والرجال الطيبين والأشرار. وبدأ الذئب يظهر من ثياب الحملان".
كانت كتاباتها أحياناً مراقبة وتم تغريمها مرة واحدة في الأقل تحت حكم فرانثسكو فرانكو، دكتاتور إسبانيا الذي حكم من 1939 حتى عام 1975. لكنها كانت معروفة في تلك السنوات. حصلت على العديد من الجوائز خلال حياتها بضمنها جائزة"ميغيل دي ثربانتس"عام 2010 وهي أسمى جائزة أدبية في إسبانيا.
ولدت في 25 تموز 1925،و كانت واحدة من خمس أطفال في عائلة غنية من برشلونة. يملك والدها مصنعاً للمظلات. كانت في غالب الأحيان مريضة وهي في ريعان الشباب وأمضت فترات طويلة للشفاء في بيت العائلة في قرية قشتالية بشمال إسبانيا، وهو المكان الذي كررت زيارته غالباً في كتاباتها. كانت عائلتها تكرر الزيارة بصورة دورية بين بيتها في برشلونة ومدريد.
نشأت السيدة ماتوتة معتادة على الشعور بكونها غريبة. تقول لصحيفة اللوموند:"كنت كتالونية في مدريد وقشتالية في برشلونة".
تخلت بعد الحرب عن تعليمها الرسمي كي تكرس نفسها إلى الفنون. وفي السابعة عشرة نشرت قصتها الأولى"الجار الصبي"، وسرعان ما بدأت العمل في روايتها الأولى"عائلة آبل"، التي نشرت في عام 1948، ورشحت للقائمة النهائية لجائزة"بريميو نادال"، وهي جائزة أدبية إسبانية مهيبة. حازت على الجائزة في 1958 للجزء الأول من ثلاثيتها"التجار".
كتبت السيدة ماتوته أيضاً روايات للمراهقين، وفي أواخر حياتها امتد أدبها إلى الفنتازيا والقصص التي تدور في العصور الوسطى. وقد سافرت وألقت المحاضرات بشكل واسع في أوربا والولايات المتحدة.
في خطاب تسلمها لجائزة ثربانتس عام 2010 استذكرت الدمية التي أهداها لها والدها حين كانت في الخامسة من عمرها. وهي نموذج للدمية التي تعلقت بها الفتاة في رواية"مدرسة الشمس".
تقول:"أخذتها معي في كل أسفاري. ومازلت أحكي ما لم أستطيع أن أحكيه لكل شخص".