عندما ظهر جيمس دين في أولى أفلامه، (تمرد بلا سبب) – 1955، من إخراج نيكولاس راي، وهو يزحف ثملاً على الشارع ويلعب بدمية على شكل حمار، وكان يرتدي بدلة وربطة عنق. وقد تم إعداد نسخة جديدة من ذلك الفيلم، وهو لايزال يبث للمشاهد الإحساس بالكرب ويجسد تمرد فترة المراهقة، والتمرد...

وفيلم (تمرد بلا سبب) في نسخته الجديدة بعد انقضاء 60 سنة على عرضه الاول، لايزال يثير المشاعر المتناقضة، وهو شخصياً يبقى النجم الاكثر تناقضاً، وما يزال جيمس دين كشخصية مختلقة، رمزاً لجيل ما بعد الحرب العالمية الثانية، والذي يكره النفاق الذي ساد في عالم الكبار، كارهاً السلطة وايضاً مؤسساتها.

وبدءاً من فيلم ، (تمرد بلا سبب) عندما يخبر شرطياً متعاطفاً عن شوقه الى (يوم واحد لا يحس فيه بالاضطراب ولا يشعر بالخجل من كل شيء، يوم احس فيه بالانتماء الى مكان ما)، فانه بذلك يعيد صدى الأفكار التي يتقاسمها المراهقون في كل مكان.

ويقول له والده في احد المشاهد " الم اشتري لك كل شيء؟ دراجة؟ تريد دراجة ام سيارة " مذكراً ابنه انه ليس فقيراً، انه من الطبقة الوسطى لعائلة امريكية، ويحتقر الشاب الذي يبلغ 17 سنة من العمر طباع والديه وجبنهما ... ولكنه لا يمنعهما من انفاق النقود، او الذهاب الى مدرسته الجديدة في سيارة اشتراها له والده.

و وفاة جيمس دين المبكرة وهو في الـ24 من عمره بحادث سيارة، في العام الذي عرض فيه فيلمه (شرق عدن) و (ثورة بلا سبب)، بقى على مر الأعوام نموذجاً للغريب، وعندما مثل دور الشاب المضطرب، لم يقلد مارلون براندو او مونتغمري كليفت، انه مثل شخصيته.

كان جيمس دين يهتم بعمله بجدية وقد استعان مخرج (ثورة بلا سبب) نيكولاس راي (مخرج الفيلم) بفرانك مازولا، عضو سابق في عصابة للشباب في لوس انجلوس، ليقلده من اجل الفيلم.

وظل جيمس دين حوالي شهر في مرافقة مازولا في كل مكان، ويردتي نفس ملابسه، وكان دين يتابعه باهتمام اينما ذهبا : الى المقهى أو المطعم، أو حتى الى منزل مازولا. وكان جيمس دين لا يحس بالخوف، و خاصة بعد جلوسه خلف مقود السيارة.

وكما ذكر ايليان كازان في كتابه (كازان يكتب عن كازان)، بعد الوقت الصعب الذي أمضاه في إخراج فيلم (شرق عدن) بطولة جيمس دين " كان مضطرباً، موسوساً وهو يستعد للفيلم، مدللاً، بذيئاً مع زملائه، وباختصار، " طفل مريض " وتلك الفكرة هي جزء من سر تواصل شعبيته ".

أفلام جيمس دين:

(تمرد بلا سبب) ، (شرق عدن) و (العملاق)، بدأ عرضها بنسخها الجديدة، قبل ثلاثة اشهر وفي مختلف دور العرض في الولايات المتحدة الأمريكية.

 عن: لوس أنجلوس تايمز