TOP

جريدة المدى > كردستان > مخاوف من إقحام المؤسسات الإعلامية فـي صراعات سياسية

مخاوف من إقحام المؤسسات الإعلامية فـي صراعات سياسية

نشر في: 15 يوليو, 2014: 09:01 م

نددت النقابة الوطنية للصحفيين، بالاعتداء "السافر" الذي تعرضت له صحيفة "التآخي" والعاملون فيها من قبل مجموعة مسلحة تستقل سيارات الشرطة، وفيما بيّنت أن الصحيفة توقف إصدارها بدءاً من أمس الثلاثاء، حذرت منظمات معنية بالدفاع عن حرية الصحافة في العراق، الق

نددت النقابة الوطنية للصحفيين، بالاعتداء "السافر" الذي تعرضت له صحيفة "التآخي" والعاملون فيها من قبل مجموعة مسلحة تستقل سيارات الشرطة، وفيما بيّنت أن الصحيفة توقف إصدارها بدءاً من أمس الثلاثاء، حذرت منظمات معنية بالدفاع عن حرية الصحافة في العراق، القوى السياسية من إقحام المؤسسات الإعلامية في صراعات غير مجدية يدفع ثمنها الصحفيون والإعلاميون.

وكان مسلحون مجهولون قد اقتحموا، مساء أول من أمس الاثنين، مبنى جريدة "التآخي" الناطقة بلسان الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، في بغداد وقاموا بمصادرة أسلحة حرّاس مبنى الجريدة وبعض الحواسيب الخاصة بالجريدة.
وقالت النقابة الوطنية للصحفيين في بيان لها تلقت "المدى" نسخة منه، أمس الثلاثاء، "تندّد النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين بقوة بالاعتداء السافر الذي تعرضت له صحيفة (التآخي)، والعاملون فيها مساء الإثنين الرابع عشر من تموز الحالي، فقد اقتحم مسلحون ملثمون يستقلون سيارات للشرطة مقر الصحيفة وسط بغداد واستولوا على العديد من محتوياته وعلى ثلاث سيارات وهددوا باستهداف العاملين في الصحيفة إذا لم يتم وقف إصدارها بشكل كامل، بحسب ما أفاد به رئيس تحرير الصحيفة الزميل بدرخان السندي في بيان".
وأضاف البيان أن "الصحيفة ستوقِف -بدءاً من الثلاثاء -إصدارها بسبب تهديدات المجموعة المسلحة ولن يعاد الإصدار ما لم يتم ضمان أمن وسلامة الموظفين جميعهم".
وتابع بيان النقابة "يُضاف هذا الاعتداء إلى سلسلة من الاعتداءات المماثلة التي طالت العديد من المؤسسات الإعلامية في السنوات الثلاث الماضية من دون ان نسمع عن قيام السلطات الحكومية بالتحقيق فيها أو اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المؤسسات الإعلامية وضمان أمن العاملين فيها، ما يثير الكثير من علامات الاستفهام بشأن الجهات التي تقف وراء هذه الاعتداءات أو تتواطأ معها".
وبيّنت في بيانها أن "نقابتنا تجدد تنديدها بكل عمل يستهدف حرية التعبير التي كفلها الدستور وألزم الدولة بضمان ممارستها، وتعبّر عن خيبة الأمل حيال الموقف غير المسؤول للسلطات الحكومية من هذه الاعتداءات لعدم اتخاذها أيّ إجراء لردع المعتدين الذين اختلط علينا أمرهم فلم نعد نعرف ما إذا كانوا عناصر أمنية حكومية أم تابعة لجماعات تعمل خارج القانون، ومضايقة أي وسيلة إعلام لا يصب في صالح الحرب على داعش والإرهاب،الخطر الأكبر الذي يهدد أمن المواطنين ووحدة البلاد".
وطالبت النقابة في بيانها وزارة الداخلية وقيادة عمليات بغداد بـ"التحقيق العاجل والشفاف في الاعتداء على صحيفة (التآخي) وتقديم المعتدين إلى القضاء، واتخاذ كل ما يلزم لكفالة ممارسة حرية التعبير، ولضمان أمن المؤسسات الإعلامية كافة وسلامة العاملين فيها".
بدوره حذّر مرصد الحريات الصحفية القوى السياسية من إقحام المؤسسات الإعلامية في "خضم صراعات غير مجدية يدفع ثمنها الصحفيون والإعلاميون، وجعلها عرضة لاستهداف غير مبرر ومثير للقلق".
ويدين المرصد الاعتداء الذي تعرضت له صحيفة "التآخي" من قبل مسلحين مجهولين اقتحموا مقرها في بغداد، قالت إنهم "قاموا بتهديد العاملين فيها بالاستهداف ما لم يتم إيقاف صدور الصحيفة بشكل نهائي، كما قاموا بالاستيلاء على سيارات المؤسسة وهواتف الموظفين وكميات كبيرة من الملفات والأجهزة".
وأضاف ان "مرصد الحريات الصحفية إذ يعبر عن الأسف العميق لتداعيات كان يمكن تجنبها بسبب التوتر السياسي فإنه يطالب الجهات المسؤولة في قيادة عمليات بغداد ووزارة الداخلية باتخاذ التدابير الكفيلة بحماية المؤسسات الإعلامية من اعتداءات محتملة مع تصاعد حدة التوتر السياسي ومحاولة أطراف معينة إقحام المؤسسات الصحفية والإعلامية في ذلك. ويطالب المرصد بتوفير المناخ الآمن لعمل المؤسسات الصحفية العاملة في بغداد بضمنها صحيفة التآخي، والعمل على حماية جميع العاملين في هذا المجال من أي استهداف قد يطولهم".
وقال بدرخان سندي رئيس تحرير صحيفة التآخي في تصريح نشره الموقع الرسمي للحزب الديمقراطي الكردستاني، إن "قوة مسلحة بمختلف الأسلحة والأعتدة وكان أفرادها ملثمين اقتحموا بثلاث سيارات للشرطة مبنى صحيفة التآخي مساء أول من أمس الإثنين، وهددت الموظفين وأمرتهم بعدم إصدار الصحيفة، كما استولت على العديد من الملفات الإدارية والمالية والإرشيف المخزون هناك، واستولت كذلك على سيارات الجريدة".
وأضاف أنه "بعد ساعتين ونصف الساعة من وقوع حادثة الاقتحام، وعند الإبلاغ عن الحادثة جاءت فرقة من وزارة الداخلية أخذت معها مسؤول حماية الفرع الخامس وهو برتبة رائد، بذريعة أنهم سمحوا لثلاث سيارات باقتحام المبنى".
وأكد سندي أن "الصحيفة أوقفت بدءا من الثلاثاء إصدارها بسبب تهديدات المجموعة المسلحة، لأن جزءا كبيرا من موظفينا هم من القومية العربية، كما أن المطبعة التي تطبع صحيفتنا بعيدة عن مبنى التحرير، ولن يعاد الإصدار مالم يتم ضمان أمن وسلامة الموظفين جميعهم". إلى ذلك عدت نقابة صحفيي كردستان أن "الاعتداء على جريدة التآخي يطرح أسئلة مصيرية وكيانية خطرة تتصل بوجود العراق وبقائه كوطن فيدرالي وموحد"، متسائلة "ماذا تبقى من العراق والفيدرالية والنظام السياسي الديمقراطي بعد كل هذه التطورات..؟!".
وقال آزاد حمد أمين نقيب النقابة، في بيان تلقت "المدى" نسخة منه، إن "تاريخا طويلا من التعايش والنضال المشترك بين الشعوب العراقية تلغيه في لحظة مثل هذه التصرفات والاعتداءات، وهي تعطي الانطباع بأن بغداد صارت مدينة تقصي الآخر الوطني وتزيحه وتلغيه، لحساب هوية حزبية وطائفية ضيقة".
وأضاف أمين "نحن نتوقع موقفا متضامنا قويا من قبل نقابة الصحفيين العراقيين يتجاوز الإدانة الشكلية وإصدار البيانات إلى ممارسة فعل مسؤول يوقف ويحد من تصرفات الحكومة وتجاوزاتها على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية وحرية التعبير، لدي شخصيا بصراحة الكثير من الشكوك في حقيقة الولاء المهني والنقابي لنقابة الصحفيين العراقيين للمالكي، وحزب الدعوة تحديدا، وطريقة تنظيم الانتخابات الأخيرة في هذه اللحظة تزيد من شكوكنا"، عادا الاعتداء على صحيفة التآخي، "اعتداء على الديمقراطية العراقية".
وكان مرصد الحريات الصحفية أكد في الأول من أيلول 2013، أن مستوى العنف ضد الصحافيين بلغ العام 2013 ، "أعلى مستوياته"، بعد أن سجلت 293 حالة "انتهاك" ضدهم، وفي حين عد أن ذلك يدلل على أن البيئة الأمنية والقانونية للعمل الصحافي "ما تزال هشة ولا توفر الحد الأدنى من السلامة المهنية"، دعا الحكومة لتحمل مسؤولياتها تجاه ضمان عدم "فرض سلطة العسكر" على الإعلاميين والصحافيين.
ويتوافق تقرير مرصد الحريات الصحفية وما تضمنه من "انتقادات ومؤشرات سلبية"، مع معطيات أخرى عديدة سبق أن أوردتها جهات عديدة، منها على سبيل المثال لا الحصر دعوة الأمم المتحدة للحكومة العراقية، في،(الثالث من أيار 2013)، إلى تجديد تعهدها "بحرية الصحافة" في العراق، والعمل على إنهاء "العنف والترهيب" ضد الصحافة، وفي حين كشفت عن "اغتيال خمسة صحافيين" عراقيين خلال عام 2012 المنصرم، وتسجيل "(50) حالة عنف" ضد وسائل إعلامية، طالبت منظمة اليونسكو الحكومة العراقية بـ"توفير بيئة آمنة" تمكن الصحافيين من أداء واجبهم من دون "تهديد وترهيب واعتقالات تعسفية".
ويعد العراق واحداً من أخطر البلدان في ممارسة العمل الصحافي على مستوى العالم، حيث شهد مقتل ما يزيد على 360 صحفياً وإعلامياً منذ سقوط النظام السابق في العام 2003.
 
 
 

التآخي أقدم صحيفة تواصل الصدور

تعد صحيفة التآخي اليوم أقدم صحيفة عراقية تواصل الصدور، إذ صدر العدد الأول في 29 نيسان عام 1967 بعد الاتفاق بين الحكومة العراقية والحركة الكردية في حزيران عام 1966 وتولى رئاسة تحريرها الشهيدان صالح اليوسفي ودارا توفيق .. ومنذ صدورها الأول استقطبت الصحيفة معظم كتّاب الحركة الديمقراطية التقدمية في العراق وكانت صوتاً لهم وعلى الرغم من ان السلطات البعثية حاولت إخضاعها إلى سياستها إلا أنها بقيت راسخة على منهجها حتى عام 1975 حيث استولت السلطة على الصحيفة لتلغي اسمها الأصلي وتطلق عليها اسم العراق ،واستمر الوضع حتى عام 2003 حيث عادت التآخي للصدور ثانية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

كتائب القسام تعلن "استشهاد" قائدها محمد الضيف

ترامب: لم ينج أحد من حادث اصطدام المروحية وطائرة الركاب قرب مطار ريغان

"الاتفاق غائب".. تعديل الموازنة يدفع الى انقسام نيابي

برشلونة يعلن رسميا تجديد عقد بيدري حتى 2030

مكتب السيستاني: يوم غد الجمعة هو الأول من شهر شعبان

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

ديالى .. إحباط عملية تهريب  قطع أثرية  كبيرة
كردستان

ديالى .. إحباط عملية تهريب  قطع أثرية  كبيرة

خاص / المدى تمكنت القوات الامنية ،اليوم الثلاثاء، من احباط عملية تهريب قطع ومخطوطات اثرية شمال محافظة ديالى.وذكر مصدر امني لـ(المدى) ان "قوة امنية مشتركة وبمشاركة جهاز المخابرات ووفق لمعلومات دقيقة تمكنت خلالها من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram