يسجل فيلم " ظلام عند النهار Darkness by Day" بالتفصيل الدقيق وقائع ما يحدث لابنتَي عم في عزبة منعزلة بينما تحصل أمور شريرة في طريقهما ــ أو ربما انسلّت هناك في الخفاء. و كان الفلم ، و هو من إخراج المخرج الأرجنتيني مارتن ديسالفو، قد عُرض كجزء من احتفا
يسجل فيلم " ظلام عند النهار Darkness by Day" بالتفصيل الدقيق وقائع ما يحدث لابنتَي عم في عزبة منعزلة بينما تحصل أمور شريرة في طريقهما ــ أو ربما انسلّت هناك في الخفاء. و كان الفلم ، و هو من إخراج المخرج الأرجنتيني مارتن ديسالفو، قد عُرض كجزء من احتفال في سوق مهرجان كان الأخير، مبادرةً من سوق فينتانا سور الذي يعرض أفلاماً فنطازية من أميركا اللاتينية.
و تبلغ بطلة الفيلم فرجينيا من العمر نحو 30 عاماً ( و تقوم بدورها مورا ريكَيلد، شريكة المخرج )، و هي تعيش في منزل العائلة، في ما يبدوأشبه بزاوية مفقودة في منطقة باتاغونيا جنوبي الأرجنتين، حيث تفسح غابة معتمة للمنحدرات الصخرية الشاهقة و الأمواج المباغتة هناك في الأسفل. و بينما يجري حديث في الإذاعة عن انتشار غامض لداء الكلب ، يُطلب من والد فرجينيا ( بابلو كراميلو ) أن يتقصى أحوال جوليا، ابنة أخيه ( لوسيانو سوردي )، التي تبدو عليها أعراض غريبة و هي تعيش، كأي واحد آخر، بعيداً عن العائلة.
و يترك ذلك فرجينيا وحيدة في منزل العائلة الواسع حتى وصول ابنة عمها أنابيل ( رومينا بولا )، التي يأتي بها هناك خادم، و التي لا تتمتع بصحة جيدة، مثل جوليا المختفية. فتبدو على فرجينيا السعادة لكونها لم تعد وحيدة لكن عليها قضاء بعض الوقت مع ابنة عمها، و لو أن الأمر ينتهي بهذه لأن لا تكون زميلةً لها حقاً، و هي تنام كثيراً في النهار و تختفي في الغابات المحيطة ليلاً.
و الفكرة المركزية للفيلم، الذي كتبه المخرج بالاشتراك مع جوزيفينا تروتا، ليست عسيرة تماماً على التصور لكن ما يجعله فيلماً غير عادي هو أن اهتمامه الكبير ليس فقط للتفصيل اليومي بل ولسيره، الذي يجري تكييفه بعناية عبر وقت مروره الكامل.
و مع أنه قد يحدث أن ينقطع خط تلفوني أو تنفتح نافذة فجأةً في الليل، فإن الشعور المتصل هو شعور واحد هادئ كالجليد تقريباً قبل العاصفة، مع عدم وجود شيء يؤكد بشكل مباشر الشكوك المتنامية لدى المشاهدين حتى بعد مرور 50 دقيقة في الأقل من الـ 78 دقيقة التي تشكل وقت الفيلم، و هو ما يعني أن الإحساس الأولي بالعزلة و الانعزال ينطوي على ما هو أكثر من الوقت الوافر ليتحول إلى إحساس بالرهبة و الخوف قبل أن تبرز المخالب، إن جاز التعبير. و على كل حال، فحتى هنا، ، يعمل ديسالفو ( المخرج ) على أساس الافتراض بأن القليل مثل الكثير، محركاً بيادقه ببطء إلى الوضع الذي سيسمح بميتة ملك قاسية لا تشكّل نصراً و إنما هي أمر محتوم، ما يجعلها أكثر إثارةً للخوف و القلق.
إن جو الفيلم المتغير تدريجياً بالتالي جزء رئيس من فتنته و يساعد عليه لا عملان رزينان من الممثلتين الرئيستين فقط بل و كذلك المواقع المعزولة الفنتازية الباعثة على القشعريرة التي يصورها المصور السينمائي القدير نيكولاس تروفاتو بمهارة و خيال واسع. و هكذا كانت مشاهد فترة الليل تُصوَّر كما يبدو بتقنية محاكاة المشهد الليلي بينما يجري التصوير في ضوء النهار، للسماح بتحديد واضح للتفاصيل حتى في أكثر الأماكن عتمةً، و هو ما لن يقدّره المشاهدون تماماً على الأرجح إلا على الشاشة الكبيرة.
عن: EIN News