وعدت الحكومة الإسرائيلية حماس بتوسيع نطاق حملتها العسكرية وتكثيف ضرباتها الجوية، الأمر الذي دفع بالجيش الإسرائيلي إلى الاتصال بشكل عشوائي على الهواتف المحمولة لسكان حي الشجاعية والزيتون شرق قطاع غزة، مطالبين إياهم بإخلاء منازلهم والتوجه إلى مدينة غزة

وعدت الحكومة الإسرائيلية حماس بتوسيع نطاق حملتها العسكرية وتكثيف ضرباتها الجوية، الأمر الذي دفع بالجيش الإسرائيلي إلى الاتصال بشكل عشوائي على الهواتف المحمولة لسكان حي الشجاعية والزيتون شرق قطاع غزة، مطالبين إياهم بإخلاء منازلهم والتوجه إلى مدينة غزة تمهيدا لشن غارات مكثفة على تلك المنطقة، فيما طالبت وزارة الداخلية سكان المنطقة بملازمة منازلهم وعدم الالتفات إلى تهديدات الجيش الإسرائيلي.

جاء ذلك بالتزامن مع إعلان كل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي رفضهما للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل التي قبلت بها من طرف واحد.ولم يشهد قطاع غزة الذي يسكنه حوالي مليون و800 ألف فلسطيني هدوءا لأكثر من سنتين متواصلتين، وفي كل جولة تصعيد تتشابه الأسباب التي تتذرع بها إسرائيل في شن هجومها على قطاع غزة، وهي وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة.
وغالبا جولات التصعيد ما كانت تنتهي بإعلان وقف إطلاق النار بعد تدخل الوسيط المصري المعهود الذي قدم هذه المرة مبادرة ترتكز في جوهرها على اتفاقية وقف إطلاق النار التي عقدت في القاهرة في الثاني والعشرين من نوفمبر عام 2012، لكنها في هذه المرة لم تتشاور مع حركتي حماس والجهاد اللتين رفضتا بنود الورقة المصرية للتهدئة، كون حماس رفعت من سقف مطالبها هذه المرة.وبحسب حماس، فإن المطلوب ليس فقط الوصول إلى تهدئة وإنما تحسين الظروف المعيشية لسكان القطاع، في إشارة إلى مطالبة مصر بفتح معبر رفح مع القطاع، والذي أصبح شبه مغلق طوال أيام السنة، كما طالبت حماس بالإفراج عن الأسرى الذين أعيد اعتقالهم بعد الإفراج عنهم في صفقة شاليط .
وقال متحدث باسم حركة "حماس" إن الحركة أبلغت مصر رسمياً برفضها مبادرة وقف إطلاق النار في غزة.
وقال سامي أبوزهري، المتحدث باسم الحركة، إن نتيجة المحادثات داخل الحركة انتهت برفض المبادرة، ومن ثم أبلغت "حماس" مصر الليلة الماضية باعتذارها عن عدم قبولها.
هذا.. وقال القيادي في حركة "فتح" عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عزام الأحمد إن لقاء سيعقد في القاهرة بين قيادي من حركة "حماس" ومسؤول مصري حول مبادرة القاهرة لوقف إطلاق النار في غزة.
وصرح الأحمد للصحافيين في الجامعة العربية، حيث يشارك في جلسة للبرلمان العربي بأنه "سيكون هناك لقاء بعد ظهر اليوم في القاهرة بين مسؤول من حماس وممثل للقيادة المصرية، ونأمل أن يتم (خلال هذا الاجتماع) التوصل إلى صيغة نهائية للمبادرة المصرية أو إضافة توضيحات حول الأهداف الأساسية للمبادرة المصرية".وأعلنت إسرائيل موافقتها على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة إلا أن حركة "حماس" لم تقبلها.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "قبلنا بالمبادرة المصرية من أجل إعطاء فرصة للتعامل مع إزالة الصواريخ والقذائف الصاروخية والأنفاق من قطاع غزة".
ورفضت حماس أي وقف لإطلاق النار في قطاع غزة من دون التوصل لاتفاق شامل للنزاع مع إسرائيل.
وتسارعت خلال الساعات الأخيرة المساعي الدبلوماسية لوقف إطلاق النار في غزة، حيث كثفت إسرائيل الأربعاء غاراتها الجوية في اليوم التاسع لعمليتها التي أوقعت حتى الآن 205 قتلى فلسطينيين.
وقال مسؤولو الصحة إن الغارات الجوية الإسرائيلية في قطاع غزة قتلت سبعة فلسطينيين على الأقل في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء ودمرت منزل محمود الزهار الذي يعتقد أنه يختبئ في مكان آخر في أول استهداف على ما يبدو لأحد كبار القادة السياسيين لحركة حماس.
ويبدو أن المواجهة التي مضى عليها أسبوع تمر بنقطة تحول مع تحدي حماس الدعوات العربية والغربية لوقف إطلاق النار بينما تهدد إسرائيل بتصعيد حملتها التي قد تتضمن غزوا للقطاع المزدحم الذي يعيش فيه 1.8 مليون نسمة.
وقال الجيش الاسرائيلي امس الأربعاء انه أرسل خطابات إنذار للسكان في شمال القطاع وطلب منهم إخلاء منازلهم بحلول الساعة الثامنة صباحا (0500 بتوقيت جرينتش) قبل استئناف هجمات.
وصرح مسؤولون فلسطينيون بأن السكان في اثنين من أحياء مدينة غزة تلقوا التحذيرات لكن وزارة الداخلية في غزة طلبت من السكان عدم الاستجابة للتهديدات الإسرائيلية ووصفتها بأنها حرب نفسية.وواصل المقاتلون في غزة اطلاق الصواريخ على إسرائيل واطلقوا أكثر من 150 صاروخا منذ يوم الثلاثاء وهو اليوم الذي كان محددا أن يسري فيه وقف اطلاق النار المقترح.
وقال الجيش الإسرائيلي إن نظام الدفاع الصاروخي المسمى القبة الحديدية اعترض 20 من صواريخ حماس منها صاروخان فوق منطقة تل أبيب ولم يتسبب الباقي في أي أضرار أو إصابات.وأعلنت حماس والجهاد الإسلامي المسؤولية عن الهجوم على العاصمة التجارية لإسرائيل التي كثيرا ما استهدفت منذ بدء الحرب وكذلك الصاروخ الذي قتل الرجل الإسرائيلي على الحدود.وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي من أن إسرائيل سترد بقوة اذا استمر إطلاق الصواريخ من غزة. وكانت الحكومة الإسرائيلية المصغرة المعنية بالشؤون الأمنية وافقت في وقت سابق من يوم الثلاثاء على وقف اطلاق النار بتأييد ستة أعضاء ومعارضة اثنين.
وقال نتنياهو إنه يتوقع "التأييد التام من الأعضاء المسؤولين في المجتمع الدولي" لأي تصعيد للهجمات الإسرائيلية ردا على امتناع حماس عن القبول بهدنة.