عماد جاسم تتكرر شكاوى الشباب العراقي من حملة الشهادات الجامعية الذين يعملون في سوريا من قلة فرص العمل واضطرارهم للعمل في مهن لا تناسب شهاداتهم وامكانياتهم بحثا عن لقمة العيش. ويبدو ان اسبابا كثيرة دفعت الشباب الى اللجوء الى دول الجوار،
يقف في مقدمتها عدم حصولهم على فرص عمل تناسب الشهادات التي حصلوا عليها، ففكروا بالهجرة والبحث عن فرص عمل او التخطيط لهجرة طويلة من خلال اللجوء الى مكاتب الهجرة التابعة للامم المتحدة من اجل السفر الى اميركا او اوربا بعد ان يئسوا من حصول تحسن في مجال التفكير الجاد للحكومة برعاية الشباب من الخريجين، فاغلب الشباب الذين التقيناهم يعملون في مهن مجهدة وبساعات عمل طويلة باجور واطئة جدا، وقد بدت ملامح الحزن والياس على قسمات وجوههم معبرين عن سخطهم وجزعهم من سوء المعاملة هنا في سوريا وعدم احترام شهاداتهم وتخصصاتهم العلمية والانسانية، الامر الذي يضطرهم الى العمل في المطاعم او المتنزهات او في النوادي الليلية برواتب قليلة جدا لا تكفي متطلبات العيش، لكن الغريب ان معظمهم، ورغم قسوة الحياة في سوريا وعلامات البؤس الظاهرة على محياهم وطريقة شكواهم، الا انهم لا ينوون العودة الى الوطن، ولا يفكرون مطلقا بالرجوع لاسباب تتعلق حسب قولهم بعدم وجود خطط حقيقية للدولة لاحتضان الخريجين من الشباب وتوفير فرص عمل بعيدا عن المحسوبيات والوساطات الحزبية. الشاب محمد جعفر من خريجي جامعة البصرة كلية الادارة والاقتصاد يعمل في مدينة العاب في دمشق يقول: ان الاف الشباب الجامعيين يعملون هنا في مهن مجهدة وباجور زهيدة جدا وبساعات عمل قد تصل الى اثنتي عشرة ساعة يوميا. وذلك مخافة من ان يطرد الشاب من عمله الذي حصل عليه بصعوبة بالغة. لكنه اكد انه والكثير من الشباب رغم قساوة الحياة وصعوبة ايجاد فرص عمل لا يفكرون بالعودة الى العراق، لانهم غير متفائلين بوجود حلول حقيقية للشباب في المستقبل القريب..اما الشاب حيدر جليل الذي يعمل في احدى مقاهي المتنزهات في دمشق فيقول: ان الشباب المتواجدين هنا في سوريا يضطرون للعمل في مهن صعبة ويعتبرون بقاءهم هنا مؤقتاً بعد ان قدم معظمهم اوراقه الى مكتب الهجرة في سوريا من اجل السفر الى احدى الدول الاوربية او اميركا فالكثير منهم حزم امره على الهجرة الطويلة بعد ان اصابه الياس من حصول تغيير في منظومة عمل وتفكير الحكومة العراقية بالالتفات الى هموم ومصاعب حياة الشباب العراقيين. في حين يجد الشاب جمعة لطيف، الذي يعمل في احد مطاعم دمشق، ان الفساد المالي والاداري في التعيينات في اكثر الوزارت هو الذي خلق حالة الياس وقتل الامل والطموح في نفوس الشباب الذين لم يجدوا بدا من اللجوء الى فكرة الهرب والسفر نحو المجهول، اذ ان اغلب الذين يعيشون هنا في سوريا غير مقتنعين بطبيعة عملهم ونوع المهن غير المناسبة لثقافتهم وشهادتهم.
العراقيون فـي سوريا تحت مطرقة اليأس
نشر في: 4 ديسمبر, 2009: 06:00 م