TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نافذة المواطن: اليورانيوم المنضب يدق ناقوس الخطر

نافذة المواطن: اليورانيوم المنضب يدق ناقوس الخطر

نشر في: 4 ديسمبر, 2009: 06:02 م

عمار كاظم محمدلا يخفى على الجميع أن التلوث اضحى من المشاكل التي تهدد حياة وصحة المواطن في وقتنا الحاضر، ومشكلة التلوث في العراق لم تأت من الثورة الصناعية التي يشهدها بالطبع قدر ما كانت ناتجة عن سنوات الحروب وما خلفته من دمار في البنى التحتية للبلاد.
 كان من نتيجة ذلك ظهور حالات مرضية غريبة وتشوهات لدى الأطفال الحديثي الولادة بسبب نوعية الأسلحة التي استخدمت في تلك الحروب ما سبب ازدياد حالات السرطان المبكر في مناطق متعددة وهي بالتأكيد المناطق التي تعرضت للقصف الجوي. لقد استخدمت الولايات المتحدة في الحرب الأخيرة اسلحة من انواع متطورة جدا، وكانت الذخائر المستعملة مطلية بمادة اليورانيوم المنضب، و كما هو معروف أنه معدن شديد الصلابة وسام كيميائيا مثله مثل المعادن الثقيلة كالرصاص، أي معدن ثقيل آخر حيث سببت هذه المعادن مشاكل صحية إذا وجدت بكميات كبيرة داخل جسم الإنسان. وقد تم استخدام اليورانيوم المنضب لأول مرة بكميات كبيرة في حرب الخليج الثانية وقد تراوحت الكميات المستخدمة بين 300 إلى 800 طن من اليورانيوم. بينما أشار تقرير منظمة الأمم المتحدة لحماية البيئة «UNEP» أن القوات البريطانية والأمريكية قد استخدمت كميات من الذخيرة التي تحتوي على اليورانيوم المنضب تصل إلى حوالي 2000 طن في الحرب الأخيرة حيث تم استخدام اليورانيوم في مناطق مأهولة بالسكان بخلاف الحرب الثانية. وهذا بالتأكيد يقودنا الى التساؤل عما يمكن عمله بخصوص تلك الأبنية التي تم قصفها ومازالت تهدد حياة الناس، نتيجة الاشعاعات المنبعثة منها، وهذا ما حدث فعلا حينما تم اكتشاف اصابات بالسرطان وموت عدد من المدرسات والطالبات في احدى المدارس في بغداد، نتيجة الاشعاعات المتخلفة من القصف الذي تعرضت له تلك المدارس اثناء الحرب. وربما تكون هناك اماكن أخرى ملوثة بالاشعاع لم يتم الكشف عنها بعد وهي بالنتيجة سوف تؤدي الى اهلاك الناس القريبين من المواقع المذكورة، لكن الذي يحدث فعلا هو انه لا توجد لحد الآن دراسة او بحث او نشاط تقوم به وزارة البيئة لفحص تلك المواقع التي تعرضت للقصف والتدمير ومعرفة فيما اذا كانت ملوثة بالاشعاعات أم لا؟ الامر الذي يهدد حياة الناس على المديات الطويلة والقصيرة وتسببها باصابات السرطان والتشوهات الجنينية وهي مشكلة تحتاج فعلا الى وقفة من قبل المسؤولين عن طريق استيراد الأجهزة الخاصة بالفحص، واخذ عينات من التربة للتأكد من سلامة تلك المواقع والاستعانة بالخبرات التي توفرها المنظمات الدولية لحماية البيئة للكشف والتحقق من هذه الحالات، وهو ما نناشد من خلاله الوزارة المختصة للقيام بواجبها في هذا المجال.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تفاصيل جديدة حول هجوم كلية الإسراء: المعتدي يعاني من اضطرابات نفسية

التعادل الإيجابي يتسيّد ديربي إنكلترا بين ليفربول ومانشستر يونايتد

اعتقال متهم يستغل السوريات للعمل لديه قسريا في واسط

الجيش الإسرائيلي سينسحب من قرية الناقورة ويسلمها للبنان

المدن العراقية المشمولة بالأمطار

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram