أكد سائقون يعملون على خط بغداد – اربيل وبغداد- سليمانية ان حركة نقل المسافرين الى اقليم كردستان شبه معدومة بسبب مخاطر الطرق المؤدية الى الاقليم اضافة الى طول الطريق وارتفاع اسعار الوقود ادى الى رفع اجور النقل, فيما دعا مسؤولون في وزارة النقل ال

أكد سائقون يعملون على خط بغداد – اربيل وبغداد- سليمانية ان حركة نقل المسافرين الى اقليم كردستان شبه معدومة بسبب مخاطر الطرق المؤدية الى الاقليم اضافة الى طول الطريق وارتفاع اسعار الوقود ادى الى رفع اجور النقل, فيما دعا مسؤولون في وزارة النقل المواطنين الى تقديم شكاوى الى شركة النقل الخاص باعتبارها المسؤول المباشر عن عمليات النقل الداخلية ضد المتلاعبين بأجور نقل المسافرين.

وقال حجي حسين صاحب مكتب سفريات في بغداد لـ"المدى",ان "حركة سفر المواطنين الى اقليم كردستان شبه معدومة بعد احداث الموصل وما تلاه من تداعيات امنية شملت المحافظات الشمالية".
وأضاف ان "النقل عن طريق سيارات الصالون او التاكسي كان لا يتوقف أبدا لأي سبب كان، حيث يتم نقل المسافرين يوميا، اما الان فالوضع مختلف تماما نتيجة الوضع الأمني المربك، اذ تم تغيير الطريق المعتاد للسفر الأمر الذي أدى الى انخفاض أعداد المسافرين الى اقل من النصف، وعملنا شبه متوقف، ونذهب كل 15 يوم مرة واحدة الى سليمانية".
وتابع بالقول "الطريق الذي نسلكه سابقا كان عن طريق شهربان والى إمام ويس ثم الى نفط خانة فخانقين فالسليمانية، ولكن هذا الطريق توقف بسبب سيطرة تنظيم داعش على منطقة نفط خانة التي تعتبر ستراتيجية جغرافيا"، مشيرا الى ان "سيطرة القوات الأمنية ضعيف على الطرق الرئيسة المؤدية الى اقليم كردستان".
وأكد ان "الطريق الذي نسلكه حاليا يأخذ الكثير من الوقت يصل الى 12 ساعة بعد ان كان 6 ساعات فقط، الامر الذي ادى الى زيادة الاجرة الى ثلاثة اضعاف"، مبينا ان "السائقين يسلكون طريق بغداد الى كنعان وثم بلدروز والى مندلي ثم خانقين والى كلر ثم دربنديخان فالسليمانية، وهو طريق مجهد وخطر".
ولفت الى ان "هنالك سيطرات مشتركة بين البيشمركة والجيش العراقي في مناطق خانقين ومندلي تقوم بعمليات تفتيش تدقيقية وهو سبب اخر للتأخير".
بدوره قال عضو مجلس محافظة بغداد غالب الزاملي في حديث لـ"المدى",ان "مجلس المحافظة حريص على حل كافة المعضلات التي تواجه المواطن البغدادي عن طريق التنسيق مع مختلف الوزارات الخدمية ومنها وزارة النقل".
واضاف ان "وجود قيادة عمليات عسكرية في مختلف المدن التي يمر من خلالها المسافر الى اقليم كردستان تعمل على تأمين الطرق الخارجية من اعتداءات وتهديدات المجاميع الإرهابية".
وأوضح ان "سيطرة داعش على محافظة الموصل وبعض الأقضية والنواحي القريبة منها والتابعة لمحافظتي صلاح الدين وكركوك انتج وضعا امنيا مربكا في بداية الأمر مما جعل عملية السفر صعبة ويتخللها الكثير من المخاوف بالنسبة للمواطن".
وبين ان "العمليات المستمرة للقوات الأمنية ولجان المتطوعين في معظم المدن الشمالية وفر طرق بديلة آمنة نسبيا ولكنها تستغرق وقت أطول للوصول الى الإقليم".
واكد الزاملي ان "طول المسافة وارتفاع أسعار الوقود ادى الى ارتفاع أسعار النقل بشكل كبير لكن لفترة معينة نظرا للوضع الاستثنائي الذي يمر به البلد".
من جانبه ذكر مسؤول في وزارة النقل ان "القوات الأمنية أمنت الطرق البديلة لحركة المسافرين الى اقليم كردستان من خلال إرشادات واضحة وصريحة لسواق المركبات في معظم المناطق الشمالية".
وأضاف ان "الشركة العامة للنقل الخاص احدى تشكيلات وزارة النقل اتخذت إجراءات قانونية رادعة بحق المخالفين من سائقي سيارات التكسي الذين يطلبون مبالغ مضاعفة لما محدد من أجور للنقل".
وأوضح ان "المخاطر الأمنية التي حصلت بعد 9/6 وسيطرة مجاميع داعش الإرهابية على بعض المدن الشمالية أجبرت العديد من سائقي المركبات الى تغيير مسارهم المعتاد الى طرق بديلة تستنزف الكثير من الوقت".
وبين ان "هناك لجان مركزية من قبل الوزارة تعمل ليل نهار على توفير الخدمة الجيدة لنقل المواطنين الى مختلف المحافظات العراقية دون تمييز خط عن اخر لأي سبب كان".
وأشار الى ان "بعض السائقين دائما ما يشكون من طبيعة العمل وقلة أجورهم رغم وتضخيمهم لبعض المعطيات من اجل إرغام المواطن على دفع مبالغ اكثر نسبيا وذلك ما يحاسب عليه القانون المتاح لوزارة النقل".
وفي سياق متصل كشف خبير اقتصادي عن التغيرات التي لحقت بخارطة الاستيراد العراقية، بسبب قطع الطرق البرية العراقية مع الدول المحاذية للعراق من شماله، مرجحا تغيير أوجه الاستيراد في العراق والاعتماد على دول جنوب شرق أسيا.
ويرى الخبير الاقتصادي مناف الصائغ، في حديث مع موقع "واي نيوز"، أنه ربما لم يؤثر قطع الطرق البرية الرابطة بين العاصمة العراقية بغداد وبين إقليم كردستان على تدفق البضائع المستوردة من تركيا لوجود بلدان أخرى مستعدة لتزويد العراق بكل ما يحتاجه من بضائع.
ويلفت إلى أن بلدان جنوب أسيا المتمثلة بـ(إندونيسيا، وبروناي، وتايلاند، وتيمور الشرقية، وسنغافورة، والفلبين، وفيتنام، وكمبوديا)، مستعدة لتزويد العراق بما يحتاجه عبر ميناء الفاو الذي يقع في جنوب البلاد.
ويقول الصائغ إن "قبل التغيرات التي حدثت في إقليم كردستان والمناطق العراقية المحاذية له، كانت العديد من البضائع تدخل العراق من منافذ الجنوبية لتركيا إلى العراق".
ويؤكد الصائغ أن "التجار العراقيين وتجار الكرد سيبحثون عن بدائل لإيصال بضائعهم إلى المكان الذي يقصدونه، خصوصا إذا كان هناك تعاقد مسبق على بضائع دفعت أثمانها".
ويضيف أنه "قبل عشرة أيام طلب اتحاد التجار الأتراك من الدولة الإيرانية أن تسمح للبضائع التركية بالمرور عبر أراضيها لتدخل حدود العراق"، مبينا ان "إيران وافقت على هذا المطلب".
ويشير إلى أن "البضائع التركية تعبر الحدود الإيرانية وتنقل إلى العراق عبر الأراضي الإيرانية من دون ان تمر بأراضي كردستان".
ولكنه يرى أن "عندما يرتفع سعر النقل أمام التاجر العراقي فبإمكانه تغيير وجهة استيراده"، لافتا إلى أن "للعراق منفذ بحري من جهة الجنوب" يمكنه من استيراد البضائع عبره.
ويتابع الصائغ ان "من خلال المنفذ البحري نتمكن من استيراد البضائع من دول جنوب شرق أسيا والإمارات"، مضيفا ان "حتى إيران
وأعلنت هيئة الكمارك العامة عن توقف عملية التبادل التجاري مع تركيا باستثناء العقود المبرمة مع كردستان العراق على خلفية الأوضاع الأمنية في المنطقة.
وأغلقت الطرق الرابطة بين بغداد - الموصل منذ أكثر من شهر نتيجة للأوضاع الأمنية التي تعصف في البلد.