في فجر اليوم التاسع عشر من الجولة السادسة من المفاوضات بين إيران والدول الست الكبرى، أُعلن أن هذه الجولة ليست الأخيرة، فالاتفاق النهائي الذي كان يفترض أن يوقع الأحد لن يرى النور قبل أربعة أشهر. عند الواحدة والنصف من فجر امس السبت، أعلنت كاثرين آشتون
في فجر اليوم التاسع عشر من الجولة السادسة من المفاوضات بين إيران والدول الست الكبرى، أُعلن أن هذه الجولة ليست الأخيرة، فالاتفاق النهائي الذي كان يفترض أن يوقع الأحد لن يرى النور قبل أربعة أشهر. عند الواحدة والنصف من فجر امس السبت، أعلنت كاثرين آشتون ومحمد جواد ظريف تمديد اتفاق جنيف المرحلي حتى الرابع والعشرين من تشرين الثاني، وقالت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إن خلافات مهمة حول نقاط رئيسية مازالت قائمة، ما يتطلب المزيد من الوقت والجهد لتجاوزها، وهو ما أشار إليه أيضاً وزير الخارجية الإيراني في إعلان مشترك بينهما تلي أمام الصحافيين في قصر كوبورغ في فيينا.
ما لم يقله الإيرانيون والأوروبيون عن أسباب التمديد قاله الأميركيون، معددين مطالب الدول الغربية من إيران وهي: ضمان ألا يستخدم البلوتونيوم في مفاعل أراك كي لا يسرع إنتاج قنبلة نووية، وضمان عدم استخدام مفاعل فوردو لتطوير برنامج نووي عسكري، والتحقق من عدم تطوير قدرات التخصيب في مفاعل نتانز مع فرض رقابة مشددة على هذه المواقع لضمان عدم رفع نسبة التخصيب وإبقائها عند مستواها الحالي، أي خمسة في المئة كما نص الاتفاق المرحلي.
وكانت ايران إيران والدول الكبرى اتفقت مساء امس الأول الجمعة في فيينا على تمديد مهلة المفاوضات الجارية للتوصل إلى اتفاق نهائي حول البرنامج النووي الإيراني الى 24 تشرين الثاني (نوفمبر)، أي أربعة أشهر إضافية.
وفي الوقت نفسه، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الولايات المتحدة وافقت على الإفراج عن 2.8 بليون دولار من الأموال الإيرانية المجمدة لديها، مقابل تحويل إيران قسماً من مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة الى وقود.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في بيان مشترك "مع أننا حققنا تقدماً ملموساً في بعض المجالات وعملنا معاً على نص (...) ما زالت هناك خلافات كبيرة حول بعض المواضيع الأساسية".
وأكدت إيران ومجموعة خمسة زائد واحد (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين بالإضافة الى ألمانيا) في البيان تصميمها على التوصل الى اتفاق نهائي "في أسرع وقت ممكن".
وتريد الأسرة الدولية ضمانات للطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات عن الجمهورية الإسلامية التي تؤكد باستمرار أنها لا تريد امتلاك سلاح ذري. ووقّع الجانبان في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، اتفاقاً مرحلياً في جنيف ينص على أن تجمّد طهران نشاطاتها النووية مقابل رفع جزئي (يشمل سبعة بلايين دولار) للعقوبات التي تؤثر بقوّة على الاقتصاد الإيراني.
كما يقضي هذا النص بالتوصل الى اتفاق نهائي بحلول 20 تموز.
وقال كيري "من الواضح أننا انجزنا تقدماً ملموساً في مفاوضات، لكن ما زالت هناك خلافات جوهرية في بعض المجالات". وأوضح كيري أن الخلافات تتركز حول مسألة ما إذا كانت إيران ستحتفظ بقدراتها على تخصيب اليورانيوم الذي يستخدم في إنتاج الطاقة الكهربائية إذا ما خصّب الى مستويات متدنية. أما إذا خصّب الى مستويات مرتفعة فيمكن حينئذ استخدامه في إنتاج قنبلة ذرية.
وفي صلب هذه المسألة عدد أجهزة الطرد المركزي التي تسمح بتخصيب اليورانيوم.
وقال وزير الخارجية الأميركي إن "هذه المسألة ذات أهمية حاسمة للاتفاق النهائي برمته"، مضيفاً أن "إدارة ظهرنا قبل الأوان للجهود الديبلوماسية في الوقت الذي تحقّق فيه تقدّم كبير، يعني أننا نحرم أنفسنا من القدرة على بلوغ أهدافنا بطريقة سلمية" وشارحاً أنه لهذا السبب، تقرّر تمديد المفاوضات أربعة أشهر.
وتابع كيري "قلنا بشكل واضح إن عدم وجود اتفاق أفضل من اتفاق سيئ والإمكانية الواقعية جدا للتوصل الى اتفاق جيد يحقق أهدافنا يتطلب منها العمل لوقت أطول".