اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مسرح > "كم ميلاً إلى بابل؟".. حرب على جبهتين.. البيت والجبهة الغربية

"كم ميلاً إلى بابل؟".. حرب على جبهتين.. البيت والجبهة الغربية

نشر في: 21 يوليو, 2014: 09:01 م

يمكن القول إن الإنتاج الجديد البارع، الذي أنجزه مسرح ( ليريك Lyric ) في بلفاست بآيرلندا، و المعتمد على دراما جينيفر جونستون عن الحرب العالمية الأولى، " كم ميلا إلى بابل How Many Miles to Babylon? "، ينتقل من الحرب في البيت إلى الحرب على الجبهة الغربي

يمكن القول إن الإنتاج الجديد البارع، الذي أنجزه مسرح ( ليريك Lyric ) في بلفاست بآيرلندا، و المعتمد على دراما جينيفر جونستون عن الحرب العالمية الأولى، " كم ميلا إلى بابل How Many Miles to Babylon? "، ينتقل من الحرب في البيت إلى الحرب على الجبهة الغربية. فأيٌّ منهما أسوأ، يا تُرى؟
[ تدور القصة حول "أليك"، الصبي الذي يعيش مع أمه، أليشيا، و أبيه، فريدريك المختلفين على الدوام، و صديقه جيري من أهل المنطقة الذي يشاطره الميل إلى الخيل. لكن أم أليك ترفض هذه العلاقة انطلاقاً من إيمانها بالنظام الطبقي. و تندلع الحرب العالمية الأولى فتدفعه أمه للالتحاق بالحرب. و هناك يلتقي الصديقان، و يكونان تحت إمرة غليندينينغ، الرائد القاسي، و ليس لديهما من صديق سوى بينيت، و هو ضابط يحمل أفكاراً اشتراكية. و ينتهي الأمر بالحكم على جيري بالإعدام بتهمة الفرار، بعد أن غادر لمعرفة مصير والده المفقود و عاد. ]
هناك موتان فقط يتم تصويرهما في رواية جينيفر جونستون القصيرة لعام 1974، التي تجري أحداثها خلال اندلاع الحرب العالمية الأولى، مع هذا يبقى ذلك تصويراً لتدمير شامل.
إنها، من نواحٍ كثيرة، تراجيديا الطاعة : ذلك أن أليك Alec ، الطفل الوحيد المعزول في بيت كبير أنكلو ــ آيرلندي، هو رهينة علاقة أبويه المَرَضية، و يقيم علاقة ممنوعة مع الولد جيري ، و يُرسَل أخيراً إلى الجبهة تحت إصرار أمه. و يقول له أبوه ( الذي يقوم بدوره مايكل جيمس فورد ) :
ــ " آه، إنك ستذهب يا ولدي. فأنت جبان، و لهذا ستذهب. "
فإذا كان واجبٌ أعمى سيؤدي برجلٍ للقتال من أجل " قضية لا يفهمها و لا يهتم لها ، كنا يقول، فإن من المستغرَب أن يكون على ألان ستانفورد في تكييفه المسرحي للرواية أن يظل وفياً بلا تردد للكتاب، محتفظاً براويته، و حواره، و تركيبه، و تسلسله الزمني، و كأن من المخجل تمييز نفسه، كما هي حال بطل القصة.
و يتناول إنتاج المخرج فيليب ولسون هذا العمل الفني لمسرح ( ليريك ) كمسرحية تذكُّرات، يستحضر أحداثها أليك الظريف المتتابع الأفكار ( الذي يقوم بدوره أنثوني ديلاني ). و يحلّ أداء ديلاني المخفَّف عدداً من المتطلبات. فهو، بانتقاله من شخص عدَمي فارغ إلى ولد في مصيدة، يتجنب حالة الكاريكاتير الشاب و يوحي بدلاً من ذلك بشخصٍ لم يُسمح له بطفولةٍ طبيعية إلا بالكاد. كما يساعد ذلك بأن يكون صوته أداةً ليّنة، واضحاً لا يتذبذب و إنما محمَّل بالانفعال، الذي يقلل من الكثير من وطأة قصته.
و نجد سير السرد، المقسوم بالتساوي بين البيت الكبير و الخنادق، يعاني مع هذا على المسرح. و بالرغم من أن طاقم ولسون الفني سليم، فإن إنتاجه هذا يجد صعوبةً في نقل جَيَشان الجبهة. و باستخدامه مسرحاً خشبياً سريع الدوران بشكل يثير الإعجاب، فإن إعداد مايك بريتون المسرحي يتنقل بشكل نشط و جميل حول المنزل، مستحضراً فيما بعد الحريق الهائل في ألواح الأرضية : مأثرة ماكرة للعنف المنزلي. أما أعظم تبصّر للمسرحية، فهو جمود الحرب : الانتظار، التعفن، غواية الفرار. و في الأخير، يكتشف جيري و أليك حساً أصيلاً بالواجب، لكنه شيءٌ ما أكثر أوليةً مما يمكن لإنتاج فني مهذب أن يضاهيه، شيء ما جدير بالموت من أجله.
 عن: the irish times

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته
مسرح

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته

فاتن حسين ناجي بين المسرح الوطني العراقي ومهرجان الهيئة العربية للمسرح في تونس ومسرح القاهرة التجريبي يجوب معاً مثال غازي مؤلفاً وعماد محمد مخرجاً ليقدموا صورة للحروب وماتضمره من تضادات وكايوسية تخلق أنساق الفوضوية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram