TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > فوضى الاحتراف

فوضى الاحتراف

نشر في: 21 يوليو, 2014: 09:01 م

الاحتراف طرق أبوابنا في غفلة من الزمن ليجدنا غير مؤهلين لفتح الباب والترحيب به بعد أن أثبتت التجارب الماضية التي عاشها الدوري العراقي خلال الموسمين المنصرمين إن مستواه الفني تراجع كثيراً عمّا كان عليه في سابق المواسم التي شهدت تألق لاعبينا ومدربينا ليضاهوا مستويات لاعبي ومدربي أقرانهم في أرجاء المعمورة بعد أن احترف اللاعب والمدرب العراقي في شتى بلدان العالم.
اليوم وبعد أن ُطبق نظام الاحتراف في العراق بات اللاعب العراقي غير مؤهل لتمثيل الفرق التي يرتدي فانيلتها بدليل إن اغلب اللاعبين صاروا يتنقلون بين الأندية خلال منافسات الموسم الواحد وهذه ظاهرة غير صحية ولم تألفها ملاعبنا في السابق، بل كان اغلب اللاعبين تقترن أسماؤهم بأندية لا يغادرونها حتى الاعتزال ليعملوا ضمن الملاكات التدريبية لها، لكن اليوم نرى إن اللاعب الفلاني وقـَّع على كشوفات الفريق الفلاني بمبلغ بالتأكيد خيالياً ولا يتناسب مع قدرات وكفاءة اللاعب وما أن يلبث حتى نشاهده اختلق عذراً لنفسه لمغادرة الفريق الذي منحه الثقة المفرطة على خلفية مشكلة اختلقها كون احد الأندية لوح له بمبلغ مغرٍ متناسياً تأريخه واسمه وسمعته وسمعة الفريق الذي تعاقد معه ليركض لاهثاً وراء مبلغ من المال.
نحن لسنا ضد الاحتراف ولم نقف حجر عثرة أمام أرزاق اللاعبين بقدر حرصنا على مستوى الكرة العراقية الذي نلاحظ كيف تدنى وباتت فرقنا غير قادرة بالحفاظ على الفوز ولو لثلاث مباريات متتالية، بل أنها تعاني الاستقرار والسبب وراء ذلك هو عدم فهم نظام الاحتراف وعدم وضع آلية تضمن حقوق الأندية قبل اللاعبين ما جعل مشاكل كثيرة تستفحل وأغلبها مالية بحتة، خصوصاً إن الموسم الحالي سيشهد بطالة كبيرة ستلم بلاعبينا وتجبرهم على الإنزواء بسبب تباين مصادر دخل الأندية فهناك أندية متنفذة جداً وتمتلك مصادر تمويل حكومية كبيرة بإمكانها استقطاب خيرة اللاعبين المحليين والأجانب في الوقت الذي لا تستطيع اغلب الأندية أن تستقطب ولو ابن المحافظة ذاتها ليرتدي فانيلة فريقها الكروي ما يجعل هذا التباين يخلق بوناً شاسعاً ما بين الأندية سواء في الترتيب أو في المستوى الفني وقيمة اللاعبين خصوصاً أنها بدأت تستقطب لاعبين سوريين ومصريين ولبنانيين وأفارقة على حساب لاعبينا الذين أُحيلوا الى التقاعد مجبرين وباتوا لاعبين مع وقف التنفيذ يُمنون أنفسهم بالتوقيع لأضعف الفريق المحلية.
لا أعرف إلى أين يسير اتحادنا الموقر بكرتنا والى أي دهاليز وأنفاق مظلمة يقودها بعد أن تنفست الصعداء رويداً وفارقت الترتيب فوق المائة ليصبح ترتيبها وفق آخر تصنيف للاتحاد الدولي (فيفا) في المركز 89 عالميا ، إلا إننا للأسف لم نشهد حتى الآن أي تغيير يطرأ على آلية الاتحاد العراقي بعد أن طالب الجميع بالتغيير لنرى اليوم النائب الثاني واثنين من أعضاء الاتحاد يرافقون المنتخب الأولمبي الذي يعسكر في جورجيا، لماذا الإصرار على السفر برغم إن الموضوع لا يستوجب كونه ليس هناك أي استحقاق، بل انه معسكر تدريبي، فما الداعي لوجود ثلاثة أعضاء خصوصاً بعد الاتهامات الكثيرة التي طالت الاتحاد السابق على خلفية كثرة السفر ومرافقة الوفود؟! والله من وراء القصد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: برلمان كولومبيا يسخر منا

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

باليت المدى: أسد عراقي في متحف

العمودالثامن: في محبة فيروز

 علي حسين اسمحوا لي اليوم أن أترك هموم بلاد الرافدين التي تعيش مرحلة انتصار محمود المشهداني وعودته سالما غانما الى كرسي رئاسة البرلمان لكي يبدا تطبيق نظريته في " التفليش " ، وأخصص...
علي حسين

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

 لطفية الدليمي العلمُ منطقة اشتغال مليئة بالسحر؛ لكن أيُّ سحر هذا؟ هو سحرٌ متسربلٌ بكناية إستعارية أو مجازية. نقول مثلاً عن قطعة بديعة من الكتابة البليغة (إنّها السحر الحلال). هكذا هو الأمر مع...
لطفية الدليمي

قناطر: أثرُ الطبيعة في حياة وشعر الخَصيبيِّين*

طالب عبد العزيز أنا مخلوق يحبُّ المطر بكل ما فيه، وأعشق الطبيعة حدَّ الجنون، لذا كانت الآلهةُ قد ترفقت بي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني، لتكون مناسبة كتابة الورقة هذه هي الاجمل. أكتب...
طالب عبد العزيز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

إياد العنبر لم تتفق الطبقة الحاكمة مع الجمهور إلا بوجود خلل في نظام الحكم السياسي بالعراق الذي تشكل بعد 2003. لكن هذا الاتفاق لا يصمد كثيرا أمام التفاصيل، فالجمهور ينتقد السياسيين والأحزاب والانتخابات والبرلمان...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram