TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قنبلة طائفية: "أم العباية" طلعت صفوية!

قنبلة طائفية: "أم العباية" طلعت صفوية!

نشر في: 22 يوليو, 2014: 09:01 م

قبل ليلتين فجّر أحد أنصار الدواعش قنبلة على إحدى الفضائيات العربيةـ احترت هل أضحك على هذا المسكين أم أرثي حاله؟ يحزنك العراقي، حتى وان كان عدوا لك، حين يهين نفسه من حيث يحتسب أو لا يحتسب. ظهر المسكين مطلقا على نفسه لقب "محلل ستراتيجي عراقي". يا الهي، ما اكثر"الستراتيجيين"، من كل الأطراف والاشكال والأنواع، في هذه الأيام.
قال هذا المحلل الستراتيجي ان العراقيين جميعا، في جنوب العراق وغربه وشرقه وشماله وجنوبه، مع "الثوار"! لم يتحمل المذيع وقع المبالغة فرد عليه: لكن الذي نراه ونسمعه ان العراقيين، خاصة في الجنوب، تطوعوا بالملايين لمقاتلة الذين تسميهم "ثوارا". اجابه "الستراتيجي": كل الذين شاهدتهم إيرانيون وليسوا عراقيين. ولكي يؤكد المذيع حياديته، او ربما دقة متابعته، ردّ:لكني شاهدت حتى النساء العراقيات قد تطوعن معهم. ولا يهمك، هؤلاء النسوة لسن عراقيات بل صفويات. لكنهن يتكلمن بالعراقي فكيف تثبت انهن صفويات؟ الدليل انهن يرتدين العباءة! وماذا يعني؟ لأن العراقيات لا يعرفن العباءة ابدا، بل انها بدعة فارسية صفوية! ألم اقل لكم ان الطائفي قد يرمي السيان على رأسه أو يطمس به الى أذنيه دون ان يدري؟
المشكلة انه كان يتحدث عبر الشاشة. ولو كان امامي لعرفت كيف أرد عليه. شفتوا بالله؟ طلّع "العباية"، التي تعدّ رمزا لجمال المرأة العراقية وانوثتها ورقتها وعفتها، صفويةّ! اقسم بأن أمه واخته وحبوبته كن لا يرتدين العباءة، حسب، بل ولا تطربهن اغنية مثل " يا ام العباية"، التي ابدعت بها مطربتنا بدرية أنور في العشرينيات من القرن الماضي وما زلنا نحبها ونتغنى بها الى اليوم.
بقدر ما جعلني هذا المسكين أرثي حاله، فانه ارجع في مخيلتي ذكريات عطرة حول أيام العباءات الحلوة. كنا صغارا نعرف كيف نبحث عن أسباب فرحنا. وما ابسط تلك الأسباب. تغمرنا السعادة حين نتجمّع في ركن من اركان شوارع مدينة طفولتي الزبيدية بانتظار مرور ست محاسن البغدادية (السنية). نحلم، لا بل ونطمح بأقصى درجات الطموح، ان تمر علينا بعباءتها التي حين يهزها الهواء تمطرنا باريج عطرها العذب والمميز. أفيييش.
يا صديق طفولتي الحميم، يا سعيد بن سيد يحيي العوادي، تعال اسمع هذا المخبول يقول عن محاسن انها كانت صفوية.
أما انا فما كانت تحلو لي نومة الظهاري الا حين اتلفلف بعباءة امي لأشم رائحة وطن لا يعرفه الدواعش ولا أهل الخضراء. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. الزبيدي

    هل تقصد الست غازية ؟! أم أختها الصغيرة الحلوة محاسن؟؟ مجرد سؤال لشريك كان أيضا يشمشم الهوى عقب مروقهن صباحا غلى مدرسة الزبيدية ..

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram