مع اقتراب انطلاق عجلة دوري الكرة الممتاز للموسم الجديد في 10 أيلول المقبل والمقترح وصوله إلى يوم التتويج في 15 حزيران 2015 (المشكوك فيه كالعادة)، أخذ الجدل يتصاعد في أروقة الأندية الباحثة عن استقرار حقيقي لرحلتها في الماراثون الكروي المضطرب في تنظيمه بسبب عدم جدية القائمين على اتحاد كرة القدم الالتزام بتعهدات معلنة في مؤتمر قرعة المباريات منذ سنين عدة بعدم توقف الدوري إلا في مباريات قليلة بسبب الاستحقاقات الخارجية للمنتخبات والأندية وإذا بالتأجيلات تمدد المسابقة أكثر من شهرين في عملية مملة تقتل روحية المنافسة مثلما حصل في الموسم الماضي الذي قرر الاتحاد إطلاق رصاصة الرحمة عليه!
صراحة ، إن العمل في اتحاد كرة القدم يحتاج إلى منهج موضوعي وليس توافقي دأب عليه أعضاء الاتحاد أنفسهم مرضاة لأنديتهم ومصالحهم وخضوعاً لضغط العلاقات التي ابتليت بها اللعبة وأضعفت مسابقتها وأنهكت منتخباتها بسبب آفة المجاملات التي لن يستطيع أي عضو إنكارها أو تبريرها ، ولهذا لا يمكن عـد أي تعليمات أو توجيهات أو التزامات يطلقها الاتحاد بأنها نافذة بحكم التجارب السابقة التي تخللتها ملاسنات إعلامية طاحنة لاسيما بين الأندية الجماهيرية وعدد من أعضاء الاتحاد بسب سوء النية ومحاولة الالتفاف على القرارات ذاتها ما أدى إلى تمزق نسيج الهيئة العامة وتخندق كتلتين من اجل تحشيد أكثر الأصوات للإطاحة بالأخرى في المعترك الانتخابي الأخير على حساب خراب الدوري وخيبات المنتخبات !
مبدئياً، نحن مع الصوت المنادي بإقامة المسابقة من مجموعتين في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها البلد والمستمرة منذ عام 2003 ، ولم يأخذ الاتحاد الحالي وحتى سلفه العبرة من الأخطاء الفادحة في آلية إقامة الدوري وما نجم عنها من هدر في المال على رحلات مكوكية لجميع الأندية أثناء تنقلها من محافظة إلى أخرى وانعكاس ذلك على علاقات الأندية نفسها وتسببها بشحن جماهيري وثارات الغضب التي تولدت عقب التعامل السلبي لبعض إدارات الأندية مع الجماهير المرافقة لفرقها وتوعدها برد مشين في مباراة الإياب، وبروز مشكلات الملعب البديل كما حصل في أزمة (الشرطة وأربيل) فضلاً عن شعور عدد من الأندية بالعجز المالي واضطرارها للتهديد بالانسحاب لعدم قدرتها على تحمل استنزاف الميزانية الضعيفة على مصروفات الفنادق والمطاعم والنقل، يضاف إلى ذلك وجود تباين شاسع في نوعية اللاعبين المحليين والمحترفين حسب (مبالغ الصفقات) أوجد فارقاً عالياً في الأداء لم يتسن للأندية المغلوب على أمرها الوقوف بندية لمواجهة ذلك الفارق طوال رحلة الدوري.
ولما مضى أعلاه نقترح أن يتم الاتفاق في مؤتمر الأندية الخاص بالقرعة على آلية إجراء المباريات من دوري لمرحلة واحدة يسدل الستار عليه ويتوج فيه المتصدر مطلع شباط المقبل ثم تمنح الأندية الاستراحة لمدة محددة، وتنطلق بعدها بطولة الكأس التي تحقق ذات أغراض المسابقة الأولى، وهي فرصة أخرى تستثمر لاكتشاف المزيد من اللاعبين المؤهلين للمنتخبات الوطنية وكذلك تعزيز الاستقرار الداخلي للعبة ومنح الملاكات التدريبية والإدارية والتحكيمية فرصة لتصحيح الأخطاء ومعالجة المشكلات التي تحول دون تحقيق النتائج الجيدة، مع توفر وقت كافٍ لاتحاد الكرة نفسه في التخطيط السليم لسبل نجاح المنتخبات الوطنية التي أهملت العام الماضي نتيجة تشتت الاتحاد في جبهات عدة وعدم اتخاذه القرارات المناسبة التي تدعم حظوظ كرتنا في البطولات القارية مثل تسمية المدربين المجتهدين مع الأندية لتولي قيادة المنتخبات والتشاور مع اللجنة الفنية في كيفية منع التداخل بين الاستحقاقين المحلي والخارجي لضمان عدم الإرباك بحيث تسير عجلة الدوري بيسر بعيداً عن تأثير تفرّغ لاعبي المنتخبات الثلاثة (الوطني والأولمبي والشباب) التي يجب أن تكون عملية الاختيار هذه المرة مدروسة وعادلة ولا تنسحب لمصالح أندية بعينها يحرّك مصالحها المتنفذون على مسرح الحدث.. وخلف الستار!
مقترح للدوري والكأس
[post-views]
نشر في: 22 يوليو, 2014: 09:01 م