TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > صمت مجلس النواب !!

صمت مجلس النواب !!

نشر في: 22 يوليو, 2014: 09:01 م

المالكي مرشحنا الأوحد ، رئاسة الوزراء من حق التحالف الوطني حصرا .. دولة القانون يرفض الجبوري ، دولة القانون يرحب بالجبوري ، حنان الفتلاوي ترشح لرئاسة الجمهورية ، الصيهود يحذرنا من الاقتراب من كرسي رئيس مجلس الوزراء ، كل شيء فى بلاد الرافدين يسير على هوى الساسة لا الناس ، وعاد العراق من جديد " وطن الفضائيات " يفخر سياسيوه بانهم أصحاب انزه انتخابات في العالم ، يدافعون بمنتهى الهمة والجدية عن امتيازاتهم الخاصة ، وفيما يغضون الطرف عن إزالة مكون عراقي من الوجود ، يصدرون بيانات استنكار دعما للمعارضة البحرينية ودفاعا عن الشعوب " المضطهدة " في السعودية والكويت ، ولكنهم يخجلون ان يضعوا صورة لمواطن مسيحي مهجر على صفحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي .فهم مصرون مثل الذين سبقوهم ان يقولوا لك انك تعيش احلى سني عمرك مع حكومة " الشراكة الوطنية " حيث : " ينجز العراق كرامات إن لم تكن معجزات، إنجازا بعد إنجاز، وكرامة بعد كرامة " ، كما اخبرنا ذات يوم وبلغة عربية فصيحة خطيب الأمة ابراهيم الجعفري .
لقد عشنا جميعا أشهرا طويلة مع العرض الذي قدمه السياسيون ومعهم الحكومة لمناصرة شعب البحرين، وشاهدنا كيف ترقرقت الدموع في أعين البعض من النواب وهم يروون ما حدث لمعارض سعودي وكيف شمَّر البعض عن سواعدهم وقرروا أن يدعموا المعارضة الكويتية ضد بطش حكومتهم، وقبل أن يحاول البعض تفسير الموضوع باتجاهات أخرى فانني مع كل الشعوب في دفاعها عن حقها بالحرية والمساواة ، ولكن أليس من حق مهجري الموصل والأنبار أن يخصص نوابنا الجدد جزءاً من وقتهم لمعرفة لماذا حصل لهم كل هذا، ماذا فعل مجلس النواب مع العار الذي سيطارد أعضائه جميعا وبلا استثناء والمتمثل بطرد المسيحيين من بيوتهم وإذلالهم ، لماذا لم تكن القضية حاضرة تحت قبة البرلمان وعلى راس اولويات رئيس مجلس النواب ؟
كنت سأفتخر ويفتخر معي العراقيون كافة لو أن مجلس النواب قطع علاقاته وصمته المريب وعطلته وان يقف دقيقة حداد على مسيحيي العراق ، وكنت أتمنى ألا يستمر هذا المسلسل الكوميدي الساعي إلى الاستخفاف بمطالب العراقيين بالعيش بأمان واستقرار وألا يخرج علينا احد من السادة النواب ليقول " اننا منشغلون بإصلاح العملية السياسية وستكون قضية المسيحيين على جدول أعمالنا " ولم يخبرنا السيد النائب متى وأين سيجد اهل الموصل من يناقش مأساتهم .
منذ سنوات ونحن نعيش في ظل تهريج أمني، نستطيع أن نطلق عليه غفلة وتقصيرا وإهمالا وشراء ذمم، دون ان يتم عقاب سريع للقيادات الأمنية المسؤولة عمّا جرى ويجري من كوارث، من يتفحص سيناريو المأساة التي حدثت في الموصل سيصاب بالصدمة والدهشة حين يعلم أنها وقعت في بلد به أكثر من مليون منتسب للقوات الأمنية، وبه رئيس مجلس وزراء يتولى مسؤولية القائد العام للقوات المسلحة ومسؤولين ظلوا يصدعون رؤوسنا بأننا نعيش أزهى عصور الاستقرار، وطائفة من الخبراء الأمنيين المنتفخين جهلا يضعون إجاباتهم وتحليلاتهم على الأسئلة التي تثيرها الفواجع والمآسي
ولأننا نعيش في صولات "ظهر الحق وزهق الباطل".. فالمطلوب أن لا تثار أسئلة عن عدد المهجرين في العراق ولماذا تعجز القوات الأمنية عن حماية الأبرياء، ومن سمح للإرهاب ان يقتحم بيوت الناس، لا جواب حتما. ماذا يعني مقتل مئة او مئتي شخص وجرح العشرات وتهجير الآلاف، ما دام النظام السياسي سالما، ومجلس النواب منشغلا بتسلم طلبات الترشح لمنصب رئيس الجمهورية والتي سندخل بها موسوعة غينس ؟
يهتم السادة النواب بتقاسم المناصب ، والدفاع عن كتلهم السياسية ، لكن ذلك المهجر قسرا ، والمطارد في الطرقات ليس من اهتماماتهم ، ربما نقرا تصريحا خجولا هنا ، وشجب بسيط هناك ، لكن عيون وافئدة النواب معلقة بالمحاصصة والتوازن الطائفي ، ولا تقترب من فاجعة الموصل ، ولا تعقب على ماجرى لمسيحيي العراق من عبودية وقتل على الهوية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. الناصري

    الآن وفي هذه اللحظه توجد عوائل مهجره من صلاح الدين يباتون في الحدائق العامه في أربيل لانهم ليس لديهم إيجار ليله واحده في فندق مايقارب خمسين ألف دينار لليله الواحده فضلا عن مشكلة الموافقه الأمنيه ومشكلة الكفيل للسماح للسكن في كردستان ....بس هلي معلومه حبيت

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram