الستارة المغلقة: فيلم دراما إيراني مصنوع عام 2013 للمخرج الإيراني الخاضع تحت الإقامة الجبرية جعفر بناهي وكامبوزيا باتروفي عرض لأول مرة في مهرجان برلين السينمائي – الدورة 63 وحاز على الدب الفضي لأحسن سيناريو. وبمناسبة عرضه في الولايات المتحدة كت
الستارة المغلقة: فيلم دراما إيراني مصنوع عام 2013 للمخرج الإيراني الخاضع تحت الإقامة الجبرية جعفر بناهي وكامبوزيا باتروفي عرض لأول مرة في مهرجان برلين السينمائي – الدورة 63 وحاز على الدب الفضي لأحسن سيناريو. وبمناسبة عرضه في الولايات المتحدة كتب الناقد السينمائي لصحيفة نيويورك تايمز أي. إي سكوت عنه: عزلة الكاتب، الذي ينسحب إلى شقة عند ساحل البحر مع كلبه ومشروع غامض لكنه ملحّ، تتمزق في إحدى الليالي الماطرة مع وصول زائرين غير مرحب بهما. رجل وامرأة هاربان من شيء ما (الشرطة؟ عصابة مجرمة؟) يقتحمان المكان ويطلبان ملجأً. لم يستمع الرجل لاحتجاجات الكاتب ويترك المرأة – يقول أنها أخته- في رعاية الرجل الآخر ويعد بأن يرجع حالاً.
يمكن أن تكون هذه البداية لغزاً ولكن يمكن أن تكون تلك الكلمة خارج المكان تماماً كوصف لفيلم "الستارة المسدلة" لكن السرد محير إذ أنه يحرّك أشد الأفلام تقليدية- من هي تلك المرأة؟ ولم هي هنا؟ وما هو الكاتب الذي تختفي لديه؟ وماذا سوف يحدث بينهما؟ - وسرعان ما تسمح لألغاز أخرى أكثر تعقيداً. وإحداها ما هو نوع هذا الفيلم بالضبط، السؤال الذي يمتلك جدية خالصة لأن جعفر بناهي، الذي يظهر اسمه ككاتب ومخرج ( مع كامبوزيا بارتوفي الذي يؤدي دور الكاتب) هو تحت الحظر السينمائي الذي فرضته الحكومة الإيرانية عليه لمدة عشرين عاماً.
قبل الحظر الذي فرض سنة 2102 بعد القاء القبض على السيد بناهي وسط إجراءات الحكومة الصارمة واسعة الانتشار فإن طريقته في مزج الطبيعية الإنسانية القاسية مع الارتباك الرسمي جعله أحد الشخصيات الرئيسة في السينما الإيرانية. إن أفلاماً مثل "الدائرة- 2001" و"الذهب القرمزي"-2003 و"تسلل" -2007 كانت تحريات صريحة قلقة في التفاوت على أساس الجنس والتقسيم الطبقي في إيران، وهي في الوقت نفسه، تأملات بارعة في كيفية تمثيل السينما لتلك القضايا. في فيلم "هذا ليس فيلماً" – 2012 واجه لا معقولية القمع الرسمي وأفسده مكوناً مقالة سينمائية هي في الوقت نفسه سياسية على نحو ملحّ وفلسفية على نحو مازح.
بعض من هذا المزج ما بين التحدي والنزوة حاضر في فيلم "الستارة المسدلة" لكنه متحاف مع الميلانخوليا والإنهاك. حين يظهر السيد بناهي – الذي بلغ الرابعة والخمسين الأسبوع الماضي- على الشاشة – إنها شقته مع ذلك، مزينة بالملصقات الأوربية لأفلامه- فإنه يبدو أكثر ضجراً وأكبر مما فعل في فيلم "هذا ليس فيلماً" موحياً بأنّ سنوات عديدة من الصراع القانوني والإهمال المهني قد سببت تدميراً له. لكن ذكاءه الخلاق التمع وربما ازدهر أيضاً تحت قيود العمل بسرية وبطاقم قليل.
"الستارة المسدلة" ، كما يوحي عنوانه، يدور حول المسرح إضافة إلى الفيلم من أجل الإيحاء. حالما يصل يسدل الكاتب النافذة بملابس ثقيلة معتمة ويمنع رؤية الرمل والسماء والماء ويتحول البيت إلى صندوق أسود من أدوات المسرح. يتدخل العالم الخارجي على شكل نشرة أخبار تلفزيونية حول التشدد في منع الكلاب في الأماكن العامة- أعلنت الحكومة بأنه "غير إسلامي"- ربما يفسر قلق الكاتب بأنّ كلبه قد يتسلل من خلال الباب. ثم تصل المرأة (مريم موكادام) وتبدأ هي والكاتب في التعايش بشكل أخرق وملغز وغير منظم. يتساءل من هي ولماذا هي هنا بينما تبدو هي عارفة بالكثير عنه.
ثم مرة أخرى: يمكن أن تكون شيئاً ملفقا من خياله، إن لم يكن كلاهما ملفقين من قبل المخرج. ربما تكون هذه الأمور حقيقية إذا كان الكاتب يعمل على نسخة من السيناريو التي نشاهده والسيد بناهي يحولها إلى فيلم. ومع ذلك فإن المخرج ( إذا كان ذلك هو) يبدو غافلاً تماما عن ساكني الدار الآخرين ومنشغل جداً بالقضايا الدنيوية ( وجبة الأكل، الإشراف على تصليح النافذة المكسورة) كي يصنع فيلماً. وهو غير مسموح له بفعل ذلك على أية حال، لهذا يسمح لـ"الستارة المسدلة" كي تنكشف على شكل سجن خادع من الإنكارية مفسداً كل من وجودها الخاص وعدم وجودها المنتدب رسمياً.
مثل هذا اللغز ، بالنسبة للمشاهد، هو مزعج ومسلٍّ في الوقت نفسه. فعلى إحدى المستويات فإن الفيلم (أو اللافيلم ، فهو مصور على فيديو رقمي بكاميرا هاتف ذكي) تسلية عابثة على نمط بيرانديللو. وهو في الوقت نفسه ترميز ،(اليجورة) كئيبة لكنها غير باعثة على اليأس، للروح الخلاقة تحت الضغط السياسي وعن الطرق التي يمكن أن يكون الخيال ملجأ ومكاناً للحبس.
الستارة المغلقة:
إخراج جعفر بناهي وكامبوزيا باتروفي؛ إنتاج وكتابة ومونتاج السيد بناهي؛ مدير التصوير: محمد رضا جهانبناه، أطلقته شركة "فاريانس فيلمس" فارسي مع ترجمة إنكليزي. مدة العرض: ساعة و46 دقيقة. غير مصنف.
تمثيل:
السيد باتروفي (الكاتب)؛ مريم موكادام (الفتاة)، السيد بناهي (جعفر بناهي)؛ هادي سعيدي (أخ الفتاة)؛ أزاده ترابي (أخت الفتاة)؛ أبو القاسم صبحاني (آغا أوليا).