تمثيل: جولي كرستي إخراج: فرانسوا تريفو الفيلم مأخوذ عن رواية الكاتب الأميركي براوبري التي صدرت عام 1957 حيث اعتبرت في حينها فتيلة هائلة ضد العنف والإرهاب المكارثي الذي دمّر وخرب كل الأفكار الإنسانية وتحطيم جوهر الإنسان.وقد عالج المخرج وهو كاتب السين
تمثيل: جولي كرستي
إخراج: فرانسوا تريفو
الفيلم مأخوذ عن رواية الكاتب الأميركي براوبري التي صدرت عام 1957 حيث اعتبرت في حينها فتيلة هائلة ضد العنف والإرهاب المكارثي الذي دمّر وخرب كل الأفكار الإنسانية وتحطيم جوهر الإنسان.
وقد عالج المخرج وهو كاتب السيناريو المولود في باريس عام 1932 والذي يعتبر أحد رواد الموجة الجديدة في السينما الفرنسية والفكرة التي يطرحها الفيلم في مدينة غير محددة وكذلك في زمن غير محدد.. حيث إن هناك مدينة وحكومة، تحرم قراءة الكتب وتحرم التعامل مع الحرف والكلمة، ونجد في الفيلم رجال الحرائق- وهم الرمز- يظهرون كرجال لإشعال حرائق الكتب ومصادرتها أينما وجدت، لهذا أطلق على هذه الفرق التي تحرق الكتب 451 فهرنهايت. وبطل الفيلم هو أحد رجال حرق الكتب إذ أمضى ست سنوات في هذه المهنة وتشاء الصدفة في مجريات الفيلم أن يلتقي بفتاة تلح في طرح الأسئلة عليه حول حرق الكتب ويجري الحديث وتسأله هل قرأت من هذه الكتب التي تحرقها.. وكان هذا السؤال بمثابة فتيل جعله يستذكر سؤالها غير أنه ذات ليلة كان قد أخفى كتاباً وبدأ يقرأ وخلال القراءة اكتشف نفسه ضائعاً وأنه لم يعش الحياة التي ينبغي أن يعيشها.. ومن تلك اللحظة قرر أن يقرأ الكتب ويدافع عنها.. ونتيجة لذلك ضحى بأشياء ثمينة على نفسه ومنها عائلته وبيته ولم يندم على ذلك. الفيلم يرمز إلى أشياء كثيرة. حرق الكتب هي الإرهاب وتحطيم المعرفة. فهم يرفضون أي شيء إنساني، يخططون لتحويل الناس إلى مجرد حيوانات لا تفكر. وتعكس اللقطة الأولى من الفيلم أسماء الممثلين والفنيين حيث تستعرض أسطح المنازل وقد ازدحمت بالشبكات التلفازية. بعدها تبدأ أحداث الفيلم بسيارة الحريق التي يرتجل منها رجال الإطفاء فيدخلون أحد البيوت فيقلبون ما فيه من أشياء بحثاً عن الكتب التي يعثرون عليها ويحرقونها أمام جمع من الناس. ومن خلال لقطة يختارها المخرج أن هناك رجلا له زوجة تحلم بحياة هانئة فتنام على الحبوب المهدئة للحصول على السعادة. ومن خلال عملية ربط لقطات الفيلم يتعرف الرجل على فتاة جميلة وهي جارتهم فتسأله.. لماذا تحرقون الكتب ويكون جوابه أن ذلك جزء من عملهم. فالكتب مجرد مهملات ليس لها ما يثير ولهذا فهي ممنوعة. فهي تمنع السعادة وهي ضد المجتمع.
المخرج في عمليات متدرجة للقطات وهو أسلوب التداعي في الرواية ففي لقطة السراديب ترى الكثير من الكتب وثمة سيدة عجوز ترفض حرق الكتب مما يضطرها الأمر أن تحرق نفسها مع الكتب وهي تصرخ لن يستطيعوا اغتصاب كتبي فهي كل حياتي!
وجود بطل الفيلم يعود إلى منزله حزيناً فتعرف زوجته أن هناك كتباً في حجرته فتشعر بالرعب فيقول لها: لقد حطمت حياتك أمام شاشة التلفاز وأنا أرفض ذلك.. أن الكتب حيث اكتشفت هي عائلتي لقد أشعرتني بإنسانيتي نعم إنسان جديد.
والفيلم ينتهي بحرق رجل الإطفاء ورجاله ويمضي البطل خلف البرية وهو يصرخ:
- إننا لا نصرخ في البرية، ففي يوم ما سيقوم الناس بترديد ما تعلمنا وسوف تطبع الكتب من جديد. الإنسان لا يمكن أن يستسلم للتخريب. نعم إنه يفعل من أجل الفكر العمل العواطف من يملك هذه الأشياء ويحرص عليها يستطيع أن يقاوم ويعيش.