العلم ليس ببعيد عن مشكلة التحرش والاعتداءات الجنسية التي تعالت أصوات ضحاياها في السنوات الأخيرة، ليس في فقط، بل في مناطق كثيرة حول العالم. وأصبحت النساء لا تواجه وحدها الجريمة البشعة بل الرجال أيضاً. الصورة وصفها المهتمون بشؤون المرأة بالمقلقة، ليس
العلم ليس ببعيد عن مشكلة التحرش والاعتداءات الجنسية التي تعالت أصوات ضحاياها في السنوات الأخيرة، ليس في فقط، بل في مناطق كثيرة حول العالم. وأصبحت النساء لا تواجه وحدها الجريمة البشعة بل الرجال أيضاً.
الصورة وصفها المهتمون بشؤون المرأة بالمقلقة، ليس من الفعل ذاته ولكن من انخفاض الوعي في كيفية الإبلاغ عن الانتهاكات وهو الذي دفع العلماء في كافة المجالات للتحرك بحثا عن الحل.
نشر موقع "فوكس" الأمريكي أحدث دراسة أجريت حول قضية التحرش والاعتداء الجنسي. الدراسة شملت استطلاع أكثر من 600 عالم. من بينهم علماء الأنثروبولوجيا، وعلماء الآثار والأحياء وغيرهم. حيث قاموا بدراسة اجتماعية ونفسية حول التحرش في نطاق "العمل" أي ما يتعرض له الرجال والنساء من احتكاك جسدي غير مرغوب فيه أثناء تأدية عملهم.
اشتملت الدراسة على مسح لخبرات الضحايا خلال العمل الميداني وتجارب العلماء. فاللون الغامق بالدراسة يمثل النساء والفاتح الرجال. والخانة الأولى (ما يتعرض له الرجل أو المرأة من تعليقات غير لائقة تحرش لفظي) والخانة الأخرى (الاتصال الجسدي غير المرغوب فيه، الاعتداء الجنسي).
نتائج الدراسة أسفرت عن 71% من نتيجة الاستطلاع النسائي يتعرضن لتحرش لفظي، و41% من الرجال يتعرضون للتحرش اللفظي. بينما 26% من النساء يتعرضن للاعتداء الجسدي و6% من الرجال يتعرضون للاعتداء. واستقبلت العينة العشوائية رجالا ونساء من جنسيات مختلفة.
وأشارت الدراسة الى أن النساء أكثر عرضة في عملهن للمضايقات من قبل رؤسائهن، بينما يتعرض الرجال للاعتداء الجنسي من قبل نظرائهم النساء. أي أن الحالة الاجتماعية تؤثر في نفسية المتحرش. ذلك يتجلى بوضوح في الصورة الثانية حيث يمثل اللون الأزرق الرجال واللون الأحمر النساء.
وأضاف العلماء أن الكارثة بالنسبة لهم أن الأفراد لا يعرفون كيفية الإبلاغ رسميا عما حدث لهم. فحوالي 22% فقط ممن شملتهم الدراسة الإحصائية استطاعوا التصرف مع المتحرش. وهم فقط الذين استطاعوا أيضاً وصف ما حدث لهم جسديا ونفسيا للمسؤولين بكل جرأة. ومازال العلماء يعجزون عن إعطاء تفسير موثق عن أسباب أو كيفية تخفيض نسب التحرش تدريجيا حتى الآن خاصة في مجال العمل.
وفي العراق تزاد ظاهرة التحرش الجنسي وخصوصا في السنوات الماضية مما دفع وزيرة الدولة لشؤون المرأة ابتهال الزيدي، ان تؤكد في حديث سابق لـ(المدى برس) إن "الوزارة تتلقى الكثير من الشكاوى من نساء تعرضن للتحرش الجنسي في الشارع وفي الدوائر الحكومية ودوائر القطاع الخاص من بينهن ناشطات وإعلاميات"، مؤكدة أن "ظاهرة التحرش الجنسي باتت تهدد أمن المرأة".
وأضافت الزيدي أن "الكثير من المطلقات والأرامل يتعرضن للمساومة لقاء حصولهن على وظيفة"، مؤكدة ان "الوزارة طالبت الحكومة بتخصيص جزء من الموازنة لهذه الشريحة في الدرجات الوظيفية والمجمعات السكنية".
وكانت مؤسسة تومسن رويترز الخيرية، عدت في الـ (12 تشرين الثاني 2013)، العراق أنه "ثاني أسوأ مكان في العالم العربي، بعد مصر، يمكن ان تعيش فيه المرأة"، وبينت أن "14.5% فقط من العراقيات لديهن وظائف بينما توجد 1.6 مليون أرملة"، ولفتت الى أن "ثلثي العراقيات يطلبن إذن أزواجهن للذهاب الى العيادة الصحية"، مؤكدة أن "آلاف النساء يعانين من ظاهرة التحرش سواء في الشارع او في اماكن العمل
فيما اعتبر ناشطون ورجال دين، أن العادات والتقاليد والقيم العشائرية والتفسير "الخاطئ" لتعاليم الأديان السماوية تسببت في انتشار التحرش ضد المرأة بالعراق و"الانتقاص من حقوقها" لاسيما بعد أحداث سنة 2003، وفي حين انتقدوا من يسعى لـ"اتخاذ المرأة سلعة تباع وتشترى"، أكدوا سعيهم تخليصها من التصرفات التي "لا تليق بتاريخها"، مطالبين بتوسيع نطاق الحوار المجتمعي بهذا الشأن والضغط على الجهات الحكومية لأخذ دورها بفاعلية.
وبحسب المنظمات الدولية، فإن العراق ما يزال يسجل نسباً مرتفعة في مجال خرق حقوق الإنسان بعامة والمرأة بخاصة، كما يسجل حالات عنف وقتل ضد النساء تندرج في أغلبها ضمن جرائم الشرف التي ما تزال الحكومة "عاجزة" عن ردعها بسبب عدم وجود القوانين الضامنة لحقوق المرأة والمعاقبة من يعنفها.