TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > داعشيو الاردن وغزة وغياب الملك

داعشيو الاردن وغزة وغياب الملك

نشر في: 23 يوليو, 2014: 09:01 م

انشق التيار السلفي الأردني بين أنصار داعش وداعمي جبهة النصرة، حيث أصدر أبناء دعوة التوحيد والجهاد بياناً ناقداً لموقف منظري التيار السلفي، المقدسي وأبو أبوقتادة، لرفضهما إعلان دولة الخلافة، ودعا المقاتلين الأردنيين المقاتلين تحت لواء جبهة النصرة في سوريا، إلى مبايعة البغدادي خليفة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، والقتال تحت رايته، استباقاً لإعلان محتمل ومنتظر عن إمارة إسلامية في الشام تقودها "النصرة"،  الداعمة لفتوى المقدسي وأبو قتادة ببطلان دولة الخلافة، التي يؤكد أنصارها الأردنيون أنها الطائفة المنصورة الظاهرة على الحق، وهم أحق الناس بالنصرة والتأييد، لا سيّما في العراق والشام، سيما وأن دولة الخلافة، مشروع عظيم، يُعد أحد المفاصيل التاريخية في مسيرة شهادة الأمة الإسلامية على سائر الأمم.
ليس مدهشاً عندنا إثارة هذا السجال، الذي يبدو أن المقصود منه صرف نظر الناس عن ما يجري في قطاع غزة، فالمقاتلون هناك ينتسبون لتيار في الإسلام السياسي، غير الذي ينتمي له الجهاديون، ما يعني أن عليهم تقليع شوكهم بإظافرهم، إضافة إلى فتاوى من منظرين وقياديين عند الجهاديين، تقول بأن المعركة مع "يهود"، مؤجلة إلى ما بعد تنظيف الساحة من المنافقين والنصارى، وأن الأجدى في المرحلة الراهنة حسم النقاش حول الجزية، ومن عليه واجب دفعها ومقابل ماذا، كذلك كسب رضى المولى بهداية المسيحيين إلى الإسلام، حتى قبل أن يستتب الأمر لدولة الخرافة والبغدادي، وهم غير قادرين بعد على حماية حدود دولتهم وحياة مقاتليها.
شهدت الساحة الأردنية هذا النقاش العقيم، وهي تمور بالغضب على ما يتعرض له الغزيون، من بطش الآلة العسكرية الإسرائيلية، في ظل غياب الملك عن البلاد وصمته وغزة تحترق بالنيران، ويرى بعض الحريصين على استقرار الملكية، أن هذا التصرف يضعه في دائرة النقد، خصوصاً مع غياب أي تبرير أو تفسير رسمي، وهل هو في عطلة أم في رحلة عمل، وفي الحالتين فان تمتعه بإجازة في هذا الظرف الحرج، غير مبرر ولا مستساغ، كما أن قيامه بمهمة، إن كان يمارس ذلك فعلياً، يحتاج دستورياً إلى تكليفه بها من مجلس الوزراء، على أن يرافقه ويشارك في محادثاته الوزير المختص بمهمته المكلف بتنفيذها ، ويطالب هؤلاء الناقدون رئيس الوزراء بإصدار تصريح رسمي عن مكان وجود الملك، وسبب غيابه ووضعه الصحي، ويبدو أن الانتقادات وصلته فعاد إلى البلاد.
المؤكد أنه لم يكن هناك من يستطيع تبرير وجود الملك في أميركا، بينما وزير خارجيتها يتنقل بين عواصم المنطقة، والأمين العام للأمم المتحدة يتشاور في قطر مع قيادة حماس، ويقول المنتقدون لتغيبه إنه لو كنا في مملكة دستورية لكان ذلك مقبولاً، إذ يقع اتخاذ الموقف والقرار على عاتق الحكومة، باعتبارها صاحبة الولاية، أما وأن الكل يعرف أن الملك هو من يقود السياسة الخارجية، فإن ذلك يعني عند كثيرين، أنه يتعامل مع شعبه كرعية، تبدّل عليهم ثلاثة نواب له في بضعة أيام، بعيداً عن الدستورية، وفي مهزلة يسلم فيها الوكيل وكالته لآخر، وكأن قائد البلاد عاد مرة أخرى ليكون مجرد ضيف على ديوانه، يزوره بين الفترة والأخرى، بقدر ما يتوفر له من أوقات الفراغ.
عاد الملك فيما تؤشر عودته أن "الطبخة قد نضجت" وأن ذلك لايسمح له بمزيد من الغياب، فالمرحلة صعبة حتى على من يثق بواشنطن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram