قام الفنان الياباني يوشينوري نيوَا Niwa بزيارة إلى موسكو بحثاً عن لينين و قد وجده. لكن ليس المقصود بذلك تماثيل لينين في الساحات أو صور لينين على لافتات الشوارع، بل لينين الخاص الذي ما يزال الناس يحتفظون به في بيوتهم.فبعد أكثر من عقدين من الزمن
قام الفنان الياباني يوشينوري نيوَا Niwa بزيارة إلى موسكو بحثاً عن لينين و قد وجده. لكن ليس المقصود بذلك تماثيل لينين في الساحات أو صور لينين على لافتات الشوارع، بل لينين الخاص الذي ما يزال الناس يحتفظون به في بيوتهم.
فبعد أكثر من عقدين من الزمن بعد نهاية الاتحاد السوفييتي، يستكشف نيوا الروس و علاقتهم الخاصة بالرجل في معرض في متحف موسكو للفن الحديث و ذلك جزء من عرضٍ يدعى " رؤية مزدوجة : فن معاصر من اليابان ."و قد صرحت كارينا عبدالسلاموفا، المتحدثة باسم المتحف قائلةً " إن صورة لينين مرتبطة بشكل وثيق مع صورة روسيا. و هي بالنسبة للأجانب تمتلك النوع نفسه من الوقع كما هي الحال مع الساحة الحمراء و دمى ماتريوشكا ". و يتكون عرض نيوا، و هو فنان أدائي، من شريط فيديو عنه و هو يقوم بزيارة الشقق التي ما يزال يعيش فيها لينين، ذلك الذي قاد ثورة أوكتوبر و الذي ظل مكرَّما لعقودٍ في الكتب، و الجامعات، و النقود، و حتى في الجبال لكن لا تبدو له علاقة اليوم بالكثير من ذلك.
ففي كانون الثاني الماضي، وضع نيوا إعلانات صغيرة في وسائل إعلام محلية و وزع نشرات تبحث عن أناس ما يزالون يمتلكون شيئاً ما له علاقة بلينين في شققهم و يسمحون له بالمجيء إليهم و تصوير الأشياء و فهرستها.
و يبدو نيوا في شريط الفيديو و هو يوقف أشخاصاً في ميترو موسكو و يسألهم عما إذا كانت لهم أية ذكريات أو أشياء ترتبط بقائد البلاشفة و عن إمكانية ذهابه لرؤية تلك الأشياء في بيوتهم. و كان معظم هؤلاء لطفاء ميّالين لمساعدته، و كانوا يحكون له قصصهم المتعلقة بحيواتهم. و قالت له امرأة " إننا عبدنا لينين كما لو كان إلهاً " قبل أن تضيف " أما لينين الحقيقي، فلم يكن في الواقع بالكيفية التي اعتدنا التفكير به وفقاً لها ". و أخبره آخرون عن لينين باعتباره شخصاً يرتبط بطفولتهم و هناك ما يعبّر عن حنين في كلامهم عنه.
و أضافت عبدالسلاموفا على نحوٍ مثير للجدل " أن لينين، بالنسبة للشعب الروسي، ببساطة ليس جزءاً من التاريخ، و إنما هو قصة ثورية مبهجة. و ما تزال القصة تثير الناس، و تجعلهم يتساءلون ".
كما يُبرز المعرض بعض الأشياء التي وجدها نيوا، مثل بطاقات عضوية الكومسومول و طبعات قديمة من مجلة كروكودايل الساخرة. و قد صوِّر الفيديو بطريقة الكاميرا المهتزة، و لهذا يشعر المشاهد كما لو انه يتبع نيوا و هو يدخل و يخرج من الشقق و يجد و يستكشف لينين المتبقي من الماضي. و في إحدى لقطات الفيلم، يبدو نيوا متحدثاً إلى شبيهٍ للينين قرب الساحة الحمراء، بينما يريه هذا وثيقةً تشهد بأنه سليم العقل! و قد حصل الشبيه على الوثيقة بعد أن أوقفه رجال الشرطة عدة مرات معتقدين بأنه مجنون.
عن / The Moscow Times