اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المالكي و ماكغورك وسؤال الموصل

المالكي و ماكغورك وسؤال الموصل

نشر في: 25 يوليو, 2014: 09:01 م

تعلِّمنا الكتابة اليومية ان افضل شيء يقوم به الكاتب هو تذكير الناس مرة ومرتين وثلاث بما يجري حولهم، ولهذا تجدنا نكرر نفس الأسئلة بين الحين والآخر، ولا شيء يتغير سوى إجابات ناطقي الداخلية والدفاع ومجلس الوزراء، وهي بيانات لم تعد صالحة للاستخدام البشري، لا رهان على الحكومة ومؤسساتها ، ولا استقرار مع قوى سياسية تتناحر من اجل المناصب والمغانم، ولا انتصار لمن يتوهم استعادة قوته بالتحالف مع الجماعات المسلحة، ولا شيء سوى الانسجام مع الفوضى والخراب.
سنوات والعنوان في صحفنا الرسمية وشبه الرسمية هو واحد لا يتغيّر "نجاح الخطة الأمنية"، فلتحيا الحكومة إذاً.. رئيس مجلس الوزراء يذرف الدموع على الحال المزرية التي يعيشها المسيحيون ويطالبهم بالتمسك بالأرض ! أما كيف ومن يقف معهم فهذه أسئلة لامكان لطرحها الآن ، ونحن نخوض معركة الدفاع عن كراسي السلطة ، لا معركة الدفاع عن استقرار البلد وأمنه ومستقبله .
ولهذا سأعيد نفس السؤال الذي طرحته اكثر من مرة في هذا المكان : أليس من حق العراقيين أن يخرج عليهم مسؤول ليقول وبكلام واضح وصريح: من يقف وراء ضياع الموصل ؟ .
قبل أيام صفَّق البعض وهتف وهو يسمع رئيس مجلس الوزراء يقول إن رؤوسا كبيرة ستتدحرج في قضية الموصل ووعدنا في احدى خطب الأربعاء " الحزينة " بـ " معاقبة المتخاذلين والمتآمرين من قادة وضباط وآمرين في أحداث الموصل ."
في كل الأحداث الأمنية الخطيرة تخرج علينا الماكنة الإعلامية للأجهزة الأمنية بسيل من البيانات المتناقضة، الأول يبشر العراقيين بالقضاء على رؤوس الإرهاب، والثاني يتكلم بخجل عن عشرات الضحايا الأبرياء ، فيما ثالث تنتفخ أوداجه وهو يؤكد أن هناك خرقاً امنياً قد حصل ولن يتكرر.
هكذا نجد مَن يصرّ على أن إلقاء المسؤولية على المالكي وقادته الأمنيين أمر غير مشروع ، إن لم يكن مستحيلا.. فالقاعدة التي يريد البعض ترسيخها تؤكد على أن المسؤول لا يخطئ أبداً، وأن الناس هي التي تُلقي بأنفسها إلى التهلكة، وهم مصدر للشرور والأخطار على العملية السياسية.
يخطئ من يتصور أن المشهد في الموصل سيكون الأخير في سجل فشل الدولة العراقية ، أو ان الذين قاموا بها هم نفر ضال من الضباط ، ومن المضحك ان ننظر للأمر من زاوية ضيقة تقول إن المالكي بصدد إجراء تحقيق فيما جرى من أحداث أدت الى انسحاب الجيش ، كما اخبرنا المستشار الإعلامي، ذلك أن القصة شديدة التعقيد والألغاز وتعبر بشكل مخيف عن غياب الشعور بالمسؤولية ، وتغيّب الضمير والقانون .
قصة الموصل تقول ، وكما جاء تصريح لمسؤول أمريكي كبير كشف فيه الكثير من المستور ، فقد اكد مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون العراق وإيران، بريت ماكغورك، ، أنه حذر بغداد قبل يومين من وقع الهجوم على الموصل من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" وأضاف الدبلوماسي الأمريكي في شهادته، ، أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي بخصوص تعامل الولايات المتحدة مع "زحف الإرهاب في العراق"، أن بغداد قررت تجاهل التحذير وردت بأنها مسيطرة على الوضع.
هذه هي الحقيقة التي يصر البعض على حجبها ولفلفتها من خلال عروض ساذجة من خدع السيرك القديمة، وكلام من عينة ان الأمور تسير في طريقها الصحيح.. وان الخلاف لا يعدو ان يكون بين كلمة "خيانة " و" تقصير " وسينتهي هذا الخلاف اللغوي، فالمسيرة لابد ان تنطلق إلى الإمام، المعركة سننتصر بها حتما ، مادمنا عرفنا طريق الأغاني والأهازيج ، وان الأمر لا يعدو سوى خطبة او خطبتين وستعود عقارب الساعة الى الوراء .
فضيحة الموصل التي نبهَنا اليها المسؤول الأمريكي ، هي تكرار لجرائم وفضائح كثيرة ارتكبت وسترتكب في المستقبل وإن اختلفت التفاصيل والوجوه، لأن القانون يجرى تغييبه وتجاوزه بمعرفة من هم المسؤولون عن تطبيقه والدفاع عنه، ولعل الرسالة القادمة مما جرى ويجري في كواليس الحكومة ، تؤكد ان البعض غير خاضعين للقانون، وعليه فإن الصمت والسكوت أمام هذه الفضائح والمآسي الأمنية يعني تسليما من العراقيين جميعا بالأمر الواقع الذي يحاول مقربو الحكومة فرضه ولو بخطابات مزيفة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. الطريق

    الموصل تم تقديمها لداعش من اجل تأزيم الوضع ! واحد هو الذي يستطيع فعل ذلك وهو المستفيد الوحيد من ذلك! من اجل الثالثة يضحي بالعراق كله

  2. مواطن

    بوركت..

يحدث الآن

"الأبنية متدهورة".. سجون العراق تعاني اكتظاظاً يفوق 300% من الطاقة الاستيعابية

اجتماع هام لديكو لحسم صفقة جديدة لبرشلونة

العمليات المشتركة تكشف تفاصيل هجوم "الفصائل" على قاعدة عين الأسد

السجن 15 سنة بحق مدان أطلق النار على مفرزة أمنية

آفة تتفاقم.. الداخلية تعلن القبض على (31) متسولاً في بغداد

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي.. في المنطق القانوني

العمودالثامن: درس تشرين ودرس بنغلاديش

 علي حسين ما هو الفارق بين ما جرى في تشرين عام 2019 في بغداد والمحافظات.. وما جرى في البلاد الفقيرة بنغلاديش خلال الأيام الماضية؟ في العراق جرى قتل أكثر من 700 شاب.. وجرح...
علي حسين

متى تتكلم الأغلبية الصامتة؟ وماذا بعد قانون الأحوال الشخصية؟

د.غادة العاملي يثار جدل واسع حول تعديل قانون الاحوال الشخصية وخطورة التداعيات الاجتماعية التي تسبب بها، ويبدو من السجالات والمناظرات والندوات التي ترافق النقاشات المرتبطة بقانون الاحوال الشخصية، ان حزمة قوانين اخرى تنتظر التمرير...
د.غادة العاملي

عشر أفكار حول تطييف قانون الأحوال الشخصية

علي المدن لا أحد يعلم على وجه الدقة انطباعات العراقيين حول مقترح تطييف قانون أحوالهم الشخصية، وأنا شخصيا لم أقرأ حتى الآن أي أستطلاع للرأي العام حول هذا الموضوع المعقد، وعليه؛ ستبقى مسألة مقاومتهم...
علي المدن

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram