TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: تعميق دور النزاهة

كردستانيات: تعميق دور النزاهة

نشر في: 4 ديسمبر, 2009: 07:06 م

وديع غزوانفي الوقت الذي يفتخر فيه الجميع بالمكاسب التي تحققت في تجربة إقليم كردستان، وجهد الحزبين: الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستانيين بترسيخها والحفاظ عليها، فان الواجب يحتم ضرورة أهمية عدم الانجرار الى مواقع الغرور وتقبل الرأي الآخر.
 ومن هذا المنطلق كان الحزبان الحليفان أول من بادر الى الإعلان عن ملاحظتهما النواقص والسلبيات وعدم الخشية (من مواجهتها وإيجاد الحلول لها..) والتأكيد على مواجهة مظاهر الخلل بصراحة خاصة في مجال محاربة ظاهرة الفساد المالي والإداري. وانطلاقاً من الإيمان بضرورة تحويل البرامج الى تطبيقات عملية قام برلمان إقليم كردستان في دورته الثالثة ولأول مرة بتشكيل هيئة للنزاهة ومنحها في ضوء القانون الصلاحيات التي تؤهلها لممارسة دورها بما يتناسب والهدف الذي أسست بموجبه والتنسيق والتعاون مع لجنة النزاهة الحكومية وديوان الرقابة المالية لتزويدها بالمعلومات عن أية عمليات فساد، وبشأن هذا الموضوع يقول الدكتور رفيق صابر رئيس الهيئة (هيئة النزاهة وبحسب مشروع القانون الذي حدد أسس عملها مكلفة بمساءلة أي شخص مهما كان منصبه في مؤسسات الإقليم وبضمنها الرئاسة ومجلس الوزراء والبرلمان..)، كما أشار رئيس الحكومة الدكتور برهم صالح مؤخراً الى عزم الحكومة على محاربة كل مظاهر الفساد واتخاذ إجراءات عملية بحق من يثبت تورطهم في مثل هكذا اعمال. مواطنو الإقليم بدورهم يتطلعون الى قيام الهيئة بممارسة دورها الفاعل في هذا الجانب خاصة ان ازدهار العملية الديمقراطية وترسيخ مفهوم الحريات للجميع لا يمكن ان يكتملا دون عملية نقد تشخص من خلالها الأخطاء والسلبيات والتي بدونها من الصعب الحديث عن عمليات ازدهار وبناء وتطوير يسهم فيه الجميع مواطنون ووسائل إعلام ومعارضة ومنظمات مجتمع مدني . ونعتقد انه رغم الشوط الكبير الذي قطعته تجربة إقليم كردستان في مجال الحريات السياسية وممارسة المعارضة دورها في البرلمان، فان الواقع العملي يشير الى ان هنالك جوانب أخرى ينبغي العمل بها من اجل تعميق قيم الديمقراطية في المجتمع من أبرزها توسيع مشاركة منظمات المجتمع المدني والإعلام في تشخيص كل مظاهر الفساد وتأكيد توجهات القيادة الكردستانية بتقبل الحكومة وأجهزتها كل ملاحظة نقدية ومناقشتها بروح المسؤولية الكاملة، في نفس الوقت الذي ينبغي على المعارضة ان تتفهم بان دورها لا يقتصر على تصيد الأخطاء وتضخيمها، بل بالمشاركة الواعية والكاملة وتحمل مسؤولية البناء وإنضاج تجربة الإقليم وهذا لا يتحقق دون تعميق ما هو ايجابي وتطويره وتشخيص ما هو سلبي لتجاوزه .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram