TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > دكــــــــــة نذالــــــــــــة

دكــــــــــة نذالــــــــــــة

نشر في: 2 أغسطس, 2014: 09:01 م

في صيف العام 1989 أصحبنا أصدقاء أنا وأحمد المهنا. كان شريف الربيعي، الذي زارني في منفاي بمدينة كارديف البريطانية، قد حدثني كثيرا عن أحمد قبل أن أراه. رددت الزيارة لشريف بلندن وأقمت معه لمدة أسبوع. وعنده التقيت أحمد لأول مرة. كنت في وقتها أعاني من كسر روحي عميق سببه موت ولدي علي. في الصباح وبينما كان شريف منهمكا بتحضير "الريوك" على طريقته الخاصة حضر أحمد فصرنا ثلاثة. ذهب شريف للعمل فدعاني أحمد لوجبة مشي طويلة أظنها الأجمل في حياتي. وهل هناك أجمل من ان تمشي مع إنسان لا يعرف الكره. قال لي فجأة: لقد أحببتك بصدق. عندها شعرت بأن الكسر الذي بروحي قد انجبر. قلت له يبدو ان القدر يستحي أحيانا. شلون؟ أما تراه خجل من قسوته علي بخطف ولدي فعوضني بصديق من نوعك؟
من حينها صار يسميني "أبو الهواشم". نبهني يوسف الناصر ان أحمد إذا أحب صديقا يختار له اسما خاصا. فعلا يا يوسف فأنت يسميك "جوزيف" وأناهيت "آنو" وعبد الله صخي "عبود" وشريف "أبو الشرف" وفوزي كريم "أبو الفوز". أما حبيبته كفاية فكان يناديها "كوفي".
يوم مات شريف ألمّ بروحي وجع أشد من كسرها الأول. هوّنه علي أحمد المهنا كما كان يهوّن علي أشد مصائبي. قلت له: أتذكر يوم قلت لك ان القدر استحى مني يوما؟ نعم أتذكر. لا يا أحمد انه كان يضحك عليّ. والله إنه لا يستحي أبداً!
لك هذا القدر طلع مو بس ما يستحي، بل طلع نذل وابن نذل. أتدري؟ لقد قابلني هو والموت يضحكان، هذه المرة، وأنا أعزل مثلك حين كنت تلاويه؟ وأحّاه شكبر ضحكات هذا الموت يا أحمد. ومن أنذل ممن أخذك مني عنوة ليتمشى معك ويتركني أمشي وحدي؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram