اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قاب قوسين.. أو؟!!

قاب قوسين.. أو؟!!

نشر في: 2 أغسطس, 2014: 09:01 م

منذ أسابيع وانا منهمك بمتابعة صولات النائب محمد الصيهود، وقد انصرفت خلال الايام الماضية لمتابعة الفضائيات التي يطل منها السيد النائب وهو يعلن للعراقيين جميعا ان العناية الالهية أرسلت ائتلاف دولة القانون ليعيدهم الى طريق الحق، بعد ان حاول البعض ومنهم طبعاً وسائل إعلام مشاغبة وعميلة السير بهم في طريق الضلالة، الذي هو حسب نظريته مجرد التفكير برفض الولاية الثالثة للسيد نوري المالكي، ولان الصيهود لايزال يعتقد اننا شعب تربى على منهج "القائد الملهم" فهو مصر على القول ان الجماهير بحاجة دائمة لمن يرسم لها طريق النجاة.
وانا اشاهد الصيهود بحماسته التي لاتكل ولا تمل ومعه، البعض ممن امتهن السياسة "على كبر" أتساءل: لماذا يصر البعض من ساستنا ومسؤولينا أن يتحول إلى خطيب "مفوه" عندما تسأله عن الأزمة التي تمر بها البلاد، يصرخ بوجهك: لا حل إلا بان يتولى ائتلاف دولة استحقاقه الدستوري فهو وحده القادر على السير بهذه البلاد الى بر الأمان.. الساسة "الخطباء" يتصورون ان خطبهم الثورية يمكنها ان تكون بديلا عن بناء دولة مؤسسات.
ما هو هذا المنجز الكبير الذي نباهي به شعوب العالم؟، وماذا يعني إيهام المواطن البسيط بأن النجاحات التي حققها رئيس مجلس الوزراء، هي اكبر مشكلة لخصومة كما يوج بعض السادة النواب، وماذا يعني أن على العراقيين ان يتحملوا فشل المسؤول، وهل هناك نظام سياسي حقيقي يعتبر الخراب والازمات والاف الضحايا دليلا على النجاح، الذي تسعى دول كبرى الى اجهاض مسيرته، وكيف يريدون من العراقيين ان يؤمنوا بأن الفشل في الملف الأمني انما هو إنجاز يعادل بل ويتفوق على غياب والخدمات وسرقة ثروات البلاد؟
التفجيرات اليومية شماعة.. المؤامرات التي تحاك في الظلام شماعة؟ الأجندات التي تعيق تنفيذ الخدمات شماعة، شماعات يتشبث بها خطباء العصر العراقي الجديد؟ فنراهم في كل أزمة يطلقون سيلا من الاتهامات المبهمة؟ يريدون ان "تلتهي" الناس بأحاديث مطاطية، عن الفشل الذي لا يتحمله أحد، وعن السعادة التي كانت في انتظار الشعب لو ان دول العالم اختفت من الوجود، وعن المالكي ومنجزاته التي ابرزها حسب خطباء دولة القانون هي اجبار امريكا على الانسحاب، وهي تجر اذيال الخيبة، والبند السابع الذي اخرجه المالكي من "فم" مجلس الأمن.
وحين تسأل عن معاناة الناس يقولون لك ان حكومة الشراكة هي السبب، فالسيد الصيهود ومعه عالية نصيف يذرفون الدموع كل يوم أمام الفضائيات، لأن رئيس مجلس الوزراء لا يملك سلطة على مؤسسات الدولة، وبالتالي فأفكاره في بناء دولة متطورة، لا تجد من يطبقها بأمانة وحرفية.. فمعظم المؤسسات والوزارات تتآمر عليه. أليس هذا عذراً أقبح من كل الذنب؟!
الخطب الثورية عن المؤامرات والمعوقات، إذن هي النظرية التي يرى اصحابها، في كل المختلفين معهم عملاء ومنفذين لاجندات خارجية.. وان كل مواطن لا يرفع "معا" هو مأجور ويعمل ضد مصلحة الوطن.
ايها المواطن وانت تتابع صولات وجولات البعض من نوابنا "الأشاوس"، عليك ان تعرف ان الإعلام المتآمر لم يشبع من الخراب والفشل، ولم يكفه السطو على مقدرات البلاد وثرواتها؟ فهو مصر على ان يفبرك احاديث للمالكي، ويبحث عن زلات لسان حنان الفتلاوي ليوزعها على العراقيين، ويروي القصص الكاذبة عن الحاج نعيم عبعوب، وبناء عليه ادعو الله صادقا أن يكون السيد محمد الصيهود دقيقا وصادقا في خطبه الثورية الأخيرة، وهو يبشرنا بان "تكليف المالكي لولاية ثالثة كاد يكون قاب قوسين او أدنى خلال الفترة الدستورية المتبقية".
وادعوا مخلصا ان يتحقق حلمه هذا وان يزيد عليه ولاية رابعة وخامسة، وذلك حفاظا على صورته التي يبدو فيها دائما واثق الخطى، وخوفا على هذا الشعب المسكين ان يخرج خالي الوفاض من جنة " القاب قوسين أو؟!!" بعد ان عاش ثمان سنوات عجاف تحت شعار " كل شيء تحت السيطرة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. ابو اثير

    سيدي الكريم... شخصيات مثل الصيهود وعباس البياتي والسنيد والعطية والموسوي والفتلاوي والنصيف لن تجد لها أي وزن سياسي او أجتماعي ألا مع السلطة فأذا غابت السلطة عنهم فهم مجرد أسماء باهتة لا معنى ولا وزن لها خذ مثلا أبراهيم الجعفري ما هو وزنه وتأثيره لا شيء ب

  2. عمار القطب

    قبل سنوات تعاقدت المكسيك مع عمدة نيويورك اندريوتي لادارة العاصمة فقط التي كانت تعج بالفساد من الشرطة الى الصحة الى التعليم وقد كانت النتائج باهرة واعتقد انها فكرة لا باس بها لتطبيقها في العراق اما احزابنا العتيدة مدمنة المحاصصة فلها ان تتحاصص في حماية( ال

  3. علي

    المشكلة الحقيقية ان هؤلاء لديهم قاعدة شعبية واسعة لا تقل حماسة واندفاع عنهم في تخوين كل من يعارض الولاية الثالثة وفي تحويل الانكسارات والفشل الى انتصارات وهمية يجب على الجميع ان يسلموا بها

يحدث الآن

"الأبنية متدهورة".. سجون العراق تعاني اكتظاظاً يفوق 300% من الطاقة الاستيعابية

اجتماع هام لديكو لحسم صفقة جديدة لبرشلونة

العمليات المشتركة تكشف تفاصيل هجوم "الفصائل" على قاعدة عين الأسد

السجن 15 سنة بحق مدان أطلق النار على مفرزة أمنية

آفة تتفاقم.. الداخلية تعلن القبض على (31) متسولاً في بغداد

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي.. في المنطق القانوني

العمودالثامن: درس تشرين ودرس بنغلاديش

 علي حسين ما هو الفارق بين ما جرى في تشرين عام 2019 في بغداد والمحافظات.. وما جرى في البلاد الفقيرة بنغلاديش خلال الأيام الماضية؟ في العراق جرى قتل أكثر من 700 شاب.. وجرح...
علي حسين

متى تتكلم الأغلبية الصامتة؟ وماذا بعد قانون الأحوال الشخصية؟

د.غادة العاملي يثار جدل واسع حول تعديل قانون الاحوال الشخصية وخطورة التداعيات الاجتماعية التي تسبب بها، ويبدو من السجالات والمناظرات والندوات التي ترافق النقاشات المرتبطة بقانون الاحوال الشخصية، ان حزمة قوانين اخرى تنتظر التمرير...
د.غادة العاملي

عشر أفكار حول تطييف قانون الأحوال الشخصية

علي المدن لا أحد يعلم على وجه الدقة انطباعات العراقيين حول مقترح تطييف قانون أحوالهم الشخصية، وأنا شخصيا لم أقرأ حتى الآن أي أستطلاع للرأي العام حول هذا الموضوع المعقد، وعليه؛ ستبقى مسألة مقاومتهم...
علي المدن

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram