TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > احمد المهنا.. اكذب عليك

احمد المهنا.. اكذب عليك

نشر في: 2 أغسطس, 2014: 09:01 م

قبل يوم من إجراء الانتخابات المحلية السابقة ، كان الراحل احمد المهنا في العاصمة بغداد ، استجاب لطلب فضائية الحرة ليكون ضيفها مع آخرين، لتغطية الحدث ، وتسليط الضوء على "التجربة الديمقراطية في العراق"، زاره احد اصدقائه في بيته الواقع بحي السفارات، وما ان دخل صالة المنزل حتى سمع المهنا يردد اغنية وردة الجزائرية "اكذب عليك " وبعد التحية والجواب على سؤاله الشهير  "شلون شبابك " اشترك  الاثنان في الغناء ، فاعترضت السيدة  ام زيد زوجة المهنا على الأداء ، ويبدو انها شعرت بان زوجها وصديقه ارتكبا  "مجزرة موسيقية" وبعد دقائق سمع صوت الاغنية من هاتف السيدة ام زيد ، التزم المهنا الصمت ،  وبعد نزول زوجته ، لتتوجه الى  حي الأعظمية ، واصل الاتصال بزوجته ليطمئن على وصولها ، واصر على ان يسمعها "اكذب عليك ما تشوفلي بر وانا امشي عليه ".
في أمسية جمعت المهنا بأصدقائه العاملين بفضائية الحرة ، قيس حسن ، وفاضل النشمي وكاظم مرشد السلوم ، واحمد السعداوي  ، وعلى الغزي ، وعارف الساعدي ،وغيرهم ، فرضت "اكذب عليك" وأخواتها حضورها في الجلسة ، ولكن هذه المرة بواسطة هاتف السلوم ، واستجابة لطلبات المستمعين ، اسدل عارف الساعدي الستار على الأغاني  العربية بأداء طور "الساعدية" ليشد انتباه الحاضرين ، الى لون غنائي محلي ينسجم مع حدث اجراء الانتخابات المحلية ، وسط تطلعات الجميع بان تكون فرصة لتوطيد النظام الديمقراطي وازلة هموم ومعاناة  "متكلسة" في نفوس الكثير من العراقيين ، علقوا آمالهم على الساسة في  ارساء قواعد دولة المواطنة  وبناء عراق جديد ، ولكن  بروز الصراع على السلطة بعد الغزو الاميركي للبلاد ، بدد الآمال والأحلام وترك غصة مرة في نفوس الحالمين في ان يروا وطنا معافى ، يتجاوز محن عشرات السنين الماضية ، وتركة ثقيلة ، مازالت اثار بشاعاتها، تستعرض تفاصيل " التراجيديا العراقية" وليس ثمة امل في إسدال الستار على فصلها الاخير ، وربما لهذا السبب كانت" اكذب عليك "تعبر بشكل غير مباشر عن خيبة امل كبيرة من أداء سياسي لم يفهم بعد اصول اللعبة الديمقراطية ، وأمامه عدة سنوات ضوئية ليتعلم مبدأ التداول السلمي للسلطة عن طريق صناديق الاقتراع .
عندما تولى المهنا رئاسة تحرير جريدة العالم ، كلف صديقه عبد الخالق كيطان بمسؤولية الإشراف على صفحة  اراء في الجريدة، انطلاقا من ايمانه بتشجيع  هذا النوع من الكتابة ، فتح للكتاب نافذة واسعة للتعبير عن ارائهم ،  واستطاعت صفحة "كيطان " ان تستقطب عشرات الكتاب ، من دون وجود اي اثر للخطوط الحمر ، المعتمدة في بعض الصحف الاخرى ، فكانت مساحة الحرية واسعة ، وعندما نشر احد الكتاب مقالا بعنوان "ميزانية  علاوي وبلنص المالكي" تلقى اتصالا هاتفيا  من رئيس التحرير المهنا ، ليخبره بانه المقال اجبره على الضحك وجعله يتجرع مرارة الواقع العراقي، وتلك  المرارة ، نقلت المهنا الى عالم اخر .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram