أقام نادي الكتاب في كربلاء أمسية مفتوحة لمناقشة ثورة 14 تموز ما لها وما عليها ، والتي شاركت فيها نخبة من المثقفين والأدباء والناشطين في المحافظة و تركزت في اغلبها إن كانت ثورة أم انقلابا وتأثير التاريخ والعاطفة عليها.في بداية الأمسية التي ادارها ورتب
أقام نادي الكتاب في كربلاء أمسية مفتوحة لمناقشة ثورة 14 تموز ما لها وما عليها ، والتي شاركت فيها نخبة من المثقفين والأدباء والناشطين في المحافظة و تركزت في اغلبها إن كانت ثورة أم انقلابا وتأثير التاريخ والعاطفة عليها.
في بداية الأمسية التي ادارها ورتب حواراتها رئيس النادي الباحث خليل الشافعي قال إنها ثورة ويسميها البعض انقلابا ولكن الشيء المؤكد أنها أسست للنظام الجمهوري..وقال ان خطابات عديدة ظهرت بعد عام 2003 تناولت النظام الملكي على انه النظام الأفضل وهو ما يعني ان 14 تموز كانت خط الشروع للبدء بالخراب العراقي. وأضاف ان المكنون في ضمير الشعب ان هذا اليوم هو ثورة وطنية وان النظام الجمهوري اكثر تقدما من النظام الملكي لان الحكومة التي جاءت لها وصف دقيق أنها دينية ولا قومية بل كانت وطنية وان القوى الإقليمية التي نصبت العداء للثورة هي ذاتها التي تناصب العراق بعد عام 2003 سواء منها السعودية او الأردن ومصر وإيران وأمريكا وهي كانت تحاول خنق الثورة وإسقاطها ..ويؤكد ان عبد الكريم قاسم تعرض الى عدة مؤامرات جعلته يشكك بكل شيء بما فيها الأحزاب المقربة له.
وتحدث الناشط السياسي صباح ابو دكة عن الثورة بقوله ان الثورة تعد انقلابا عسكريا لان من قام بها هم مجموعة من الضباط الساخطين على الحكم الملكي ولكن هذا الانقلاب سرعان ما تحول الى ثورة بعد مساندة الشعب..وأضاف ان 14 تموز تعد اول أبواب النعيم للعراق لأنها وضعته على أعتاب التقدم لولا ما حيك لها من مؤامرات داخلية وخارجية أجهضتها وأجهضت مشروع المنفذين لها.
فيما قال الدكتور علي حسين يوسف ان شخصية عبد الكريم قاسم كان لها الأثر في انطلاق هذه الثورة ولذلك فان ما يقال عنه من انه شخصية تحمل التناقض أثرت على الثورة ذاتها.. وأضاف ان قاسم رغم كونه دمث الأخلاق ومتواضعا ولكن له صفات أخرى وهي التفرد والميل نحو الدكتاتورية وكان مرة يكون جيدا مع الشيوعيين وكان مؤثرا على الحركات الثورية الأخرى لذلك يرى يوسف ان قاسم كان مرتبكا وليست له رؤية بعيدة كونه طيبا ومحبا لشعبه وكان عليه ان ينظر للأمور نظرة بعيدة.
وتحدث الناقد جاسم عاصي عن خفايا سياسية عديدة في شخصية عبد الكريم قاسم وعده شخصية وطنية ومثقفا وقارئا وهو شخصية نقية لكن كما يقول عاصي شخصية قلقة كأي عسكري في التاريخ وليس له برنامج محدد في العمل السياسي وكذلك الظرف الموضوعي كان ضاغطا عليه .. وأفاد ان جمال عبد الناصر تآمر عليه وعلى 14 تموز.
أما الأديب سلام القريني فقال انه بعد 56 عاما لا زالت إشكالية الثورة والانقلاب تؤطر ثورة 14 تموز..ويضيف ان حركة تقام في اي بلد وتغير الواقع الاجتماعي او تغير مفهوم السلطة وفعلها فهي ثورة اجتماعية او سياسية وكذلك الأمر ينطبق على حركة التكنولوجيا..وأشار الى ان لتموز هذه الحقائق العظيمة وحقيقتها التي حين انطلقت كانت لبناء المجتمع العراقي اجتماعيا واقتصاديا للوصول الى مفهوم الرقي والتقدم.
إلا ان الشاعر ميثم العتابي راح يتساءل .. ان المجتمع يبحث دائما عن الدولة المدنية فكيف تتلاقى هذه الدولة مع الأفعال العسكرية لان الفعل السياسي يأكل الثمار ويمنح اليأس لبناء هذه الدولة.
من جهته قال الصحفي تيسير الأسدي ان أي انقلاب يأتي نفيه من داخل النظام لينقلب عليه وما حصل في الثورة ان العسكر كانوا جزءا من نظام فانقلبوا عليه ولكن ايضا هل ظل الانقلاب انقلابا ام تحول الى ثورة للبناء. ويؤكد ان عبد الكريم اجتهد واخطأ وهو ما جعل الكثير من المحبين والأعداء يحاولون ترميم الواقع.
وتساءل ايضا الصحفي عبد الستار الكركوشي انه ما الفرق ان كانت 14 تموز انقلابا ام ثورة ؟ وتساءل ايضا وهو امر ينطبق على الثامن من شباط و17 تموز اذا ما اردنا ان نتحدث من الجانب التاريخي فهل هذه ثورة والأخرى انقلابات؟ وأشار الى ان اي انقلاب يأتي من المؤسسة العسكرية بسبب وجود حالة خطأ فما هو الخطأ في العهد الملكي خاصة وان العراق كان دولة برلمانية وفيه مؤسسات..واعتقد الكركوشي ان ما حصل في 14 تموز وما تلاها انها فتحت شلال الدم رغم اني لا اشك في نزاهة عبد لكريم قاسم.