يقول الناقد جون كويني الصغير في كتابه (حياة واسطورة) انه قبل انهائه المرحلة الدراسية، كان قد شاهد فيلماً واحدا لجون وين، وهو (رمال ايوجيما) وكنا في تلك المرحلة نتدرب نحن الشباب على استخدام البندقية قبل ان نصبح من قوات المارينز، وفي خلال تلك المرحلة ا
يقول الناقد جون كويني الصغير في كتابه (حياة واسطورة) انه قبل انهائه المرحلة الدراسية، كان قد شاهد فيلماً واحدا لجون وين، وهو (رمال ايوجيما) وكنا في تلك المرحلة نتدرب نحن الشباب على استخدام البندقية قبل ان نصبح من قوات المارينز، وفي خلال تلك المرحلة التي استغرقت 12 اسبوعاً شاهدنا عدداً من افلام جون واين، بعضها مع كاثرين غريسون وقد تعلمنا الكثير من جون وين، واصبح نموذجاً لنا في الحياة على الرغم من معرفتنا، انه لم يكن جندياً حقيقياً في يوم من الايام .
اسمي في الحقيقة دوك موريسون، ولم اكن ولن اكون يوماً مثل جون وين، الذي تشاهدونه في الافلام، وقال ايضاً، اني اعرف تماماً شخصية ذلك الرجل، ولابد من ذلك لانني اعيش واكسب عيشي من خلال تلك الشخصيات التي يقدمها.
وعرفنا فيما بعد انه لم يكن جندياً في المارينز ولم يكن ايضاً في يوم ما، قد خدم في الجندية بشكل مباشر، على الاقل، اذ ان الاستوديوهات كانت تطالب بتأجيل ادائه للخدمة العسكرية لأنه كان في خلال الحرب العالمية الثانية مشغولاً بالعمل، وقد تقبل ذلك الأمر، وكان من الممكن ان يقوم بتأدية واجبه في الخدمة العسكرية آنذاك، كما فعل ممثلون آخرون ومنهم هينري فوندا و رونالد ريغان، ولكنه كان رجلاً في الثلاثين من عمره ولديه سبعة أطفال، وحسبما يخص واشنطن، فانه خدم بلاده عبر التمثيل في افلام عكست شخصياته فيها عن القيم الامريكية الافضل، وكانت افضل أفلامه آنذاك (رمال ايوجيما) وقد شاركت في ذلك الفيلم قوات حقيقية من المارينز وتم تصويره في معسكر حقيقي، وقد حقق ذلك الفيلم نجاحاً ساحقاً، ولم يعد جون وين تحت ضغط الانضمام الى الجيش، بل انه رشح لنيل جائزة الاوسكار، ومنذ ذلك الحين ارتبط اسم جون وين بالمارينز والغرب الامريكي، وخاصة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية والغرب الامريكي، كان في افلام الحرب، قد تحول الى اسطورة امريكية، وظهر جون وين، في تلك المرحلة في افلامه الرائعة ومنها (الرجل الذي قتل ليبرتي فالانس) و (قلعة الاباشي) و (كانت تضع شريطاً اصفر) و (الباحثون).
ويقول آيمان مؤلف الكتاب عن وين وهو ناقد سينمائي ان بناء شخصية ما، تحمل شهرة واسعة، تتحول تلك الشخصية نفسها الى شيء هام وبارز، ومثلت معه في تلك الايام، الممثلة مورين اوهارا، وربطت بينهما صداقة قوية ادت الى تمثيل عدد من الافلام الكبيرة.
والاسم الحقيقي للمثل الكبير كان (ماريون روبرت موريسون) ولكنه اسمه تغير الى جون وين بعد عمله في السينما.
ان كتاب آيمان يستمد قوته من موضوعة حياة ممثل يعد واحداً من عشرة ممثلين حققوا اعلى الايرادات عبر افلامهم.
وينقل المؤلف نقلاً عن جون فورد (المخرج الكبير) : " لايكفي للممثل التمثيل وإلقاء بعض الأسطر بشكل حسن، فهناك شيء ما، يتسلل الى المشاهد من الممثل، شيء لايقدر أي مخرج على خلقه، وهي القابلية لتكون رجلاً حقيقياً.
عن: الواشنطن تايمز