بالأمس لم يجد عدد من السادة النواب سوى عبارات الشجب والاستنكار والاستغفار ، لان النائبة فيان دخيل تجرأت وقالت ان الايزيديين يذبحون تحت راية الله اكبر، المعترضون وهم خليط من احزاب الاسلام السياسي بفرعيه الشيعي والسني يريدون ان يوهموا الناس ان عصابات داعش لا تتاجر بالدين وتتخذ منه وسيلة لإرهاب الناس وقتلهم وتشريدهم، او انهم لم يشاهدوا ابو بكر البغدادي يمسك "مسواكه" وهو يدعو الى دولة الخلافة الإسلامية.. وهي الدولة التي كان يحلم بإقامتها مرسي العياط في مصر ، وفي سبيلها فتح ابواب السجون لمئات الإرهابيين ليساعدوه على تثبيت اركان هذه الدولة.
للاسف كل ما نراه على شاشات الفضائيات ، من انهيار لقيم الحياة، هو صناعة سياسية خالصة. فبأيدي ساستنا الأشاوس كتبنا أسوأ الصفحات في تاريخ الإنسانية، كلهم مشغولون بابتكار وسائل جديدة للقتل، لكن لغة الوحوش واحدة: لا مكان لأنفاس المختلفين معهم .. هناك طريقان لبناء دولة الطوائف ، إما القبر أو الغربة . ليضيف لها دعاة تكفير المجتمع طريقة ثالثة وهي قطع الرؤوس.. داعش او النصرة وقبلهما القاعدة هي نتاج تعصب اعمى لا يرى في الاخر شريكا للوطن، ويصر على رفع راية الاقصاء لكل من يختلف معه ..
ايها السادة المعترضون على فيان دخيل ، لقد عشنا معكم في ظل شعارات "لا مكان لكم" وزعتها جماعات مسلحة تنتمي لأحزاب دينية.. وبالتأكيد انتم على اطلاع على حملات الاغتيال التي تعلن بين الحين والاخر وهدفها ايضا "لا مكان للاخر في مدينتنا" أنها مشاعر من الكراهية تضخمت عند البعض، قابلها صمت رسمي.. ففي كل حوادث التهجير والقتل على الهوية لم يُحاسب المتسببون في هذا المشهد الطائفي، ولم يعقد البرلمان جلسة طارئة لمناقشة ظاهرة التطرف الطائفي، فالجميع يعتقدون ان الامر لا يعدو عن كونه حوادث فردية هنا وهناك ، فيما المجتمع تنمو وتزدهر فيه ثقافة طائفية ، ترى في تحقير الآخر وإقصائه غاية ومنهجاً.. وتؤمن أن هذا البلد لا يتحمل أكثر من طائفة واحدة.. وهنا لابد من فرض واقع جديد يعتبر الآخر "غريبا" وعليه أن يقبل بشروط صاحب الدار.. وهو المنهج نفسه الذي اتبعه الكثير من المسؤولين وقادة الكتل السياسية الذين يرون أن الحــلَّ في أزمات البلد هو تحويل الشعب إلى قبائل وطوائف.. هذه هي العقلية التي ترفض أن نتساوى جميعا في المواطنة.. عقلية تعادي ما ليس يشبهها.. ولا تجـد للآخر سوى طريقين إما الرحيل أو القتل.. هي نفسها التي يرفع لوائها اليوم داعش .
جماعات جز الرؤوس، وقبلها ميليشيات التهجير والقتل على الهوية ، لا تعمل إلا في ظل مجتمع الطوائف، أو صراع المظلوميات على اعتبار أن الإسلام غريب في هذه البلاد، وأن المسلمين مظلومون.. يتعرضون للمؤامرات.. ذلك التفسير المزيف للأزمات الذي لا يرى الواقع، لكنه يحوله إلى مبرر للحشد خلف حكومات طائفية، او جماعات إرهابية ترى في قطع رؤوس معارضيها انتصارا للدين والطائفة.
إرهابيون بلباس شيوخ، وبخطاب يتخذ من الدين ستارا، يريدون إصلاح المجتمع بقتل الآخرين.. معتقدين أن الحقيقة المطلقة ملك يمينهم.. يتصورون أن المختلفين معهم مشروع ومقدس.. يحملون في جيوب "دشاديشهم" تصريحاً إلهياً بتقسيم المجتمع إلى كفار ومؤمنين.
سيقول البعض إن الجماعات الارهابية لا تعرف جوهر الدين الحقيقي، ولكن ماذا عن الذين يتحدثون في الفضائيات عن قيم الدين الحنيف، لكنهم في غرفهم المغلقة ، يهتكون كل مبادئ الدين وفضائله.. ايها السادة ان ما نشاهده من جرائم ترتكبها داعش ، هو نتيجة طبيعية للصمت الحكومي والبرلماني على فتاوى التطرف التي ساهمت في انتشار أخبار الدماء ورائحة الجثث في الطرقات ومشاهد التهجير ومطاردة الخصوم.
ما حدث في سنجار وفي الموصل وقبلها في البصرة وديالى والناصرية وبغداد والانبار هو جزء من حالة الانحطاط التي وصل إليها العقل السياسي ، حيث صار البعض يقتل باسم الدين وهو يكبر ويهلل.
الصور التي امتلأت بها مواقع التواصل الاجتماعي لاهالي سنجار وهم يبحثون عن ملاذ آمن هي وصمة عار ستظل تلاحقنا جميعاً، وتذكرنا باننا خير امة في فنون القتل والسحل وقطع الرؤوس..فلا تنزعجوا لان فيان دخيل لم تكذب.
هل كذبت فيان دخيل ؟
[post-views]
نشر في: 5 أغسطس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 10
ابو احمد
استاذ علي المحترم هل تتوقع من هذه الوجوه التي شاهدتها في جلسة البرلمان اليوم اي شئ يتغي؟ عزيزي العراق نحو الكارثة سائرا , لانه لحد الان لم يقدم برنامجا انتخابيا واضح المعالم يخدم العراقيين بكل مكونتاتهم , اليس هم نفس الوجوه في الدورة السابقة؟ الم يدفع الر
عبدالسلام بەرواری
بارک اللە فیک، أخ علي، ڤیان دخیل کما نعرفها إمرأة قویة الارادة ولکنها ضعفت أمام هول المأساة الانسانیة. کیف یرید الاخوة المتدینون بشرط العنصریة و الشوڤینیة، ان نقتنع بإمکانیة التعایش؟ وهم یقفون مثل هذە الماقف حتی إزاء مآسینا؟
عمار القطب
الحل بسيط جدا قانون احزاب يمنع اي حزب ديني او طائفي من الترشح ثم الاهتمام بالتربية والتعليم وتخليصه من العبثية التي هو فيها الان خاصة التربية وستجد النتائج بعد 10 سنوات فقط بعد ان يهرم جيلنا فعلا
عمران عباس - محامي
الاستاذ الكاتب دخيل لم تقل تحت راية الله اكبر وانما قالت تحت راية لا اله الا الله والفرق كبير راجع قولها وراجع ما كتبت
الشلوي
داعش مجموعه من الخوارج وتقتل بسس الطائفية ولكن اين مقالك عن جماعات عصاب الباطل التي تدعي الحق وجماعات الدريل ومن نبش قبر صدام حتى ولو كان مجرم اين الحياد والمصداقيه اين انت عندما يذبح العراقي لان اسمه عمر او ابو بكر الطائفية التي زعتها ايران واذنابها في
م.البصري
وبهذا صدق ماركس بمقولة الشهيرة : الدين أفيون الشعوب . لا أكثر ولا أقل .
قارئ
ماذا عن جرائم إرتكبتها جهة معروفة بحق بائعات الهوى والمثليين وإينموا فهي كذلك جرائم لمن وضع نفسه الإله والقانون فهناك داعش الشيعية لاأحد يذكرها حتى محرر هذا المقال.
عراقي
العجيب بسياسيينا يُريدون منا انتخابهم وبعد الفوز يشكرون الله ولا يشركون الشعب وينتفظون وينتصرون لله ولا ينتصرون للشعب لذلك اعترضوا على السيدة فيان دخيل ؟ والعجيب ان رجال الدين مشغولين بالجهاد وتشكيل الحكومة ولا نعرف حكومة تشكل لمن وجهاد ضد من خصوصا ان
شاكر
الستاذ علي المحترم لا حل الأ بالتخلص من الثقافة الدينية المتخلفة ونشر ثقافة الدولة العلمانية التي يفصل فيها بين الدين والدولة ولا يسمح فيها لأحزاب أو شخصيات دينية المشاركة في الحياة السياسية والأ فأن كارثة الموصل وسنجار وتلعفر مجرد نزهة بالمقارنة مع ما
جعفر الاسدي
للأسف بدات كتاباتك تخسر رونقها حين بدات تتحول من الوسطية الى التطرف الشيعي انت لم تنصف الدخيل او غيرها وانما اردت ان توصل للجميع ان الشيعة والمسيح واليزييد هم شعب الله المختار وهم الحمل الوديع في الارض وان السنة هم الخوارج اين كنت منذ اربع سنوات والقتل من