أتذكرون صاحبة "حمّيد" الحائرة بزرعاته، التي حدثتكم عنها غير مرة؟ حسنا، سأختصرها مرة أخرى وشفيعي ان "فذكر ان نفعت الذكرى": إنها تلك الأرملة التي داهم أهل قريتها الفيضان وهم في موسم الحصاد. اجتمع أبناؤها للبحث عن حل سريع وكانت الأرملة صافنة يلعب الخيال بعقلها. ها يمه شقلتي؟ ردت: والله يمه آنا حايرة بزرعات "حميّد" عمت عيني هوّه الوحده. اكتشف اليتامى ان أمهم عاشقة ، فمنهم من لطم ومنهم من احتار كيف يرد عليها. وسالفة دولة القانون في كل مرة مثل سالفة تلك العاشقة.
العراق تتقطع أوصاله. بغداد يتربص بها الدواعش. الإيزيديون محاصرون في الجبال وبعض من نسائهم تباع سبايا. المسيحيون محيت آثارهم وحياتهم بالموصل. الموت الأحمر يحوم فوق كل شيء بالعراق، ودولة القانون حائرة بولاية "أبو حميّد". والأخير حسب، ما جاء بالأخبار يهدد بفتح نار جهنم إن مس استحقاقه الانتخابي بسوء. أبقيت لجهنم باب لم تفتح على العراق بعد؟
المهجرون والهائمون على وجوههم من بطش داعش وجرائمها لا سقف يظللهم ولا جدار يحميهم، والبرلمانيون منعمون في الجلسة الأخيرة بأجواء رفاهية من وزن خمس نجوم واكثر. لو لم يكن كل منهم حائرا بزرعات صاحبه أو صاحبته لخجلوا واجتمعوا في العراء وتحت حرارة الشمس مثلما هي حال نساء وأطفال العراق الذين سُلبت بيوتهم، والدواعش تلاحقهم لتسلب منهم حتى النفس الذي هربوا بطركه. اني لأرى العراقي، أي عراقي، ظل بطرك النفس حيث لا أمان ولا حياة ولا بارقة ضوء تحيي أملا في الخلاص. ولا أملا للخلاص من المحنة غير ان يلتفت الشيعة السياسيون إلى زرعات العراق التي تحترق لعلهم ينقذون ما ظل منها أخضرَ ويتركون"أبو حميّد" منشغلا بحصد زرعات الولاية الثالثة. أقسم أنه لو نجح في حصدها سوف يلاحقنا البين على آخر ما تبقى لدينا من نفس أو أمل.