TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "طززززز "طالب السوداني

"طززززز "طالب السوداني

نشر في: 6 أغسطس, 2014: 09:01 م

إعلامي عراقي مقيم في الولايات المتحدة ابلغ أصدقاءه في بغداد تزويده بمعلومات ومواد أرشيفية مصورة  عن الشاعر الراحل طالب السوداني ، لإعداد برنامج تلفزيوني يتناول سيرة  شخصيات عراقية  كانت لها مواقف مشاكسة مع السلطة ، واعمالها تعكس حالة الرفض لمظاهر الاستبداد بأسلوب ساخر كعادة العراقيين في التعبير عن معاناتهم وخيباتهم  .
في العام 2001  اصدر السوداني مجموعة شعرية بعنوان "طز " نشرها بطريقة الاستنساخ ، وكانت اشبه بمنشور سري ، نظرا لما تتضمن من نصوص تجاوزت الخطوط الحمر،( صباح الخير ايها الليل / هكذا قال الجنرال / وراح يضاجع بناية وزارة الدفاع/بعد سنوات طويلة انجبت الوزارة جيوشا بشتى الالوان)  ، هذا النص استوقف الاعلامي العراقي المقيم في واشنطن  وبعد ترجمته اثار اعجاب  العاملين في مؤسسته ،  فولدت فكرة  تناول" طز السوداني"  بعمل تلفزيوني .
الراحل السوداني  كان معروفا  بتعدد مواهبه فكتب الأغنية  ونظم الشعر باللهجة الدارجة واللغة الفصحى  ويوم كان العراقيون  يخضعون  لعقوبات اقتصادية ، فرضتها الامم المتحدة بعد غزو الكويت ، شاعت اغنية السوداني " الما عنده  منين يجيب يا خلك الله "  فكانت على وفق فهم الكثيرين ،  رسالة سخط  بأسلوب تهكمي،  موجهة لأصحاب القرار في الداخل والخارج ، تلخص  فصول المحنة المركبة الشائكة تحت شعار كسرا للحصار الجائر ،  من المفردات المتداولة وفي بعض الاحيان غير  صالحة للنشر يكتب السوداني قصائده ،  متجاوزا  حتى  قواعد اللغة في اطلاق  عبارات من العيار الثقيل ، لطالما كانت تثير اعتراض معارفه واصدقائه  خوفا عليه من  التعرض لعواقب وخيمة ، ولاسيما انه كان يسخر من كل شيء  بذكر اسماء صريحة لمسؤولين وشخصيات معروفة.
بعد الغزو الاميركي للعراق ، كتب السوداني اعمالا تلفزيونية تناول فيها مظاهر سياسية واجتماعية ، ففي "الزمن الديمقراطي "  فقد الراحل فرصة  قضاء الأماسي في اتحاد الادباء مع أصدقائه ، وللمرة الاولى في حياته ينتابه الخوف من التعرض لاعتداء من اشخاص  لطالما  استوقفوه في ازقة مدينته  وفتشوا حقيبته ، بحثا عن ممنوعات ليست لها علاقة باسلحة الدمار الشامل .
السوداني المطرود من جمهورية افلاطون كغيره من الشعراء ، يثير انتباه مؤسسة اعلامية اميركية ، لاعتقادها بان اعماله مشاكسة  تعبر عن صوت  رافض  غير مسموع  لدى الكثير من العراقيين  للتعبير عن سخطهم واستيائهم  من تراجع  العملية السياسية ، وفشل اقامة نظام ديمقراطي في البلاد  باعتماد الوصفة الاميركية .
السوداني غادر الحياة مبكرا ،  قبل ان يشهد مظاهر تدهور الاوضاع الامنية والسياسية ،   وظهور خليفة جديد للمسلمين ،  فيما يواصل القادة السياسيون لقاءاتهم واجتماعاتهم لبحث استحقاقات المرحلة المقبلة ،  ومساحة كبيرة من ارض العراق اصبحت تحت سيطرة جنود الخليفة ، طززززززززز قالها الشاعر  السوداني ،  فكان صوت الارادة الشعبية ، المستسلمة اليوم "لسابع نومة"  بانتظار اعلان التحالف الوطني انجاز نظامه الداخلي ثم طرح مرشحه لمنصب رئيس الحكومة ، والعب بيها  يابو سميرة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو عباس

    تحالف وطني نص اردان وعملية سياسية نص اردان والوطن صار لاياخة ولا اردان وساعة السودة اللي شفنه بيهه التحالافات اللي باردان واللي نص نردان واللي من غير اردان.

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram