إعلامي عراقي مقيم في الولايات المتحدة ابلغ أصدقاءه في بغداد تزويده بمعلومات ومواد أرشيفية مصورة عن الشاعر الراحل طالب السوداني ، لإعداد برنامج تلفزيوني يتناول سيرة شخصيات عراقية كانت لها مواقف مشاكسة مع السلطة ، واعمالها تعكس حالة الرفض لمظاهر الاستبداد بأسلوب ساخر كعادة العراقيين في التعبير عن معاناتهم وخيباتهم .
في العام 2001 اصدر السوداني مجموعة شعرية بعنوان "طز " نشرها بطريقة الاستنساخ ، وكانت اشبه بمنشور سري ، نظرا لما تتضمن من نصوص تجاوزت الخطوط الحمر،( صباح الخير ايها الليل / هكذا قال الجنرال / وراح يضاجع بناية وزارة الدفاع/بعد سنوات طويلة انجبت الوزارة جيوشا بشتى الالوان) ، هذا النص استوقف الاعلامي العراقي المقيم في واشنطن وبعد ترجمته اثار اعجاب العاملين في مؤسسته ، فولدت فكرة تناول" طز السوداني" بعمل تلفزيوني .
الراحل السوداني كان معروفا بتعدد مواهبه فكتب الأغنية ونظم الشعر باللهجة الدارجة واللغة الفصحى ويوم كان العراقيون يخضعون لعقوبات اقتصادية ، فرضتها الامم المتحدة بعد غزو الكويت ، شاعت اغنية السوداني " الما عنده منين يجيب يا خلك الله " فكانت على وفق فهم الكثيرين ، رسالة سخط بأسلوب تهكمي، موجهة لأصحاب القرار في الداخل والخارج ، تلخص فصول المحنة المركبة الشائكة تحت شعار كسرا للحصار الجائر ، من المفردات المتداولة وفي بعض الاحيان غير صالحة للنشر يكتب السوداني قصائده ، متجاوزا حتى قواعد اللغة في اطلاق عبارات من العيار الثقيل ، لطالما كانت تثير اعتراض معارفه واصدقائه خوفا عليه من التعرض لعواقب وخيمة ، ولاسيما انه كان يسخر من كل شيء بذكر اسماء صريحة لمسؤولين وشخصيات معروفة.
بعد الغزو الاميركي للعراق ، كتب السوداني اعمالا تلفزيونية تناول فيها مظاهر سياسية واجتماعية ، ففي "الزمن الديمقراطي " فقد الراحل فرصة قضاء الأماسي في اتحاد الادباء مع أصدقائه ، وللمرة الاولى في حياته ينتابه الخوف من التعرض لاعتداء من اشخاص لطالما استوقفوه في ازقة مدينته وفتشوا حقيبته ، بحثا عن ممنوعات ليست لها علاقة باسلحة الدمار الشامل .
السوداني المطرود من جمهورية افلاطون كغيره من الشعراء ، يثير انتباه مؤسسة اعلامية اميركية ، لاعتقادها بان اعماله مشاكسة تعبر عن صوت رافض غير مسموع لدى الكثير من العراقيين للتعبير عن سخطهم واستيائهم من تراجع العملية السياسية ، وفشل اقامة نظام ديمقراطي في البلاد باعتماد الوصفة الاميركية .
السوداني غادر الحياة مبكرا ، قبل ان يشهد مظاهر تدهور الاوضاع الامنية والسياسية ، وظهور خليفة جديد للمسلمين ، فيما يواصل القادة السياسيون لقاءاتهم واجتماعاتهم لبحث استحقاقات المرحلة المقبلة ، ومساحة كبيرة من ارض العراق اصبحت تحت سيطرة جنود الخليفة ، طززززززززز قالها الشاعر السوداني ، فكان صوت الارادة الشعبية ، المستسلمة اليوم "لسابع نومة" بانتظار اعلان التحالف الوطني انجاز نظامه الداخلي ثم طرح مرشحه لمنصب رئيس الحكومة ، والعب بيها يابو سميرة.
"طززززز "طالب السوداني
[post-views]
نشر في: 6 أغسطس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو عباس
تحالف وطني نص اردان وعملية سياسية نص اردان والوطن صار لاياخة ولا اردان وساعة السودة اللي شفنه بيهه التحالافات اللي باردان واللي نص نردان واللي من غير اردان.