عباس الغالبيتشير تقارير نشرت مؤخرا الى ان العراق يستورد مانسبته 95% من حاجته الفعلية للرز في سابقة تؤشر مدى تراجع انتاج المحاصيل الزراعية الاستراتيجية . وبقدر مايمثل محصول الرز من قيمة غذائية كبيرة في سلة الخبز العراقية ،
فأن التحديات التي تواجهها البطاقة التموينية تصبح كبيرة الى الحد الذي يصعب في أحايين كثيرة توفير مادة الرز التي تشكل مادة غذائية رئيسية في المائدة العراقية ، ولعل ماأعترى عملية توزيع مفردات البطاقة التموينية من تلكؤ ولاسيما في مادتي السكر والرز في أوقات كثيرة يمثل الملمح الاكثر بروزا فيها في وقت اصبح العراق من اكبر مستوردي الرز ببعد ان كان بالامس القريب أكبر مصدريه . وأذا خضنا في الاسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة اللافتة للنظر فأن كثير من الخبراء والمراقبين يذهبون الى ان شح المياه وتراجع امكانية التربة وارتفاع اجور التكاليف من بذور وسماد ووسائط نقل والذي أدى بدوره الى عزوف الكثير من المزارعين والفلاحين عن زراعة الرز ولاسيما ( العنبر ) الذي يعد من أجود أنواع الرز في العالم ، بحيث أصبح الانتاج المحلي الحالي لايسد ادنى مستوى للحاجة الفعلية . هذه المؤشرات أدت بدورها الى ارتفاع نسب الاستيراد الى 95% ، بحيث توزع في البطاقة التموينية انواع من الرز العادي التايلندي المنشأ ، فيما تعج الاسواق المحلية بأنواع مختلفة الجودة والمناشيء اصبحت ضالة العائلة العراقية في ظل تركها للرز الموزع في البطاقة التموينية ، واصبح العراق مستوردا فوق العادة بعد تراجع الانتاج المحلي ، وهي معطيات تؤكد عدم فاعلية القطاع الزراعي مايستدعي وضع خطط زراعية كفيلة برفع الانتاجية ليس لمحصول الرز فحسب ، بل لجميع المحاصيل الاخرى والتي تعاني ايضا من تخلف للنوع الكم ومالاغراق الذي تشهده اسواق الفواكه والخضر الا دليل قاطع على الاكتفاء بالاستيراد كأحد الحلول السهلة وترك الخطط الكفيلة بالنهوض بالواقع الزراعي جانبا لايمكن ان يكون اختيارا سهلا لتوفير مايمكن توفيره بسبب ان المنتج المحلي يعتبر من اجود وارقى الانواع العالمية وم غير الطبيعي ان يكون العراق في طليعة المستوردين بعد ان كان في مقدمة المصدرين .
من الواقع الاقتصادي: مستورد فوق العادة
نشر في: 5 ديسمبر, 2009: 05:35 م