خرج السيد نوري المالكي امس منفعلاً كعادته.. يرفع اصبعه بوجه كل من يتحدث عن تغيير رئيس مجلس الوزراء.. قواته الدفاعية على أهبة الاستعداد لملاحقة ومحاصرة كل من تسول له نفسه الحديث عن أخطاء الحكومة وخيباتها.. يريد من العراقيين جميعا ألا يغادروا عصر السمع والطاعة.. يحذرنا من ان منصب رئيس الوزراء لا يمس ولا يجوز الاقتراب منه.
نسأل السيد المالكي .. لماذا تريد الاستئثار بالسلطة الى ابد الآبدين؟ يقول وكله إيمان وحماسة وانفعال أيضا: الم تروا نجاح التجربة الديمقراطية في العراق؟
بالأمس هدد المالكي العراقيين بنار جهنم ان هم فكروا ولو على سبيل التمني بتغيير وجوه الجالسين على كراسي الحكم، فيما مقربوه حذرونا من أن البلاد ستمر بظرف عصيب، لو أن القوى السياسية أصرت على التغيير أو الإصلاح. فيما ائتلاف دولة القانون لايزال يعزف أسطوانته المشروخة عن الكارثة التي تنتظرنا لو أننا فكرنا بالتخلي عن السيد المالكي، الجميع يتوهمون أنهم يقودون دولة، فيما الواقع يقول اننا نعيش معهم عصر الخراب الامني والفوضى السياسية بكامل مواصفاتها.
أين هي التجربة الديمقراطية التي يتحدثون عنها ، ولماذا يصرون على أن السيد المالكي وحده القادر على إنقاذ العراق من الكوارث، ولولاه لانفرط عقد البلاد؟
لم يقل لنا المالكي ماذا يسمي الأيام التي يقتل فيها مئات الضحايا الأبرياء، بسبب اخفاق الاجهزة الامنية التي يتولى فيها وزارة الدفاع والداخلية والقيادة العامة للقوات المسلحة؟ ماذا يسمي ماجرى في الموصل وتكريت ، هل يعتقد ان جهنم لم تفتح ابوابها على العراقيين بعد، وإذا كان السيد المالكي من الذين يتابعون الأخبار، فأتمنى أن يخبرني هل ما يجري من سفك للدماء وتهجير للعوائل ونزوح لاكثر من مليون ونصف عراقي خلال أسابيع هي احداث تجري في الصومال او نيجيريا ؟ .. السيد المالكي ان افتتاحية صحف العالم كلها تندرج تحت عنوان واحد: "العراق يتفكك"، فيما الصوراليومية لاهالي سنجار وتلعفر وربيعة تجد لها سوقاً رائجة في مملكة "الميديا " العالمية.
هل هناك ما هو أسوأ.. نعم، سأخبر جنابك أن واشنطن نفضت التراب عن مشروع بايدن لتقسيم العراق الى ثلاث دويلات ، لأنها لا ترى بصيص ضوء يلوح بالافق بسبب حالة العناد التي تلبست العديد من ساسة العراق.
هل هناك جحيم أكثر من أن نمضي احد عشر عاما من اعمارنا مع سياسيين يخوضون معارك المصير من اجل المغانم والمنافع ؟
والان دعونا نسأل سؤالاً بريئا؛ ما الذي يريد ان يحققه المالكي في ولايته الثالثة.. هل من اجل مزيد من إهدار سنيّ حياتنا.. أم يريد منا ان نظل نتحمل الأخطاء والخطايا الى نهاية العمر.
اليوم العراقيون كلهم محاصرون في سفينة لايعرف قادتها الطريق الى اي شاطئ آمن، جميعنا اليوم رهائن بحر من الجنون والعبث، في السياسة وفي الاقتصاد، في الداخل والخارج، وطبيعي عندما يغيب المنطق يصبح كل شيء قفزا في المجهول .
لقد استمعت بالامس الى السيد المالكي وهو يتحدث عن السياقات الدستورية وعن مصادرة ارادة الناخب والتربص بالتجربة الديمقراطية العراقية، واسأل ماذا تعني هذه الكلمات لاهالي سنجار المحاصرين في الجبال، وهم يفقدون حياتهم هربا من جحيم داعش؟
لعل اخطر ما تبتلى به الأوطان أن يصاب سياسيوها ومسؤولوها بعطب في الضمير، والخطر الأكبر حين تتحول مصائر الناس الى سلعة في بورصة المناصب والمنافع.
في بلد الحروب الدائمة والكاذبة.. والخطب الزائفة، ترى من يحمي العراقيين من كل هذه الغلظة واللامبالاة التي يتمتع بها ساستنا " الاشاوس " .. والى متى تظل سفينة البلاد غارقة في بحر هائج من الدماء والهتافات ومعارك المصير ؟
السيد المالكي كم "جهنم" سننتظر؟
[post-views]
نشر في: 6 أغسطس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 8
عراقي
الاستاذ الفاضل علي حسين ، لا يوجد بديل افضل من السيد المالكي خصوصا اذا كان البديل مهم له رضا رجال الدين؟ فعراقنا ينتخب الشعب كذبا على أساس وطني ويعين بعد ذلك مذهبيا اي ان القيمة ليس للشعب ، القيمة لرجال الدين بلونيهم الأبيض والأسود ؟ من يريد التغيير لا يو
عمار القطب
يجب ان تكون ولاية رئيس الوزراء واحدة فقط كما يجب ان يثبت اي رئيس مجلس وزراء انه يعمل ضمن منظومة يمكن ان تسير بوجوده او عدمه اي عمل مؤسساتي ثم في مقالتك سطر او اكثر بقليل على الاقتصاد المنهار واعتقد ان الاقتصاد قبل السياسة لتستغل الادارة القادمة للبلاد اس
ابو اثير
أستاذي الكريم...ستبقى سفينة العراق تتلاقفها الأمواج والخطر ما دامت الأحزاب الأسلامية هي من تتسلم مقاليد السلطة والسياسة وما دامت العمائم والختر البيضاءوالسوداء هي من تتصدر المشهد السياسي مع الأسف فتصور أين وصل الأسفاف السياسي والأخلاقي عندما يترك رئيس
ابو سجاد
والله عليك ان توجه هذا السؤال الى المراجع الفطاحل لعلهم يفتوا لنا من جديد جهاد الدفاع عن فشل المختار ورهطه وعلينا الطاعة والامتثال الى فتاواهم التي اغرقت البلد ببحر من الدماء بدلا من ان يشيروا الى مواطن الخلل ويقوموه ويعزلوا الفاشلين الذين تسببوا في تفكيك
داخل السومري
ابشروا يا عراقيون,فمعضلة رئآسة الوزراء قد شارفت على الحل اذ اعلن الفيلسوف الروزخوني ابراهيم الشيقر الجعفري بان لا مانع لديه من استلام منصب رئآسة الوزراء وسيادته بهذا التصريح يتفضل على الشعب العراقي الذي اشبعه هو والشلة التي حوله بالجرعات الثقيله من التخلف
نبيل
لا حل للهراق الا حكومة وطنية غير طائفية عسكرية على الطريقة المصرية
علي ياسين
من أفرز المالكي؟ إنه البناء الاجتماعي ذاته الذي أفرز صدام وبرزان، وحتى لو رحل المالكي أو قتل سيأتيك رئيس حكومة آخر يكرس مبادئ من سبقه ويعزز وجوده السلطوي ويحاول التشبث بالسلطة لآخر رمق لأن مفهوم السلطة يرتبط بالذهنية والعقلية العربية بمفاهيم الغَلَبة والن
داخل السومري
لقد هرب هذا الفيلسوف الروزخوني الى بلده الثاني المملكه المتحده وهذا هو ديدنه الهروب عندما تتأزم الامور من حوله.رئيس اكبر مكون يهرب الى لندن ويترك ابناء الوطن يواجهون داعش وام داعش الوهابيه,وهؤلاء المواطنون من ايزيدين ومسيحين بين ذبيح وبين مهجر من دياره.هذ