بغداد/ حيدر ماجدلم يتحمل احمد عبد الحسن منظر استغفاله عندما خرج من دائرة البلدية التابعة لمنطقته ليقف باهتا مع نفسه يجر حسرات مع ذاته ويشعر المقابل المار بالقرب منه بأنه مصدوم من حالة كبيرة، لم يتخيلها مع نفسه وهي سرقة رصيد هاتفه من قبل متسلم جهاز الاتصال (الموبايل)
والذي استأمنه عليه عند دخوله الدائرة، مقابل كارت يسلم إلى الشخص المراجع. يقول عبد الحسن: إني راجعت الدائرة المذكورة لإصدار إجازة بناء وقبل دخولي إليها قمت بتعبئة هاتفي برصيد فئة 5 دولارات، وبعد خروجي من الدائرة لإجراء اتصال سريع فوجئت بان الشركة تقول لي بان رصيد هاتفك لا يكفي لإجراء مكالمة، تحيرت ماذا أقول أليست هذه سرقه في وضح النهار (عيني عينك)، لمن اذهب، أين اشتكي، من يسمعني؟أين ذهب رصيدي؟(محمد نجيب) مواطن يقول: في إحدى الصدف دخلت إلى هذه الدائرة لكي أنجز معاملتي، وبعد خروجي منها وذهابي إلى منزلي اكتشفت إن رصيد هاتفي سرق منه ما يقارب 6 دولارات وعندما رجعت إلى هاتفي (الرسائل المرسلة) لم أجد رسالة مرسلة تحمل رصيداً إلى هاتف أخر، علما إنني اعرف صديقاً يعمل في الدائرة التي قمت بمراجعتها وسألته انني وبعد خروجي من الدائرة اكتشفت إن رصيد هاتفي قد سرق، تبسم وقال هذه الحالة تحصل لدينا يوميا ونحن نعرف الأشخاص الذين سرقوا و لكن لا يمكننا الحديث معهم، تحت حجة انه ليس من شأننا.تقول (أم علي) وهي أرملة ذهبت إلى مديرية الأحوال المدنية لإصدار هوية جديدة خاصة بها: احتجت الى الهوية في معاملة الأرامل التابعة إلى شبكة الحماية الاجتماعية، قام ابني علي بتعبئة التلفون (الموبايل) برصيد وأدخلني إلى الدائرة سلمت جهازي وبعد خروجي منها، طلبت من احد المارين إن يتصل بابني علي ليجلب لي مستمسكاً قد نسيته في البيت وإذا بالشخص يقول لي انه لا يوجد رصيد يكفي في الموبايل لإتمام الاتصال، علما إني امرأة لا أجيد استعمال الهاتف سوى الاتصال بي وليس قيامي بإجراء اتصال، وعند رجوعي وسؤالي اكتشفنا إن رصيد الموبايل قد سرق.إياد محمد موظف يقول: لدي صديق لي يعمل موظف استعلامات دوما رصيد هاتفه مملوء علما انه كثير الاتصالات بأصدقائنا.يقول إياد: دائما اسأل نفسي من أين له هذه الأرصدة حتى انه في عدة مرات يبيع لنا ارصدة بتحويلها من جهازه، ونتيجة الحديث معه عرفت إن صديقنا الذي يجلس لحفظ أمانات الناس يقوم بسرقتها.حسين علي إعلامي قال: دخلت إلى احد ى الوزارات لإجراء مقابلة صحفية مع شخص مسؤول وعند وصولي إلى الاستعلامات وبحجة التحوطات الأمنية اضطررت إلى تسليم معداتي (موبايل، كامرة شخصية)، وتسلم كارت يحمل رقماً معيناً، وبعد إجرائي المقابلة وخروجي إلى الممر الذي يربط الاستعلامات بالدائرة رأيت شخصاً يحمل كامرتي استفسرت منه قال إني احملها إليك، علما إنني لم اطلبها وجلبت الشخص إلى الاستعلامات واستفسرت وإذا بالأشخاص المؤتمنين (الاستعلامات) يضحكون.rnلا أحد يسمع!توجهنا إلى موظفي الاستعلامات وطرحنا سؤالنا عليهم هل تسرق أرصدة الهاتف في استعلامات الدوائر ومن الذي يسرقها.امجد علوان موظف استعلامات تحدث قائلاً: إن هكذا حالات لم تحصل لدينا أبدا ولكنني اسمع بين الحين والأخر عن موضوع تحويل الأرصدة وسرقتها، إما زميله الذي يجلس بجانبه قال: إنني لم اسمع نهائيا عن هذه السرقات.كريمة حبيب موظفة استعلامات أجابت بعصبية ونرفزة: من أين تأتون بهذا الكلام، دوما أهل الاستعلامات مغضوب عليهم، وساتيكم من الأخر إنني لم أر واسمع عن هكذا سرقات.rnتفسيرات نفسية واجتماعيةتوجهنا إلى أساتذة علم النفس والاجتماعيين لنسألهم ما هو تفسيركم النفسي والاجتماعي لهذه السرقات؟ حسين ميران ماجستير علوم تربوية ونفسية قال : ليست الأسباب والدوافع وراء جرائم السرقة.. واحدة في كل الحالات لكنها كثيرة ومتنوعة وتؤدي إلى هذا السلوك غير السوي الذي يقوم به الشخص بالاستيلاء على أموال وممتلكات الآخرين التي لاحق له فيها، فالذين يرتكبون السرقة يشتركون بصفة وهي وجود نزعة عدوانية، فالسارق هنا يبرر لنفسه الاستيلاء على ما يملكه الآخرون، بينما يرتكب البعض الأخر الذين هم ليسوا من المجرمين أصحاب النفوس الضعيفة أو من الفاشلين في تحقيق طموحاتهم أو الاعتماديين (التنابل) المتخلين دائما عن أي مسؤولية توكل إليهم داخل الأسرة، فيحاولون التعويض عنها خارجا، فعندما يتردى أو يتدنى وضعهم المادي يجدون هذا الطريق أسهل واقصر، أضف إلى ذلك موقع عملهم الذي برأيهم بعيد عن هذه الشبهات.حيدر الموسوي باحث اجتماعي رئيس مركز علي الوردي للتنمية الإنسانية قال: فيما يخص ظاهرة سرقة رصيد المكالمات في الدوائر والمؤسسات الحكومية لاسيما عندما يضع المراجع هاتفه النقال في استعلامات المؤسسة ويسرق هذه تعتبر حالة مرضية وتشخيصها إن التركيبة السايكلوجية المتشظية تبعث على القلق المؤكد لدى بعض العراقيين وهناك عقل جمعي يتشابه به العديد من موظفي الاستعلامات في سرقة الرصيد وبالتالي تعتبر سرقة من الناحية القانونية وخيانة للأمانة من الناحية الشرعية.بينما يقول المرشد الاجتماعي شلال العزاوي: إن هذه الظاهرة سببها النزعة الغريزية التي بدأت كظاهرة ل
سرقة أرصدة الهاتف النقال في مكاتب الاستعلامات الحكومية
نشر في: 5 ديسمبر, 2009: 05:49 م