يقول الخبراء ان الهجوم على اليهود في اوروبا قد تجاوز الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، اذ ان مشاعر الكراهية تتصاعد ضد اليهود منذ عشرة ايام، ففي خلال اسبوع واحد تم الاعتداء على مجموعة المنظمات اليهودية في باريس، وتعرضت خمس من المعابد اليهودية في با
يقول الخبراء ان الهجوم على اليهود في اوروبا قد تجاوز الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، اذ ان مشاعر الكراهية تتصاعد ضد اليهود منذ عشرة ايام، ففي خلال اسبوع واحد تم الاعتداء على مجموعة المنظمات اليهودية في باريس، وتعرضت خمس من المعابد اليهودية في باريس الى هجمات متوالية، و احد تلك المعابد الواقفة في باريس القيت عليها قنبلة زنة 400 كيلو غرام ، كما وتعرض ايضاً " سوبر ماركت وصيدلية الى التخريب وتم نهب محتوياتهما " و كانت جموع المتظاهرين يحملون لافتات كتب عليها " الموت لليهود " و " اقطعوا رقبة اليهود "، وفي نفس الاسبوع ايضاً، وفي احدى الضواحي القريبة من العاصمة، القى المتظاهرين الحجارة واحرقوا الاعلام الاسرائيلية، وكان هناك شعار مرفوع يحمل كلمة (اسرائهيل) و كلمة (هيل) في الانكليزية تعني الجحيم.
اما في المانيا، فقد القيت القنابل المولوتوف على معبد يهودي في ووبيرتال، ودعا امام برلين، ابو بلال اسماعيل، الى القضاء على اليهود الصهاينة، كما القيت الزجاجات الفارغة على نافذة احد المشاركين في الانتخابات، وتم ايضاً ضرب يهودي كبير السن، كان مشاركاً في تظاهرة مؤيدة لاسرائيل في هامبورغ، وفي كافة المدن الالمانية انتشرت التظاهرات المؤيدة لفلسطين، والتي أدانت الهجوم الإسرائيلي على غزة، مقارنة اياها بحرب الابادة التي تعرض لها اليهود في الحرب العالمية الثانية، ومن الشعارات الاخرى " ايها اليهودي ، الخنزير الجبان، تعال وحارب وحدك " و شعار آخر: " حماس ليذهب اليهود الى الغاز "، ورد الفعل ضد اليهود في اوروبا، يختلف عن مناسبات اخرى، اذ كانت التظاهرات ليست مجرد ردة فعل ضد السامية، بل كانت تعبر عن الكراهية التامة لليهود والتي بدأت تتزايد منذ عقد من الزمن.
و صرح دايتير غرومان (للغارديان) رئيس مجلس اليهود المركزي في المانيا، " انها الاحتجاجات الأسوأ منذ ايام النازية " ويستطرد " انك تسمع في الشوارع – ليذهب اليهود الى عنابر الغاز، واليهود يجب إحراقهم " ونحن لم نسمع مثل هذه الكلمات منذ زمن بعيد، فهي تنتقد السياسية الاسرائيلية، وليست مجرد عداء لليهود، وهي ايضاً لا تعبر عن مشاعر الألمان فقط.
اما في فرنسا، فيقول يهودي بارز: " انهم لا يهتفون – الموت للإسرائيليين – بل الموت لليهود " ، وهذه الشعارات ظهرت بعد الحرب على غزة.
كما ان انجيلا ميركل، اعلنت استيائها من التظاهرات، قائلة انها ضد الحرية وضد جمهوريتنا الديمقراطية، وكذلك كان الامر مع الحكومة الفرنسية، اذ اعلن الرئيس الفرنسي: " لا يمكن مهاجمة يهودي لأنه يهودي، ولا يجوز مهاجمة اسواق اليهود، ان تلك التصرفات تعني – مهاجمة فرنسا".
اما في هولندا، تعرض رجل الدين اليهودي في أمستردام الى إلقاء الحجارة على باب منزله، كما تم التهجم على امرأتين يهوديتين وضربهما، ثم تم تعليق العلم الاسرائيلي من شرفتهما.
وفي بلجيكا، بدأت بعض المحال لا تبيع لليهود قائلين: " لا نبيع لليهودي في هذه الايام".
وفي ايطاليا تعرضت المحال التجارية لليهود الى حملة كتبت في خلالها شعارات ضد الصهيونية ومنها "ايها اليهود ، دنت نهايتكم".
ولم تشهد اسبانيا اعمال عنف بسبب قلة اليهود فيها (حوالي 35 الف)، وقد اعترضوا على موقف صحيفة (الموندو) الاسبانية، لأنها تنشر يومياً عموداً للكاتب المسرحي انطونيو غالا (83 سنة) ضد اليهود.
وتقول الدراسات ان المشاعر ضد السامية تتصاعد، وان عدد اليهود في ثمانية دول أوروبية يبلغ (6,000)، وأظهرت دراسة امريكية في شهر شباط الماضي ظاهرة (المشاعر ضد اليهود) في تصاعد مع الايام.
عن الغارديان