TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نافذة على العالم: باكستان وتفجيرات المسجد

نافذة على العالم: باكستان وتفجيرات المسجد

نشر في: 5 ديسمبر, 2009: 05:57 م

محمد مزيد التفجيرات التي طالت باكستان مؤخرا تشير بما لايقبل الشك الى حجم النجاحات التي تحققها القوات الامنية الباكستانية في مطاردة معاقل طالبان والإرهاب، سواء في وادي سوات، أم في عموم وزيرستان المقاطعة المتاخمة لحدود أفغانستان ذات التضاريس الوعرة بجبالها ووديانها،
 وما يقال عن اختباء كل رؤوس القاعدة وطالبان في ثناياها. الحكومة الباكستانية لا تجد مناصا من الذهاب الى اقصى ما يمكنها من المواجهة لردم مستنقع الارهاب الخارج برداء الدين الإسلامي، وهي اذ تستميل زعماء القبائل في محاولات لابقاء عناصر طالبان مكشوفين على السطح وحدهم من دون مساندة فأنها قد ارغمت حسب تقارير على جعل المبادأة في القتال بين يديها مستغلة نفور الناس من التعاليم اللاسلامية التي يتشدق بها اسلاميو القاعدة المنحرفون. الغريب في أمر التفجيرات التي تشنها طالبان على المراكز المدنية والحكومية انها بلا هدف معلن حقيقي، سوى إيذاء الأبرياء، وبالوقت نفسه فأن القوات الباكستانية لاتجد مفرا من المواجهة، يسندها، لوجستيا واستخباريا اهالي المناطق التي تتواجد فيها تلك القوات، اذن ما المعنى من قتل الأبرياء اذا كان لدى طالبان او القاعدة هدف معلن في مواجهة الكفار، ثم نقول اي كفار تواجه طالبان؟ تعالوا نلقي نظرة على المذبحة التي اقامتها طالبان في تفجيراتها الجديدة، ثلاثة مسلحين يتحزمون بقنابل شديدة الانفجار في مسجد بمدينة روالبندي، تتم عملية مواجهة القوات لهؤلاء المسلحين لمدة ساعة من الزمان قبل ان يهجموا على المصلين، انظر الى هذه المفارقة العجيبة التي لايمكن استيعاب مدلولها، المسلحون يفترض انهم مسلمون تحزموا بقنابل لمواجهة الكفار، والكفار وفق المنطق "القاعدي – طالباني" هم من يؤدي الصلاة، من يتوجه الى ربه، لتنهال زخات مطر الرصاص على رؤوسهم!! ثم يفجروا انفسهم وسط المسجد ليذهب أربعون من المصلين ضحية الجريمة البشعة وثمانون جريحا بعضهم في حالات خطيرة. المراقبون يتساءلون عن أي جهاد، تتشدق به طالبان، ويبحثون عن اي ايد آثمة تسندهم وتبعث لهم الاموال والمساعدات كي يستمروا في قتل المزيد من الابرياء ؟ ان الانحراف الذي يمثل عقيدة هؤلاء المجرمين الذين ارتدوا ملابس الدين لابد من انها مشكوك في امرها وفق قراءات منطقية وصحيحة لرجال دين مشهود لهم بالتوازن والحكمة، والا فما هي الفكرة الجنونية التي تجعل ثلاثة مسلحين متحزمين بالقنابل يفجرون انفسهم وسط مسجد تؤدي فيها الصلاة؟!، ان لم يكن ثمة انحراف يجب ان تقرأه الحكومة الباكستانية جدا وتتعامل معه من الداخل.. رحمة بالأبرياء الذين تخطط طالبان لذبحهم في مشروعها الجهنمي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram