بعد أن فرقعت وسائل إعلام مغرضة ولئيمة تقف وراءها أجندات لا همّ لها سوى بث الفرقة بين العرب وآخرها إشاعة عدم مشاركة العراق وقطر في خليجي 22 بالرياض لأسباب سياسية وظروف المنطقة المشتعلة ببارود الأزمات ، وأن الدورة 22 في طريقها إلى الإلغاء أو التأجيل وهكذا وكأن هؤلاء المُنسلين إلى عالم الإعلام كالشياطين يتحكمون بعجلة دوران الكرة الخليجية أو إيقافها وما على الآخرين سوى الانصياع لهم أو التماشي وراء إشاعاتهم الواهية، جاء قرار مشاركة العراق وقطر في القرعة المؤمل إقامتها بعد غد الثلاثاء في ساحة قصر المصمك بالرياض بمثابة ضربة موجعة قصمت ظهور العازفين على وتر القطيعة وشحن المواقف تجاه تخريب مشروع الدول الخليجية إضافة إلى العراق واليمن بالتآلف المجتمعي والتنافس الرياضي للرقي في العلاقات إلى مناخات نقية غير مسمومة.
بالأمس شدّ الرحال إلى العاصمة السعودية وفد اتحاد كرة القدم الذي يضم أمين سر الاتحاد – وكالة – طارق احمد والإعلامي د.هادي عبدالله ممثل العراق في اللجنة الإعلامية للدورة 22 ومدرب المنتخب الوطني حكيم شاكر وكابتن المنتخب يونس محمود (يلتحقان في وقت آخر) وهي خطوة مهمة على طريق تأكيد رغبة العراق في ديمومة الدورة الخليجية ومنحها دعماً مضاعفاً في هذه المرحلة بالذات لاسيما إن تبعات سحب ملف الدورة نفسها من البصرة إلى جدة ثم الرياض ترك منطقة رمادية في مساحة العلاقات الرسمية بين العراق والسعودية (من طرفنا تحديداً) لم تلبث سوى مدة قصيرة قبل أن يخرج رئيس اتحاد الكرة السعودي احمد عيد في حوار صريح لـ(المدى) كشف فيه تمسك السعودية دولة وشعباً بمشاركة اسود الرافدين في دورة الرياض وعدّ ذلك عاملاً مهماً للمساهمة في إنجاحها ، فضلاً عن نفيه القاطع وبشدة أية معلومة نُشرت في وسائل الإعلام العراقية تخص منع منتخب بلاده المشاركة في خليجي البصرة في حال إقامتها هناك ليلجم عيد جميع الأفواه الفارغة ويفضح كذب المهووسين بالسبق الصحفي ممن يسعون دائماً لاستغلال التوتر والانقسام والظروف المحيطة بالبلد لخلط الأوراق والعزف النشاز على وتر الخلاف (العراقي – الخليجي) الذي لا وجود له إلا في نفوسهم المريضة!
سيكون أسود الرافدين متواجدين في الرياض إن شاء الله ليضيفوا بريقاً استثنائياً بين المنتخبات المشاركة ويسعون بكل طموحاتهم المشروعة لنقل الكأس إلى بغداد التي تترقب اللقب الرابع بحرارة بعد أن أهداها شيخ المدربين الراحل عمو بابا انجازات أعوام 79 و84 و88 وكان اللقب الثالث من أميز الدورات بالفعل حيث انقلب الجمهور السعودي على منتخب بلاده وراح يصفق ويتغنى ويلوح بالشماغ بعفوية مع العرض الخلاب للأسود في واحدة من أهم مباريات الكرة العراقية، وعلى هذا الأساس ستكون المشاركة في الدورة 22 متناغمة مع الانتصار العظيم قبل 26 عاماً وسيكون هناك آلاف المشجعين السعوديين وغيرهم بانتظار إطلالة الكابتن يونس محمود وزملائه الشباب ليحوّلوا مركز الوصافة في دورة المنامة 21 وما عانوه من ظلم كبير سواء على صعيد التحكيم أو حرمانهم من الجمهور إلى دافع قوي للصعود إلى منصة التتويج هذا العام.
نحن مطمئنون لجهود الأشقاء في المملكة العربية السعودية على تنظيم أفضل الدورات الخليجية على الإطلاق وهم جادون في توفير جميع مستلزمات إنجاحها ولعل في مقدمة ذلك التوزيع العادل لتواجد جماهير البلدان المشاركة في الدورة الذين يعدون أهم عوامل الإثارة الايجابية والدافع الكبير للرقيّ بالمستوى الفني العام ورفع حماسة اللاعبين لبذل أقصى الجهود وهو ما يمنح الخطوط الأمامية قوة ضاربة لدك المرمى وزيادة فرص تسجيل الأهداف، ولتكن هناك رؤية واضحة لدى سلطات المملكة بالتنسيق مع الجانب العراقي في كيفية تأمين حضور جماهيرنا بصورة سلسة في رحلات خاصة أثناء مباريات أسود الرافدين ليكتمل اللقاء الخليجي وتتسامى النفوس فوق العُقد والمشكلات وتتشابك الأيدي لبناء جسر الخليج الشعبي بين بغداد والرياض وبقية عواصم الدول المشاركة.
ومضة : دلو "الثقة" أفضل وسيلة لإطفاء نار "الشك".
خليجي 22 .. تطفئ النيران
[post-views]
نشر في: 9 أغسطس, 2014: 09:01 م