بغداد / المدى مأساتها بدأت عندما اختفى زوجها منذ عدة سنوات ... خرق القلق قلبها خوفا على زوجها الذي تحبه بجنون !... بحثت عنه في كل مكان بدون فائدة ، حتى استسلمت للأمر الواقع ... وقررت ان تنتظر عودته ... وبعد مرور سنوات ظلت هي خلالها وفيه لحبه ... تنت
بغداد / المدى
مأساتها بدأت عندما اختفى زوجها منذ عدة سنوات ... خرق القلق قلبها خوفا على زوجها الذي تحبه بجنون !... بحثت عنه في كل مكان بدون فائدة ، حتى استسلمت للأمر الواقع ... وقررت ان تنتظر عودته ... وبعد مرور سنوات ظلت هي خلالها وفيه لحبه ... تنتظره بشوق ، فوجئت بشخص يطرق الباب ويطلب التحدث معها بخصوص زوجها ... فرحت وظنت ان موعد لقائها بزوجها قد حان ... ولكنها فوجئت به يخبرها بأن زوجها تم القبض عليه منذ ثلاثة أشهر لتنفيذ عقوبة كان هاربا من تنفيذها ..
صدمت عندما سمعت كلام ذلك الشخص ، فزوجها لم يخبرها في يوم من الأيام انه ارتكب أي جريمة ... وسيطرت عليها الحيرة التي تضاعفت عندما استقبلت مكالمة هاتفية بعد ذلك بعد أيام من امرأة قالت لها إنها شقيقة زوجها ... وإن اسمه ليس (أ) كما قال لها بل اسمه الحقيقي (م) وانه غيّر اسمه لأنه هارب من حكم إعدام صدر ضده منذ سنوات طويلة ... أقفلت الزوجة الموبايل .. وهي لا تعرف مَن تصدق ... هل تصدق قصة ذلك الشخص الذي حضر إليها منذ عدة أيام ... أم تصدق شقيقة زوجها ... أم تصدق ما تعرفه هي عن زوجها ؟ توجهت إلى زوجها لزيارته في سجن أبو غريب لتسأله عن الحقيقة ... جلست بجوار زوجها وهي تتمنى لو انه قال لها انه مظلوم وأنها لم تعش طوال حياتها مخدوعة ...
ولكن كلمات زوجها كانت أقرب إلى سهام مسمومة أصابت قلبها وهو يخبرها انه من محافظة الأنبار وانه عمل مع الإرهابيين فترة طويلة وانه قتل احد الضباط قبل عدة سنوات فصدر حكم المحكمة ضده بإعدامه ...
ولكنه تمكن من الفرار من الموقف بمعاونة احد أفراد الشرطة وتوجه إلى الموصل حيث لجأ إلى أحد أصدقائه الذي استضافة بمنزلة لعدة سنوات كان يعمل خلالها في محله .. وفجأة قرر صديقة الرحيل والهجرة إلى أوروبا وترك له داره ومحلة الكبير الذي عاش في ظله وظل ثروته .. وبالفعل نجح في ان يظل مختفيا طوال السنوات الماضية تحت اسم (م) وقام بتزوير عقد الدار واصبح يملك هذا العقار والمحال الأخرى وبعد عدة اشهر قام ببيع الدار والمحال واشترى مجموعة من الشقق والمحال في دهوك التي عادت عليه بمكاسب كبيرة .. واصبح خلال فترة وجيزة من الأثرياء حتى التقى بها ... ووقع في حبها ثم تزوجها وهو يظن ان حياته الماضية ليست اكثر من صفحة مطوية انتهت تماما ... وعاش معها حياته الجديدة وهو في غاية السعادة ... ظلت الزوجة لعدة دقائق صامتة لتستوعب سيل الحقائق التي هدمت العالم الوهمي الذي كانت تعيش فيه ... قبل ان تقول له بصوت مبحوح ، إنها لم تكن تعرف انه يمتلك تجارة في أربيل فقد كان يقول لها انه يسافر إلى الأردن ... فأجابها بصوت منخفض وهو يتلافى النظر إلى عينيها قبل ان يقول لها: انه كان يكذب عليها في هذا الأمر أيضاً ... وانه كان يوهمها بانه يسافر إلى الأردن ولبنان ولكنه في الحقيقة كان يسافر إلى أربيل لمتابعة تجارته هناك ... خرجت من السجن وهي تلعن حظها العاثر الذي عانته من زوج إرهابي وكذاب لا يعرف الرحمة !