من ضمن ضيوف مهرجان بغداد المسرحي الدولي بدورته الاولى , كان الكاتب والناقد التونسي احمد عامر . وهو كاتب مهم في المسرح التونسي على مدى اكثر من ربع قرن , وقدم اسهامات كثيرة فيه مثل نصوص (حما الجريدي) و( مر وحلو ) و ( فوتوكوبي ) و( لم يقبر الأحياء )و( السوق ) وغيرها . وبعض نصوصه حازت على جوائز مهمة مثل 

مسرحيته ( لم يقبر الأحياء ) . 

احمد عامر شارك في المهرجان بصفته عضو لجنة التحكيم وقد التقينا به ودار هذا الحوار 

قلت له :- 

• حدثنا عن المسرح في تونس ؟ 

- المسرح في بلادي تونس عمره مائة واربع سنوات – حيث عرف المسرح لدينا على يد الفنان المصري سليمان قرداحي في عام 1908 . وكان اول صعود لفنان تونسي على خشبة المسرح في عام 1909 .وفي عام 2009 احتفلنا بمئوية المسرح التونسي . وهو فن وافد علينا وتأصيله لدينا استمر من الثلاثينات وحتى الستينات . بعد مرحلة التأصيل بدأت مرحلة التجديد والتحديث وبناء الهياكل المسرحية . وقد كانت في تونس بالسبعينات ثلاثة قطاعات مسرحية هي قطاع الهواية وقطاع الاحتراف والقطاع الخاص الى جانب المسرح المدرسي ,الذي دخل الى المؤسسات التربوية منذ الستينات .بحيث تكونت بعدها أجيال مسرحية في المعاهد والجامعات باتت تعتمد على نصوص لكتاب كبار الذين يمثلون ربيع المسرح التونسي, هم من جيل التلاميذ الذين تعلموا في المعاهد والمؤسسات الفنية أمثال فاضل الجعايدي ومحمد ادريس وفاضل جنريري ومحمد المديوني ومحمد الجبالي وغيرهم.

• كيف تنظر الى مسرح الفرجة عندكم وهل تأثر بالربيع العربي ؟ 

- مسرح الفرجة يقوم على توفير الفرجة الحية اي يملؤها لك المسرح الاحتفالي مثل مسرح الصديقي ومسرح عبد الكريم برشيد . لكن مسرح الفرجة الحديث يقوم على البصريات والسينوغرافيا الحديثة . وهناك مدارس خاصة للفرجة في تونس , وماتزال موجودة غير مدرسة للفرجة عندنا . 

• كيف تنظر الى اشكالية النص العالمي والمحلي وضرورة استخدامه وايهما افضل للمسرح التونسي ؟ 

- الافضل ان تقدم مسرحية مقنعة ومفيدة للمسرح والناس بغض النظر اذ كان النص محليا او عالميا . يجب ان تكون لديك القدرة على التعبير والتوصيل للناس في الحالة التي تجدها افضل بدون ان تكون المسرحية محلية او عن نص عالمي ,واذا توفرت السينوغرافيا الحديثة والاداء التمثيلي الجيد والنص المقنع والاخراج المتوفر على ادواته وتحريكها باتجاه تقديم فائدة للمتلقي ,عند ذلك نصل الى الغاية المرجوة من المسرح بغض النظر عن نصه المحلي او العالمي .

• كيف تنظر الى المسرح العراقي ؟ 

- مسرح متقدم , فيه شباب عراقي تمكن من ان ينهل من رواد الفن الكبار امثال يوسف العاني وسامي عبد الحميد وجعفر السعدي وابراهيم جلال, ويعمل الشباب على النهل من هؤلاء بالاضافة الى المزاوجة مع الحداثة والخروج عن المألوف والاقتراب من العالمية. 

والمسرح العراقي اعده من المسارح العربية المتقدمة والرائدة في الوطن العربي .