وسائل إعلام من فضائيات ووكالات انباء ومواقع الكترونية تابعة لزعيم ائتلاف دولة القانون ، تعاطت ببرود واضح مع حدث تكليف رئيس الجمهورية فؤاد معصوم مرشح التحالف الوطني حيدر العبادي بتشكيل الحكومة الجديدة خلفا لسلفه بعد ساعات من تنظيم تظاهرة في ساحة الفردوس وسط العاصمة بغداد طالب المشاركون فيها وجميعهم من انصار ومؤيدي المالكي باحترام حقه في الحصول على الولاية الثالثة .
ونقلت وسائل الإعلام تلك عن "صقور دولة القانون" قولهم بان العبادي لا يمثل كتلة حزب الدعوة ، وانه انقلب على ائتلافهم باتفاق مع اطراف في التحالف الوطني انقلبت هي الاخرى على الدستور بسرقتها حق الكتلة الأكبر في تشكيل الحكومة الجديدة ، ومن الطبيعي جدا في الأوضاع العراقية السائدة ان تثير هذه التصريحات الشارع ، تحت شعار فتح ابواب جهنم على العراقيين ناكري المعروف ، ومن وقف وراء دعم وتشجيع العبادي ليكون بديلا للمالكي .
تدهور الأوضاع الأمنية في العراق تتطلب من جميع الكتل الإسراع بتشكيل الحكومة ومساعدة العبادي على اداء مهتمه لتصحيح اخطاء سلفه ، وهي كثيرة وتحتاج الى سنوات طويلة لمعالجتها ، بفريق حكومي منسجم يعكس حرص القوى السياسية على ضمان استقرار الاوضاع الامنية وانقاذ العراقيين من مصير مجهول ، باعتماد برنامج حكومي من شأنه حسم جميع الملفات الشائكة وفي مقدمتها تطوير ادارة الملف الامني ومكافحة ظاهرة الفساد المستشرية في مفاصل ما تبقى من مؤسسات الدولة ، وتحقيق المصالحة الوطنية بإبعاد المتاجرين بهذا المشروع ، والانفتاح على دول الجوار بإقامة علاقات مشتركة وبما يخدم المصالح الوطنية .
العبادي بنظر حزب الدعوة وبعض نواب دولة القانون مرشح غير شرعي ، ولا يصلح ان يكون بديلا للمالكي وربما لهذا السبب دعا بعضهم الى تنظيم تظاهرات احتجاجية في جميع المدن العراقية باستثناء الخاضعة لدولة الخلافة ، وابدى رغبته في ارتداء الحداد والبكاء على الأطلال لحين استعادة الشرعية بمعنى آخر التشبث بالسلطة والمكوث الطويل في المنطقة الخضراء المحصنة والتمتع بامتيازات المناصب في المستشاريات المرتبطة مباشرة برئيس الوزراء او مكتبه الخاص .
من المتوقع وفي حال سارت الامور بشكلها الطبيعي، سيواجه العبادي العديد من العقبات تعترض انجاز مهمته ، يضعها المتضررون من ابعاد المالكي عن تشكيل الحكومة ، ومن سيضطر الى غلق صحيفته وموقعه الالكتروني لايقاف تمويل مؤسسته من جهة كانت قبل يومين متنفذة ، تتصرف بالمال العام من دون رقيب ، وستتفرغ بعض منظمات المجتمع المدني لإقامة مجالس العزاء وسترفع الرايات السود للتعبير عن اسفها الشديد لضياع الولاية الثالثة .
في محافظة نينوى والمدن الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة الارهابية رفعت الرايات السود في مقار وثكنات الجيش العراقي، وليس من المستبعد ان ترتفع الرايات السود فوق ابنية المنطقة الخضراء حدادا على فقدان الولاية الثالثة .
حكومة العبادي
[post-views]
نشر في: 11 أغسطس, 2014: 09:01 م