جلال حسنشكت معلمة مدرسة ابتدائية في منطقة (ابو دشير) من سوء النظافة في مدرستها،وقالت: نعاني من طفح مجاري المرافق الصحية، وتكسُّرانابيب المياه، وعدم وجود ماء للشرب، ووساخة الصفوف فضلا عن تجمع الفضلات قرب سياج المدرسة.
واضافت: نحن نطلب من التلاميذ جلب قطعة صابون من بيوتهم لغسل ايديهم كإجراء احترازي ضد الامراض الوبائية، وكأسلوب تعليمي للنظافة، لكننا نحتار، بل نشعر بالخجل لأن حنفيات المغاسل لا يوجد فيها ماء. وتابعت: تصور في مدرستنا( منظفة) واحدة وهي لا تقدرعلى القيام بنظافة المدرسة لوحدها، والتي غالبا ما تـُرسل الى مديرية التربية لمتابعة بريد المدرسة. وحتى العاملون الجدد من الذين اضيفوا الى المدارس كحمايات ويحملون صفات اخرى ليس لهم أي علاقة بالنظافة، ويقتصر عملهم على قطع الاشواك والادغال في حديقة المدرسة وجوانب الاسيجة الخارجية. قلت لها: هل انشر هذا الكلام باسمك؟ اجابت :" كلا . لأنه يسبب لي مشاكل مع وزارة التربية، كما حدث لمديرة المدرسة، حين جاءت مجموعة من الصحفيين قبل شهر، وشرحت لهم معاناتنا، بل كشفت لهم عن سلبيات التأهيل والاعمار التي حدثت في المدرسة، وتردي اعمال المقاول الذي انصبت اعماله على الاصباغ البراقة، والترميمات البسيطة، وعتبت بشدة على لجان تسلم المشاريع من المقاول، وما ان نشرالموضوع في الصحف المحلية، حتى جاءت لجنة من مديرية الكرخ الثانية الى المدرسة لالقاء اللوم على المديرة، وتنبيهها مستقبلا الى عدم الحديث لأي وسيلة اعلامية بهكذا قضايا الا بإذن المديرية وبتصريح خاص." كلام المعلمة وحرصها على صورة ايجابية لواقع المدرسة الحالية، باعتبارها واجهة حضارية وحاضنة تربوية، يأتي من فقدان الحد الادنى من المتطلبات الضرورية لبيئة امنة وصحية، والعمل الجدي على تحسين اوضاع المدارس، ورفع القلق على صحة الطلاب خاصة الاكبر سنا الذين يتعرضون لمعدلات اعلى من انتشار الامراض، والتاكيد على تفعيل دورالصحة المدرسية لإنجاح التعليم، التي تشمل المبنى المدرسي والصفوف وغرف المعلمات، والاثاث والحوانيت والساحات والاضاءات والتبريد، وتهيئة اعداد كافية من المرافق الصحية مجهزة بالماء الكافي، فضلا عن وجود المطهرات والمنظفات ومشبكات الشبابيك وغيرها. كل التقاريروالمسوحات والبيانات التي تجريها اللجان المتخصصة في وزارات التربية والصحة والتخطيط ومنظمة الصحة العالمية، والامم المتحدة تؤكد وتحذر بما لا يقبل الشك من اوضاع بيئية كارثية تهدد المدارس الابتدائية ، لافتقارها الى ابسط الشروط الصحية، ما يؤشر الحاجة الماسة الى ايجاد برامج وسياسات موضوعية وجادة من اجل حياة اكثرمن اربعة ملايين ونصف المليون تلميذ يقضون نحو خمس ساعات يوميا داخل المدرسة. jalalhasaan@yahoo.com
كلام ابيض : نظافة المدرسة
نشر في: 5 ديسمبر, 2009: 06:19 م