قبل هذا اليوم بثلاثة اشهر بالتمام والكمال خرجت علينا السيدة مستشارة رئيس مجلس الوزراء مريم الريس ، ومن على قناة العراقية لتبشرنا بأن التحالف الوطني متماسك وهو يدعم نوري المالكي .. وبالامس خرجت علينا مريم الريس وهذه المرة من قناة افاق لتعلن بصريح العبارة ان لاوجود لكيان سياسي اسمه التحالف الوطني ، وان هذا الكيان – حسب تعبيرها - مخالف للقانون ويسعى الى اجهاض العملية الديمقراطية، وبعيون دامعة صبت جام غضبها على رئيس الجمهورية ومعه حيدر العبادي وإبراهيم الجعفري، مطالبة بتقديمهم للقضاء بتهمة سرقة فرحة العراقيين بفوز ابنهم " المدلل " نوري المالكي
ولانني لا اعرف العمر السياسي للسيدة المستشارة ، لكنني اراها في كل ازمة تتحول الى خطيب مفوه أسوة بالزعيمة حنان الفتلاوي تصرخ في وجه كل من يسألها ما الحل: بأن لا بديل عن المالكي سوى المالكي نفسه.
إن المتابع للشأن العراقي يكتشف إن جيشا جرارا من "المقربين" مصر ان يتحكم في شؤون البلاد، بل أن هناك معلومات مؤكدة من أن هؤلاء المقربين هم سبب الحرائق التي تندلع يوميا في أروقة السياسة العراقية، وهم سبب التصلب والجلطات التي تصيب شرايين الدولة، ومن يشكك بذلك أحيله إلى تصريحات نخبة منهم يظهرون كل ساعة على شاشات الفضائيات وتتصدر صورهم الصحف ووكالات الأنباء ليؤكدوا لنا أنهم قادة العراق، وعلى الناس أن تفديهم بالدماء وتخرج في تظاهرات للترحيب بكل ما يثيرونه من غبار وزوابع تعمي الأبصار والبصائر.
إن مواطنا مخلصا لبلده ما كان يتمنى أبدا أن يشاهد السيدة مريم الريس تذرف الدموع وتصر على تفسير الدستور حسب أهوائها ومصالحها ومنافعها الخاصة ، أما وقد وصلنا إلى هذا الموقف من التهريج فقد كنت أتمنى لو ان السيد المالكي وقف وقفة هادئة للنظر في الأسباب التي أدت إلى تدهور العلاقة بينه وبين القوى السياسة الاخرى ، وقطاعات كبيرة من الشعب إلى هذا الحد، ولعل أول هذه الأسباب هو هذا الفشل الحكومي الذريع الذي يحظى برعاية غير مبررة من المالكي وتمسك غير مفهوم باستمراره.
اليوم الكل يتحدثون عن الدستور والقانون والشفافية ولكنهم يخططون في الخفاء لإعلان دولة القائد الأوحد، بل يذهب البعض منهم إلى إقرار تعليمات وقوانين تساند وتدعو إلى منطق الدولة التي مرجعيتها كل شيء الا الدستور، إن الأزمة السياسية التي تمر بها البلد كان يمكن احتواؤها في عشر دقائق لو أن لدينا سياسيين ومسؤولين يتمتعون بالحد الأدنى من القدرة على الإدارة والتعامل مع المشاكل.. وبالتالي كان من الممكن استيعاب الخلاف بين القوى السياسية واحتواؤه قبل أن يستفحل ، حتى نفيق على كوابيس داعش وخطب ابو بكر البغدادي .
لقد ابتعد بعض المنتفعين من السلطة وامتيازاتها عن المهنية حين تحولت السياسة عندهم إلى حملة تعبئة، فانتحرت أصول الممارسة السياسية وانهارت كل أبجديات الديمقراطية، وتحولوا إلى مشجعين على الانتهازية والمحسوبية ، وتجلى الخلل الأخلاقي في محاولة الكذب الصريح على الناس، وصبغ الوقائع الصماء بألوان شتى من المداهنة والنفاق والكذب .
السيدة مريم الريس ان الديمقراطية تعلمنا ان الحكم شراكة ،لا هتافات "نحن باقون والغلبة لنا".. الديمقراطية الحقة ليست حكم الأكثرية فقط بل حفظ حقوق الأقلية واحترامها.
إن العراقيين جديرون بحكومة تضم مستشارين يتم اختيارهم من الأكفاء، وليس من المقربين المنتفعين الذين استنفدوا عدد مرات الرسوب ولا يزالون في مقاعدهم يذرفون الدموع ويلطمون الخدود من اجل مناصب تدوم العمر كله.
ولاننا نعيش وسط جو كوميدي بامتياز ، فقد اخبرنا السيد المالكي من خلال رسالة وجهها الى المحكمة الاتحادية من ان التحالف الوطني لم ينتخب إبراهيم الجعفري رئيسا له.. يا سيدي معقولة بعد اربع سنوات من الاحضان والقبلات تتنكر لمسؤولك السابق
السنا ياسادة نعيش في عصر مضحك.
دموع مريم الريس
[post-views]
نشر في: 11 أغسطس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
رعد الصفار
اتمني ان تقوم الحكومه الجديده والبرلمان بتقديم المالكي ومستشاريه الي محاكمه ليري الشعب ماذا فعلوا بالعراق خلال 8 سنوات