TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > ازدياد ضحايا تلوث البيئة جراء المخلفات الحربية

ازدياد ضحايا تلوث البيئة جراء المخلفات الحربية

نشر في: 5 ديسمبر, 2009: 06:22 م

بغداد/ وكالات يؤكد العديد من العلماء والأطباء إن الحروب التي خاضها العراق تسببت بسقوط الكثير من الضحايا المدنيين بصورة مباشرة وغير مباشرة، بدت تتجلى بشكل صريح من خلال الأمراض التي باتت تنتشر في العديد من المحافظات سيما من شهدت مناطقها معارك عسكرية.
 حيث يزعم المختصون إن الكثير من الأمراض الخبيثة وانتشار الولادات المشوهة هي محصلة طبيعية للأجواء البيئية التي لا تزال ملوثة بسبب استخدام الأسلحة طيلة العقود الثلاثة الأخيرة. فيما يعزو البعض الى استخدام بعض الجيوش المتقاتلة أسلحة ذات تأثير بايلوجي مشع تسبب بظهور تلك الإصابات غير الطبيعية. ويقول مسؤولون عراقيون: ان حالات الإصابة بالسرطان والتشوهات بين المواليد والمشاكل الصحية الاخرى زادت بحدة ويشتبه الكثيرون في أن يكون التلوث البيئي الواسع الناجم عن استخدام الاسلحة على مدار سنوات من الحرب سببا في ذلك. ويقول جواد العلي طبيب الاورام في البصرة «رأينا أنواعا جديدة من السرطان لم تسجل في العراق قبل الحرب في 2003، أنواعاً من سرطان الالياف والعظام. وتشير تلك الحالات بشكل واضح الى الاشعاع كسبب». وفي مدينة الفلوجة سبب ارتفاع كبير في حالات المواليد الذين يولدون موتى أو مشوهين أو مصابين بالشلل انزعاجا شديدا للاطباء. ويقول مسؤولون ان هناك الكثير من الوثائق تثبت استخدام اليورانيوم المستنفد في أسلحة القوات الامريكية وقوات التحالف خلال حربي عام 1991 و2003 ولكن من الصعب اثبات وجود صلة بين المعدن المشع والمشاكل الصحية التي يعانيها العراقيون. فالمنشآت الطبية العراقية محدودة وكان من المستحيل الاحتفاظ باحصاءات صحية دقيقة خلال سنوات العنف. وفي البصرة على وجه التحديد -التي ضربتها سنوات من الحرب وغرقت في مستنقع من التلوث الزراعي والصناعي- يصعب على الاطباء التوصل لاسباب محددة للاصابة بالسرطان. فقد عاش سكان البصرة لسنوات بين تلال من المعادن الخردة منها أنقاض خلفتها الحرب حيث حملت الرياح غبار صدئها بني اللون الى منازل العراقيين وطعامهم ورئاتهم. وقالت بشرى علي من ادارة الوقاية من الاشعاع التابعة لوزارة البيئة « تشير معلوماتنا الى أن هناك أكثر من 200 كيلومتر مربع من الاراضي جنوبي البصرة تحتوي على مخلفات الحرب بعضها ملوث بيورانيوم مستنفد». ووجد تقرير لجريدة طبية تصدرها جامعة البصرة في 2007 أن معدل الوفيات بمرض السرطان لم يشهد ارتفاعا كبيرا ولكن نسبة الاطفال الذين يموتون بمرض السرطان في البصرة قفزت بنسبة 65 بالمئة عام 1997 وبنسبة 60 بالمئة عام 2005 مقارنة مع نسبتها عام 1989. ويستخدم اليورانيوم المستنفد وهو معدن ثقيل في الاسلحة لاختراق المدرعات الثقيلة مثل الدبابات. ويثير ربطها بالمشاكل الصحية خلافا اذ تقول وزارة الدفاع البريطانية انه ليس هناك دليل «علمي أو طبي موثوق به» على ذلك. واستخدمت كميات كبيرة من اليورانيوم المستنفد أثناء حرب الخليج الاولى بعضها قرب مدينة البصرة. بحسب رويترز. وليس من المعروف مقدار ما استخدمته القوات الامريكية في الفلوجة ان كانت قامت بذلك أثناء المعارك التي كان معظمها من منزل الى منزل خلال هجومين على المدينة عام 2004. ولكن الجيش الامريكي استخدم الفسفور الابيض الذي يمكن أن يسبب حروقا بالغة اذا لمس البشرة وذلك لتحديد أهداف أو لإجبار مسلحي المقاومة على الخروج من مخابئهم. وبعد مرور خمس سنوات يسجل الاطباء في الفلوجة عددا غير طبيعي من الاطفال المصابين بأمراض خلقية في القلب وتشوهات الانبوب العصبي الذي يتسبب في نمو غير طبيعي للحبل الشوكي والمخ ما يمكن أن يسبب الشلل والوفاة. وقال عبد الستار كاظم مدير مستشفى الفلوجة الرئيسي «الارتفاع الملحوظ في العيوب الخلقية للمواليد في هذا المستشفى دفع مجلسه الى تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في تلك الحالات وتسجيلها». ويقول أطباء انهم لم يستطيعوا معرفة سبب ذلك على وجه التحديد. وهناك عدة عوامل يمكن أن تتسبب في ظهور تلك الحالات منها نقص حمض الفوليك خلال فترة الحمل. وقال اخصاصي في طب الاعصاب لدى الاطفال رفض نشر اسمه انه يرى ثلاث أو أربع حالات أسبوعيا لاطفال حديثي الولادة مصابين بعيوب في الانبوب العصبي في الفلوجة والمناطق المحيطة بها وهي منطقة يصل تعداد سكانها الى 675 ألف نسمة. وحالات الاصابة بذلك المرض في بريطانيا هي أقل من واحد لكل 1000 طفل. ومعظم عمليات الولادة في الفلوجة وحولها تتم في مستشفاها الرئيسي حيث يتم تسجيل ما يصل الى 30 حالة يوميا تمثل حالات الاصابة بعيب في الانبوب العصبي منها نحو 14 لكل 1000. وقال طبيب في الفلوجة رفض نشر اسمه «بعض الاسر تقرر انهاء الامر من البداية فيختارون انهاء حياة الطفل برفض اجراء عملية جراحية لهم. تسعون بالمئة من الاطفال الذين لا نعالجهم يموتون خلال عامهم الاول».

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram