من حيث يشعر او لا يشعر العراقيون ستكون البصرة الخاسر الأكبر في العمليات العسكرية الدائرة في الموصل والرمادي وديالى وبغداد فهي التي ستأخذ فاتورة الحساب من على طاولة الجالسين، وتدفع ثمن قذارة داعش والمسلحين هناك، وهي التي ستدفع كلفة الجنون والحماقات التي قامت بها الحكومة عبر سلسلة الاخفاقات والسياسات الخاطئة التي ابتدأت منذ اكثر من عشر سنوات ولم تنته حتى اليوم.
ومع الصورة القاتمة التي يرسمها البعض من سياسيي الصدفة وبعض السكان في المناطق البدوية عن الجيش العراقي الذي كان في الموصل وسواها من المدن هناك، نقول مع الصورة غير المنصفة التي طبعها وصدرها النظام السابق عن اهل الجنوب والبصرة بخاصة إلا أن الجنوب الغني يدافع اليوم برجاله وأمواله عن المدن التي سقطت بيد داعش، ويخوض شبابه حربا بالنيابة عن سكان المناطق تلك، ولو قدر لهؤلاء الشباب قيادة سياسية وعسكرية حكيمة، تمنهج البطولة والاندفاع والتفاني والأموال كذلك لكانت الصورة أكثر إشراقاً، ولرسمنا صورة عراقية مثالية قوامها وإطارها البصرة.
على مدى عقد من السنوات ظلت المدينة مسرحا عريضا لحرب طائشة مجنونة قام بها قائد مجنون أحمق، دفعت البصرة خلالها الأثمان الغالية في المساكن والرجال والارض والمياه، فقد خرجت أقضية بالكامل من أهميتها الجغرافية والزراعية مثل الفاو وأبي الخصيب والقرنة وشط العرب وتشرد مئات الآلاف من سكانها وما زالت اراضيها تعاني من خراب وتلوث حتى اليوم، دونما التفاتة منصفة من الحكومة. وما أن وضعت الحرب أطمارها ودخل العراق حرب الحصارات والجوع كانت البصرة مقرا لعصابات الطحين والرز والسمن، منفذا لتهريب النفط ومستقراً للسماسرة الدوليين . وفي الوقت الذي كان فيها أهلها يتضورون جوعاً كان رجال عصابات التهريب وكبار ضباط المخابرات والمقاولين يستأجرون أجمل المباني مقرات لشركاتهم ويخربون اخلاق البسطاء من اهلها تخوينا وخيانة فيعقدون الليل خمورا ونساء وعربدات.
وظلت البصرة تدفع المليارات تلو المليارات من الدولارات عن تعويضات الحرب التي خسرها القائد المجنون مع دولة الكويت وللمتضررين من سكانها بما فيها الاقلام والمحايات وعلب الالوان ووصلت أموالها تعويضات باذخة للمتزحلقين على الجليد في الدول الاسكندنافية التي هطل عليها دخان آبار الكويت التي أحرقها القائد الخِبل، ودفعت البصرة من نفطها ثمن التعويضات التي فرضتها الأمم المتحدة على العراق لإسرائيل وكذلك دفعت فواتير تقادم الكلف لرسو البواخر والطائرات في الموانئ والمطارات العالمية وظلت تدفع وتدفع شتى أنواع التعويضات بما فيها المليارات للعمال المصريين، بل وحتى عن التعويضات النفسية التي أصابت البعض من العرب والإسرائيليين .
قد تبدو دعاوى الفدرالية أو الإقليم التي نادى بها النائب وائل عبد اللطيف وينادي بها اليوم النائب محمد الطائي والبعض من سياسييها اليوم مزحة عند حكومة المركز نتيجة للمصلحة الكبيرة التي تكمن في وجودها تابعة له، وقد لا يشعر سكانها بذلك لأكثر من سبب، لكن الوعي الشعبي والمصلحة العامة لمواطنيها الذين يتجاوز عددهم المليونين سيجبر حكومتها ومجلسها وقادة الفكر والوعي والثقافة فيها ذات يوم على المناداة والمجاهرة بوجوب إعلانها إقليماً، فدرالية، إذ من غير المعقول، وليس من الحكمة انها ستظل تدفع أثمان الحماقات وكلف الجنون والسياسات الرعناء. نقول ذلك ونحصي عدد الأسر النازحة من الموصل وديالى والرمادي وبغداد، نقول ذلك ونحن نحصي عدد المباني المهدمة والجسور والطرق والعربات والدبابات والبنادق والطائرات ومحطات توليد الكهرباء والماء وووووو تلك التي يترتب على الحكومة المركزية دفعها من نفط أهل البصرة إلى المتضررين هناك .
البصرة كيس دراهم للهزيمة
[post-views]
نشر في: 12 أغسطس, 2014: 09:01 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
مجلة بريطانية تدعو للتحرك ضد قانون الأحوال الشخصية: خطوة كبيرة الى الوراء
استشهاد مدير مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك شرقي لبنان
استنفار أمني والحكومة العراقية تتحرك لتجنيب البلاد للهجمات "الإسرائيلية"
الـ"F16" تستهدف ارهابيين اثنين في وادي زغيتون بكركوك
التخطيط تحدد موعد إعلان النتائج الأولية للتعداد السكاني
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...
جميع التعليقات 1
محمد توفيق
استاذ طالب ... عاشت ايدك.. أضيف فقط أن وطنية أهل البصرة لايجب الأ تفهم من قبل سياسي المركز واحزابه الإسلامية الإستمرار في حلب ضرع هذه المدينة الى ابد الآبدين، يجب ايقاض أهل البصرة من سباتهم الطائفي الطويل كي يفيقوا ويعوا أن ميارات مدينتهم هي التي تصنع طغا