اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > البصرة كيس دراهم للهزيمة

البصرة كيس دراهم للهزيمة

نشر في: 12 أغسطس, 2014: 09:01 م

  من حيث يشعر او لا يشعر العراقيون ستكون البصرة الخاسر الأكبر في العمليات العسكرية الدائرة في الموصل والرمادي وديالى وبغداد فهي التي ستأخذ فاتورة الحساب من على طاولة الجالسين، وتدفع ثمن قذارة داعش والمسلحين هناك، وهي التي ستدفع كلفة الجنون والحماقات التي قامت بها الحكومة عبر سلسلة الاخفاقات والسياسات الخاطئة التي ابتدأت منذ اكثر من عشر سنوات ولم تنته حتى اليوم.
  ومع الصورة القاتمة التي يرسمها البعض من سياسيي الصدفة وبعض السكان في المناطق البدوية عن الجيش العراقي الذي كان في الموصل وسواها من المدن هناك، نقول مع الصورة غير المنصفة التي طبعها وصدرها النظام السابق عن اهل الجنوب والبصرة بخاصة إلا أن الجنوب الغني يدافع اليوم برجاله وأمواله عن المدن التي سقطت بيد داعش، ويخوض شبابه حربا بالنيابة عن سكان المناطق تلك، ولو قدر لهؤلاء الشباب قيادة سياسية وعسكرية حكيمة، تمنهج البطولة والاندفاع والتفاني والأموال كذلك لكانت الصورة أكثر إشراقاً، ولرسمنا صورة عراقية مثالية قوامها وإطارها البصرة.
 على مدى عقد من السنوات ظلت المدينة مسرحا عريضا لحرب طائشة مجنونة قام بها قائد مجنون أحمق، دفعت البصرة خلالها الأثمان الغالية في المساكن والرجال والارض والمياه، فقد خرجت أقضية بالكامل من أهميتها الجغرافية والزراعية مثل الفاو وأبي الخصيب والقرنة وشط العرب وتشرد مئات الآلاف من سكانها وما زالت اراضيها تعاني من خراب وتلوث حتى اليوم، دونما التفاتة منصفة من الحكومة. وما أن وضعت الحرب أطمارها ودخل العراق حرب الحصارات والجوع كانت البصرة مقرا لعصابات الطحين والرز والسمن، منفذا لتهريب النفط ومستقراً للسماسرة الدوليين . وفي الوقت الذي كان فيها أهلها يتضورون جوعاً كان رجال عصابات التهريب وكبار ضباط المخابرات والمقاولين يستأجرون أجمل المباني مقرات لشركاتهم ويخربون اخلاق البسطاء من اهلها تخوينا وخيانة فيعقدون الليل خمورا ونساء وعربدات.
  وظلت البصرة تدفع المليارات تلو المليارات من الدولارات عن تعويضات الحرب التي خسرها القائد المجنون مع  دولة الكويت وللمتضررين من سكانها بما فيها الاقلام والمحايات وعلب الالوان ووصلت أموالها تعويضات باذخة للمتزحلقين على الجليد في الدول الاسكندنافية التي هطل عليها دخان آبار الكويت التي أحرقها القائد الخِبل، ودفعت البصرة من نفطها ثمن التعويضات التي فرضتها الأمم المتحدة على العراق لإسرائيل وكذلك دفعت فواتير تقادم الكلف لرسو البواخر والطائرات في الموانئ والمطارات العالمية وظلت تدفع وتدفع شتى أنواع التعويضات بما فيها المليارات للعمال المصريين، بل وحتى عن التعويضات النفسية التي أصابت البعض من العرب والإسرائيليين .
    قد تبدو دعاوى الفدرالية أو الإقليم التي نادى بها النائب وائل عبد اللطيف وينادي بها اليوم النائب محمد الطائي والبعض من سياسييها اليوم مزحة عند حكومة المركز نتيجة للمصلحة الكبيرة التي تكمن في وجودها تابعة له، وقد لا يشعر سكانها بذلك لأكثر من سبب، لكن الوعي الشعبي والمصلحة العامة لمواطنيها الذين يتجاوز عددهم المليونين سيجبر حكومتها ومجلسها وقادة الفكر والوعي والثقافة فيها ذات يوم على المناداة والمجاهرة بوجوب إعلانها إقليماً، فدرالية، إذ من غير المعقول، وليس من الحكمة انها ستظل تدفع أثمان الحماقات وكلف الجنون والسياسات الرعناء. نقول ذلك ونحصي عدد الأسر النازحة من الموصل وديالى والرمادي وبغداد، نقول ذلك ونحن نحصي عدد المباني المهدمة والجسور والطرق والعربات والدبابات والبنادق والطائرات ومحطات توليد الكهرباء والماء وووووو تلك التي يترتب على الحكومة المركزية دفعها من نفط أهل البصرة إلى المتضررين هناك .    

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. محمد توفيق

    استاذ طالب ... عاشت ايدك.. أضيف فقط أن وطنية أهل البصرة لايجب الأ تفهم من قبل سياسي المركز واحزابه الإسلامية الإستمرار في حلب ضرع هذه المدينة الى ابد الآبدين، يجب ايقاض أهل البصرة من سباتهم الطائفي الطويل كي يفيقوا ويعوا أن ميارات مدينتهم هي التي تصنع طغا

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram