فيض من شفقة تعتلج في صدر العراقي البسيط غير المسيس ، وهو يحاول سبر أغوار أحاسيس رئيس الوزراء السابق إذ يرغم على تسليم مقاليد السلطة - مذعنا - ويدعى لمغادرة الكرسي حتف انفه .
خيبة طاغية على قسمات الرئيس السابق ، طيف ندم . يرقى على عض الأصابع حتى يجرحها ، وعلى الشفاه حتى يدميها . دمعة مكابرة على انفراط عقد الحلفاء المعول عليهم ، والحاشية من المؤلفة قلوبهم بالمنح والامتيازات والمكاسب ، يولون الأدبار .
……
كثيرة هي الدروس المستنبطة والعبر المستقاة من حقبة السنوات الثمان العجاف . مطروحة أمام رئيس الوزراء الجديد .( ليتلافى نتائجها ) لعل ابرزها اعتماد المالكي على ذوي الولاء الشخصي والحزبي والطائفي دون التعويل على ذوي الخبرة والكفاءة والاختصاص ، غافلا او متناسيا موقفا تاريخيا نبيلا للزعيم عبد الكريم قاسم حين عاتبه البعض على إسناد منصب رئاسة جامعة بغداد لعبد الجبار عبد الله - وهو صابئي ، — يا فلان ، لقد عهدت إليه برئاسة جامعة ، لم أعهد إليه بإمامة مصلين في جامع ،،،،،،،،،،،،،،،،،،، البعض من اولئك النفر من الحاشية والمستشارين والمنتفعين ، ضللوه ليستظلوا بظله ، ليغرفوا من عطاياه، استغلوا سماحته في المساءلة وعسير الحساب وتغاضيه عن إنزال العقاب بمن يستحق المساءلة والعقاب.
من بين المثالب القاتلة : تمسك المالكي بإدارة اكثر من وزارة حيوية .- الدفاع والداخلية-، وأكثر من مرفق آمني . كل منها يحتاج لشخص قدير متفرغ تماما لحمل المسؤولية ، ولجحفل كفوء متمرس بالمهنة خبير بإدارة دفة الأزمات .
رجال الصف الثاني من خبراء ومستشارين أكفاء ، هم سقف الحاكم وعمود خيمته الراسخة.. شرط آن تعطى لأصواتهم جدارة آن يقولوا (نعم )دون زلفى ، وان يقولوا( لا) دون خوف . ..رب مشورة خاطئة تصيب الحاكم والشعب والبلد ، بمقتل . ورب رأي مدسوس او مضلل يتسبب بكارثة لا سبيل لدفعها إلا بأبهظ الأثمان .
الله ، الله ما اكثر الدروس المستنبطة من حقبة حكم المالكي ، والله الله الله من قلة الاعتبار .
انتهى الدرس.. ابتدأ الدرس.
[post-views]
نشر في: 13 أغسطس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو اثير
سيدتي الفاضلة ... نتمنى نحن العراقيون غير المسيسون دعائك للمرشح الجديد بالنجاح والتفائل ولكن وآخ من لكن .. هل تتصوري أن حزبا عاش وترعرع أعضاءه في الخارج وعاد الى الوطن بمعية الأحتلال لأجنبي يمكن له أن يبني وطن ويجمع شعبه على حبه والتفاني في سبيله ..خاصة