كنت البارحة ضمن جلسة ضمت سبعة عراقيين لم نلتق منذ زمن بعيد. ما كان وضع الحكومة على البال. صدفة نبهنا احد الأصدقاء انه استلم على الـ "واتس آب" رسالة تقول بأن المالكي سيلقي خطابا بعد قليل. صديق آخر جاءته رسالة تفيد بأنه نوى الرحيل. انقلبت سهرتنا إلى جلسة "مالكية" مرة أخرى. وأخيرا رن هاتفي ليخبرني المتصل ان الحجي قد رحل. المتصل كان بحالة غضب شديدة من خطاب المالكي. غضبه ان الأخير لم يعترف بخطأ واحد، ولم يتمنّ التوفيق للحكومة الجديدة، ولم يقل كلمة طيبة بحق أحد مناهل السماء أو الأرض، ولم يبتسم كعادته وتحدث كأنه خالق العراق وصانعه. قلت له بصوت سمعه الذين حولي: هم نعمة يمعود.
رضائي هذا، أو سموه ارتياحي إن شئتم، استغربه الجالس بجنبي: أي نعمة بعد هذا الخراب الذي خلفه وراءه دون ان يعترف بذنبه؟
مهلا يا صديقي، فلا أظن هناك اندر من ان تجد عراقيا "ينطي بنفسه" كما يقول المثل. لذا تجدني راضيا برحيله هكذا. لا يهمني ان كان ذلك بإرادة منه أو رغما عنه. ابتسم أو لم يبتسم. اعترف بما اقترفه من ذنوب بحق العراق والعراقيين أو لم يعترف. ندم أو لم يندم. ضحك أو بكى. المهم: انه رحل. والله وياه ومحمد وعلي.
لا شيء عندي أريد قوله اليوم سوى ان هذا الصباح يذكرني بصباح نيساني جميل قبل 11 عاما كان فيه لون الفجر مختلفا. وكان الهواء اكثر عذوبة وأرق انسيابا. ها أنا أرى غيمة سوداء تنقشع بعيدا عن سماء البلاد لينكشف وجه هادي المهدي مبتسما وهو يمسح دمعة فرحة مختنقة بصدري.
النفس تواقة اليوم للقراءة. نشاط محموم دفعني لترتيب مكتبتي ونفض الغبار الذي علق بها لأني نسيتها منذ 3 أشهر. وعبد الحليم يغني: الهوى هوايه. أهكذا صباح رحيل الطغاة جميل؟
الله وياك ومحمد وعلي
[post-views]
نشر في: 15 أغسطس, 2014: 09:01 م