لايزال الاستعباد و الاغتصاب يستخدمان كأسلحة بيد مجموعة داعش ضد النساء الايزيديات و المسيحيات، مع ذلك فان ناشطي حقوق الإنسان صامتون إزاء ذلك . الأدلة تتزايد على اغتصاب مقاتلي الدولة الإسلامية و بيعهم النساء من هاتين الأقليتين في سوق العبيد. أول من تحد
لايزال الاستعباد و الاغتصاب يستخدمان كأسلحة بيد مجموعة داعش ضد النساء الايزيديات و المسيحيات، مع ذلك فان ناشطي حقوق الإنسان صامتون إزاء ذلك . الأدلة تتزايد على اغتصاب مقاتلي الدولة الإسلامية و بيعهم النساء من هاتين الأقليتين في سوق العبيد. أول من تحدث بذلك النائبة الايزيدية فيان دخيل التي خاطبت البرلمان العراقي الأسبوع الماضي رغم تهدئة رئيس البرلمان لها و مطالبتها بالالتزام بالبيان المتفق عليه، حيث قالت " سيدي الرئيس ان نساءنا تؤخذ كعبدات ويبعن في سوق العبيد ". من جانبه أكّد المتحدث باسم وزارة حقوق الانسان كامل أمين بان هذه المجموعة الإسلامية أخذت نساء ايزيديات دون سن الخامسة و الثلاثين و احتجزتهن في مدارس و من المحتمل استخدامهن كعبدات . و تأكدت هذه الأخبار أكثر من قبل جمعية الهلال الأحمر العراقية و الصحافة العالمية التي ذكرت في تقاريرها ان الهاربين تلقوا اتصالات من بناتهم و زوجاتهم أو أخواتهم تقول ان المسلحين يتخذوهن كزوجات أو يخيرونهن بين التحول الى الإسلام أو مواجهة الموت . كما وثقت وزارة الخارجية الأميركية و الأمم المتحدة هذه القضية.
القصد من تسليط الضوء على محنة نساء الأقليات ليس للتعتيم على المعاناة الأكبر للأقليات الدينية في العراق التي ترتقي – حسب مسؤولي الأمم المتحدة – الى جريمة الإبادة ، و كذلك ليس لتجاهل مأزق الكثير من النساء العراقيات اللواتي يعانين أسوأ و أعنف انتهاك لحقوقهن منذ تسلّم النظام الاستبدادي لنوري المالكي السلطة ، و منذ سيطرة داعش مؤخرا على المناطق التي استولت عليها، و انما القصد منه هو الضغط من أجل الاعتراف بالطرق التي تستهدف بها النساء المنتميات الى مكان أو ديانة أو أقلية تتقاطع معهم . بما ان داعش قد سيطرت على مدن ذات أقليات دينية في نينوى و الموصل، فانهم قد استهدفوا النساء المنتميات لتلك الأقليات .
وشجبت منظمة حرية المرأة في العراق اختطاف النساء و اغتصابهن تحت شعار " جهاد النكاح " . لكننا نشهد صمتا مطبقا بين المنظمات النسوية الأخرى في انحاء العالم بما فيها البلدان العربية. منذ بدء القصف على غزة ، تلقينا الكثير من الالتماسات المؤثرة تطالب بالتضامن و المساهمة في حملات لمساعدة النساء هناك و نحن نشيد بتلك الجهود، لكننا لم نتلق التماسا واحدا من أية مجموعة حقوق نسائية يدعو للتضامن مع النساء الايزيديات و المسيحيات اللواتي يواجه المكون الذي ينتمين اليه حملة إبادة . ان إنكار معاناة النساء المنتميات الى هذه الأقليات الدينية هو نتيجة للمعلومات المحدودة عن نطاق و كثافة اعتداءات داعش إضافة الى تجاهلها . ان مصطلح " العالم العربي " يقترن في الغالب بمصطلح " العالم الإسلامي " عند النظر الى العدالة بين الجنسين، ما يعني أن هناك افتراضا بأن كل النساء مسلمات ، اما أصوات النساء من الأقليات الأخرى فانها غائبة .
عندما يتعلق الأمر بحقوق البلدان العربية ، أيا كان الطرف الذي يتحدث عنها – سواء أكانوا أصحاب حملات الحقوق الدينية و حقوق الأقليات أو حقوق المرأة – فان أصوات نساء الأقليات غائبة هناك .
أن ناشطي حقوق المرأة بحاجة اليوم الى اتخاذ موقف استباقي. عليهم ان يتحدثوا ضد قتل الأقليات الدينية، و دعم الجهود النسوية المحلية لتسجيل الأدلة اللازمة لإثبات المساءلة بعد ذلك . كما عليهم تعبئة الموارد للإغاثة الإنسانية و الضغط على الحكومات لمنحهم حق اللجوء و مساعدة النساء المحليات في سرد معاناتهن و تجاربهن.
أخيرا، عليهم تعبئة الحركات النسوية العالمية لاستخدام كافة الوسائل الدولية ( مثل قرار الأمم المتحدة رقم 1820 حول العنف الجنسي ضد المرأة ) من أجل تشخيص و فضح الجناة . هذا النوع من الإجراءات يمكن ان يحدث اختلافا . نتيجة للكسب المكثف للاعتراف الدولي من قبل النساء و مسانديهن، فقد تم تمرير مشروع قانون عام 2005 يسلط الضوء على حقوقهن و احتياجاتهن ما يعتبر " انجازا كبيرا للمواطنات من النساء ".
من المؤكد ان الأمر يحتاج الى أكثر من مشروع قرار من الأمم المتحدة لمخاطبة عدم المساواة و الظلم لكنه الخطوة الأولى تجاه الاعتراف . بالنسبة لنساء الأقليات في الشرق الأوسط ، فان مصطلح " مواطنة " غير ثابت . لكن مع ذلك فان الكثيرين سيؤيدون الاعتراف بكيفية تأثير اختلاط الجنس و الدين و المنطقة على حياتهم . انه لن يغير الموقف الكارثي على الأرض لكنه أفضل بكثير من الصمت .
عن : الغارديان البريطانية