TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > المالكي يتنحى لصالح رئيس الوزراء الجديد

المالكي يتنحى لصالح رئيس الوزراء الجديد

نشر في: 15 أغسطس, 2014: 09:01 م

تنحى رئيس الوزراء المحاصر نوري المالكي راضخا للضغوط الدولية و المحلية التي اضطرته للتخلي عن منصبه لصالح منافسه السياسي . هذه الخطوة نزعت فتيل الجمود السياسي الذي أغرق العراق في المجهول، كما انها تمهد الطريق لتشكيل حكومة جديدة يمكن ان تتحدى التمرد ا

تنحى رئيس الوزراء المحاصر نوري المالكي راضخا للضغوط الدولية و المحلية التي اضطرته للتخلي عن منصبه لصالح منافسه السياسي . هذه الخطوة نزعت فتيل الجمود السياسي الذي أغرق العراق في المجهول، كما انها تمهد الطريق لتشكيل حكومة جديدة يمكن ان تتحدى التمرد المتنامي للمسلحين الذين استولوا على مساحات واسعة من البلاد .

أعلن المالكي ذلك من خلال بيان من على شاشة التلفزيون الرسمي في وقت متأخر من يوم امس الاول الخميس و هو يقف الى جانب أعضاء بارزين من حزب الدعوة بمن فيهم منافسه حيدر العبادي . ذكر المالكي في كلمته بأنه يتنحى لصالح " أخيه " من أجل " تسهيل العملية السياسية و تشكيل الحكومة ". 

اليوم ، يواجه رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي تحديا كبيرا في محاولة توحيد سياسيي البلاد ؛ فالفصائل السياسية الرئيسية في البلاد لا تثق ببعضها، و يبدو ان الجيش العراقي غير قادر على استرجاع المناطق التي استولى عليها مسلحو ما يسمى بالدولة الإسلامية شمال و غرب البلاد . 
على مدى أسابيع، كان المالكي يكافح للبقاء في منصب رئيس الوزراء لولاية ثالثة أمدها أربع سنوات وسط محاولة خصومه لتنحيته والذين يتهمونه باحتكار السلطة و اتباع أجندة شيعية شرسة استعدت الأطراف الأخرى . 
كانت الولايات المتحدة و الأمم المتحدة و عدد كبير من الفصائل السياسية في العراق تدعم العبادي زاعمة ان قائدا جديدا هو الوحيد القادر على توحيد بلد محاصر من قبل متطرفي الدولة الإسلامية في العراق و الشام ( داعش ) التي سيطرت على مناطق كبيرة من أراضي العراق .
قال المالكي ان قراره يعكس رغبة " لحماية المصالح العليا للبلاد " مضيفا انه لن يكون سببا في سفك الدماء . 
ان رفض المالكي التخلي عن المنصب بعد ثماني سنوات في السلطة قد أثار أزمة سياسية تصاعدت خلال الأسبوع الحالي في بغداد . الا ان الضغوط تزايدت عليه عندما دعم تحالفه السياسي الشيعي السيد العبادي ليكون بديلا له، و بعد ان قام الرئيس فؤاد معصوم بتكليف العبادي يوم الإثنين بتشكيل الحكومة القادمة . وهدد المالكي باللجوء الى القانون ضد الرئيس بسبب ما أسماه بانتهاك الدستور . لكنه في اجتماع لحزبه في وقت مبكر من يوم الخميس ، وافق على ترشيح العبادي ، حسب نائبين من البرلمانيين من دولة القانون – حسين المالكي و خلف عبدالصمد – حيث قالا انه وافق ايضا على سحب دعواه القضائية ضد الرئيس معصوم . 
أثنى البيت الأبيض على خطوة المالكي و عبّر عن أمله في ان انتقال السلطة، "يمكن ان يضع العراق على طريق جديد و يوحّد شعبه" ضد تهديد مسلحي الدولة الإسلامية ، حسب تصريح سوزان رايز مستشارة الأمن القومي . من جانبه قال وزير الخارجية جون كيري ان الخطوة " تمهد الطريق لانتقال تاريخي سلمي للسلطة في العراق". 
لقد انعزل المالكي تدريجيا بعد ان هجره ليس فقط حلفاؤه من الشيعة و انما ايضا حليفته الكبرى إيران، كما ان الولايات المتحدة و الأمم المتحدة قد دعما العبادي الذي لديه 30 يوما لتجميع حكومة كي يوافق عليها البرلمان . 
من جانبها حثت الأمم المتحدة العبادي على سرعة العمل لتشكيل حكومة شاملة تمثل جميع شرائح العراقيين و تساهم في إيجاد حل حيوي و مستدام للتحديات التي تواجهها البلاد حاليا . 
رحّب العراقيون من كل الطوائف بإعلان الخميس ، يقول يوسف – موظف حكومي سنّي من بغداد – " الآن كل ما نريده هو حكومة تحترم الشعب و لا تميّز بين أفراده ". و يضيف السيد عدنان - الشيعي من مدينة الصدر- بأنه يعتقد ان المالكي هو الملام في أغلبية المتاعب التي مر بها العراق " كانت سنوات حكمه هي الأسوأ في تاريخ العراق و هو الذي يتحمل المسؤولية ". 
تدفع الولايات المتحدة و غيرها من الدول باتجاه حكومة أكثر تمثيلا يمكنها ان تخفف غضب السنّة الذين كانوا يشعرون بأنهم مهمشون من قبل ادارة المالكي التي ساعدت على تأجيج المأساة التي تسببها مجموعة داعش . 
التقدم الصاعق للمسلحين عبر أغلب مناطق شمال و غرب العراق منذ حزيران، دفع مئات الآلاف من أبناء الشعب الى ترك منازلهم، و حفّز الولايات المتحدة الأسبوع الماضي على شن عمليات و ضربات جوية بعد تهديد المسلحين لأقليات دينية و لإقليم كردستان . 
صرّحت الأمم المتحدة الأربعاء ان الوضع في العراق وصل الى " حالة الطوارئ من الدرجة الثالثة " ، و جاء هذا التصريح بعد ان استطاع 45 الف من الايزيديين الفرار من قمة جبل مهجور كانوا محاصرين فيه من قبل مقاتلي داعش الذين ينظرون اليهم على انهم كفار و يجب قتل من لا يتحول منهم الى الدين الإسلامي . 
ذكرت الأمم المتحدة انها ستوفر المزيد من الدعم للايزيديين و لأربعمائة الف عراقي آخرين هربوا منذ حزيران الى محافظة دهوك في اقليم كردستان ، ما يجعل عدد المهجرين مليونا و نصف المليون بسبب القتال . 
وخلال الأيام الأخيرة نفذت الولايات المتحدة ضربات جوية ضد مقاتلي الدولة الإسلامية، ما ساعد على إعاقة تقدمهم في المناطق الكردية . كما سيعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعا طارئا الجمعة (أمس) حول العراق لتنسيق مواقفهم بشأن الدعم العسكري للكرد و توفير المساعدة الإنسانية للهاربين من القتال . 
عن : ديلي ستار

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

مشاركة 25 ألف مركبة خاصة و350 باصاً في نقل الزائرين

660 ألف طفل في قطاع غزة لا يزالون خارج المدارس

وزير الخارجية: القوات الأمريكية ستبقى في العراق بظل إدارة ترامب الجديدة

إيران: استقالة المسؤولين الإسرائيليين دليل على هزيمتهم

اسعار النفط العراقي تهوي لما دون 80 دولارا

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

حملات لطمس هوية وثقافة أهالي التبت البوذيين

"ذو الفقار" يستهدف وزارة الدفاع الإسرائيلية

إيران تقترب من فتح جامعات لها في العراق

ملف التزوير يستبق الانتخابات البرلمانية.. مقترح لاعتماد البطاقة الوطنية في عملية الاقتراع

ترامب: أنقذني الله من محاولة اغتيالي لإنقاذ أميركا 

مقالات ذات صلة

بعد غزة.. الفلسطينيون ينزحون من «جنين» إثر هجوم إسرائيلي

بعد غزة.. الفلسطينيون ينزحون من «جنين» إثر هجوم إسرائيلي

متابعة / المدىأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أمس الأربعاء، بنزوح عدد من الفلسطينيين من منازلهم في أحياء داخل مخيم جنين، إلى "واد برقين"، إثر عملية عسكرية إسرائيلية في المخيم.ونقلت الوكالة عن رئيس بلدية جنين،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram