إذا كنت ممن تستهويه أخبار وكالات الأنباء المحلية، فأتمنى أن تقرأ هذا الخبر الحزين : "اكد حزب الدعوة "تنظيم العراق" بزعامة خضير الخزاعي انه سيتولى منصب نائب لرئيس الجمهورية او نائب لرئيس الوزراء كاستحقاق انتخابي للكتلة"، مبينا ان "الخزاعي ادى دورا مميزا "..وقال رئيس كتلة حزب الدعوة "تنظيم العراق" النيابية خالد الاسدي في تصريح خص به مراسل وكالة خبر للانباء ان "الخزاعي شخصية مهمة في العملية السياسية"، مؤكدا ان "دولة القانون هي الكتلة الاكبر وهي ستشكل الغالبية في الحكومة القادمة".
اما اذا كنت من المتابعين لما ينشر في الصحف الغربية عن العراق ، فاتمنى عليك ان تقرأ ما نشرته صحيفة التلغراف البريطانية وهي تنقل عن محللين وخبراء ان رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي يواجه مأزقا ضخما في الوقت الراهن بسبب حاجته وحاجة البلاد الماسة لمواجهة الطائفية من خلال حكومة كفاءات تنتهج سياسات مختلفة.
بين ما نشرته الوكالة العراقية وتقرير الصحيفة البريطانية ، تذكرت ما كتبته يوما في هذا المكان عن اهمية اختيار حكومة كفاءات قادرة على ادارة البلاد، فقد عانى المواطن خلال السنوات الثماني الماضية من متصدري واجهات المسؤولية والسلطة.. والذين كانوا يعتبرون انفسهم في مهمة مقدسة، تستحق من الشعب السمع والطاعة.. بينما الكثير منهم في الحقيقة فاشلون.. يعيشون في الخيال الذي يصور لهم أن "التجهم" وتقطيب الوجه والخطابات النارية، هي التي ستحل مشاكل الناس.. رغم أن ألف باء إدارة البلاد هو في تحرير الكفاءات ومنحها فرصة المشاركة في البناء.. ولهذا المواطن العراقي يأمل من الساسة في هذا الظرف العصيب ان يترفعوا عن المناصب من اجل إفساح المجال أمام أهل الخبرة والكفاءة.
جميعنا يتذكر بيان المالكي الشهير الذي قرأه على مسامعنا في 20 كانون الأول عام 2010، حيث أقسم فيه بأغلظ الأيمان بأنه سيعمل على ترسيخ عدد من المبادئ أهمها، التأكيد على محاربة الفشل و أن الحكومة ستفتح الباب أمام الخبرات الوطنية والكفاءات المهنية.. إلا أنّ الذي حصل إن الحكومة بعد أول جلسة "استخارة" استعاذت بالرحمن من شيطان أصحاب الكفاءات، ، فقررت أن تسد هذا الباب وتستريح لتكون مؤسسات الدولة حكراً على أهل الثقة لا أهل الخبرة.
لقد ظل السيد "الثقة" هو النموذج السائد في مؤسسات الدولة، وهو تعبير حقيقي عن الحالة السياسية، ولهذا وجنا ألف ألف من "الثقة" في مجالات عديدة وليس فقط في السياسة، ولم نكن نحتاج مجهودا كبيرا حتى نجدهم في كل مكان، فقد طفحت شاشات الفضائيات طوال السنوات الماضية بعدد لا بأس به من نموذج "أهل الثقة" الذين يظهرون كلما احتدم الصراع على المناصب والمكاسب، لتجدهم يقفون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه الاقتراب من قلعة الحكومة الحصينة.
في كل دول العالم يسبق المسؤول، مستشاروه. فيما المسؤول العراقي يصل من " الحزب والعشيرة " وهو يدّعي ختمه لعلوم الأرض والسماء. ويعتقد أن التفويض الذي منحته له الناس في صناديق الاقتراع، يسمح له أن يتجاهل معايير الكفاءة، وأن يكون الانتماء الحزبي وحده هو معيار اختيار رجال الدولة، فنجده يختار المنتمي لحزبه أولاً، ثم المنتمي لعشيرته، ثم المنتمي إلى الأحزاب المؤيدة له، وهو ما حذر منه مهاتير محمد باني ماليزيا الحديثة حين قال: "قد لا تنتج الانتخابات وصول أفضل المرشحين إلى السلطة، من الممكن للرشوة والخداع باسم الدين والمحسوبية أن تأتي بالنصر لأقل المرشحين أهليةً لقيادة الدولة... فنرى كيف يطلق حزب حملته خلال صلاة الجمعة الجامعة ويهدد بمكبرات الصوت بكراهية الذين يعارضونه.. من أجل أن تدلي الناس بأصواتها لمن ليس لديه القدرة على القيادة ولكن لمن هم محتالون بدرجة تكفي لخداع الناس."
رسالة مهاتير محمد الى الخزاعي؟
[post-views]
نشر في: 16 أغسطس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو اثير
سيدي الكريم...لدي سؤال أود ان أوجهه عبر صحيفتكم الغراء الى الأجهزة الأمنية والجيش والقائد العام للقوات المسلحة ... لماذا لم يحصل أي تفجير للسيارات والعبوات المخخة في بغداد منذ خطاب تنحي نوري المالكي ولحد هذه الساعة والتأريخ أرجوا الأجابة عليه مع شكر الع